أبرتهايد تحت حماية القانون - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:34 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبرتهايد تحت حماية القانون

نشر فى : السبت 25 نوفمبر 2017 - 9:10 م | آخر تحديث : السبت 25 نوفمبر 2017 - 9:10 م

فى الماضى انتشرت فى إسرائيل قصة عن مواجهة حدثت بين جولدا مائير ووزير العدل حاييم تسادوك، اختلف فيها تسادوك مع جولدا فى جلسة للحكومة. فى نهاية الجلسة اقتربت مائير من تسادوك وقالت له، اعتقدت أننا أصدقاء فأجابها: هذا صحيح، لكننى أيضا وزير العدل فى دولة إسرائيل. هذا الكلام عكس ثقافة الحكم الماضية، التى تعتبر فى نظر أيلييت شاكيد وحزبها الفاشى طفولية. بيد أن العنف الفظ لهذه المرأة هو أكثر خطرا بكثير من الابتذال البدائى لميرى ريجيف، وديفيد أمسلام أو أورون حزان.
إن هذا كله ليس جديدا. الجديد هو كيف ينقاد المستشار القانونى للحكومة لرغبة وزيرة العدل وحزبها. منذ البداية كانت شاكيد تريد أفيحاى مندلبليت، ربما لأنها كما يبدو، عرفت من أى طينة مجبول منها المستشار السابق للحكومة فيما يتعلق بموضوعات حساسة بالنسبة إلى الحكم: الاحتلال، المستوطنات، وحقوق الفلسطينيين.
حاليا يقوم المستشار القانونى للحكومة بما هو مطلوب منه. كيف يمكن لوريث حاييم كوهين، وأهرون باراك، ويتسحاق زامير (مستشارون قانونيون سابقون للحكومة) ألا يشعر بالخجل عندما يتراجع عن رأيه القانونى بشأن «المواقع الاستيطانية غير الشرعية» ــ لو أن بقية المواقع شرعية ــ ويستجيب بوقاحة لطلب الوزيرة نهب أراض فلسطينية خاصة وعامة من أجل تلبية حاجات جمهور «المستوطنين»، أى شق طرقات لليهود فقط؟ هذا ما أصبحت عليه سلطة القانون فى إسرائيل.
بحسب الأرقام التى نشرها ناحوم برنيع فى «يديعوت أحرونوت» يوم الجمعة الماضى، فالمقصود هنا هو مصادرة أراض واسعة، جزء منها «فقط» ممنوع البناء عليه بحسب الذين صادروها. وهذا ليس أول هذا فعل لا يُحتمل لنظام الأبرتهايد ليكتسب صبغة قانونية. بالطبع سيجرى تقديم طلبات التماس إلى محكمة العدل العليا، لكن ثمة شك فى أن تكون قادرة على وقف هذه السياسة لوقت طويل. إن المستوطنات هى التى تسيطر على الدولة وعلى الجيش، ولا يوجد سبيل حقيقى لكبحها.
لذا، لم يبق لنا سوى الاستنجاد بالرأى العام العالمى، وبالاعلام والجامعات، هناك حاجة ماسة إلى حملة واسعة ضد الأبرتهايد فى جامعات الولايات المتحدة وفى أوروبا، وكذلك فى مؤسسات الاتحاد الأوروبى، كما أن الجمهور الإسرائيلى يشكل هدفا لا يقل أهمية، وفى ظل غياب حزب معارض فعال، يتعين على منظمات المجتمع المدنى الوصول إلى هذا الجمهور.
لو كانت عندنا معارضة حقيقية مع زعيم لائق، لكان عليها أن تصرخ من فوق كل المنابر بأن السياسة التى تسرق وتصادر تقضى على ما بقى من امكانية الانفصال عن الفلسطينيين من خلال قيام دولة فلسطينية. من سيناضل ضد هذه الحكومة؟ بالطبع ليس مَن يعتقد أن التملق والاستجداء الإيديولوجى لليمين هو وصفة الوصول إلى الحكم.
يجب أن نشدد هنا على وجود فارق كبير بين التوجه نحو جماهير غير قادرة لأسباب تاريخية التماثل مع حزب العمل وبين الموافقة على القومية الفجة لليمين. هذه القومية ظاهرة أوروبية عنيفة ومدمرة لا علاقة لها بثقافة يهود إفريقيا الشمالية، ولا مع الهوية اليهودية من أى نوع كانت، ولا مع الدين اليهودى. ومن أجل كسب ود الضواحى لا حاجة إلى تأييد الاحتلال والمستوطنات الذى لا يساهم فى إصلاح الظلم الاجتماعى بل على العكس.
بناء على ذلك، فإن الحزب الذى يريد أن يحل محل الليكود فى السلطة يجب فى البداية أن يقنع الناس بأن لديه سياسة وطنية بديلة، ومن أجل هذه الغاية لا حاجة إلى إطلاق التصريحات الحمقاء مثل القول إن بالإمكان تحقيق سلام مع الفلسطينيين من دون إخلاء أى مستوطنة، أو القبول بتحويل اليهودية إلى أداة للسيطرة ولقمع أشخاص من سوء حظهم أنهم لم يولدوا يهودا.

التعليقات