الفريق شفيق.. والمصادر المجهلة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 9:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفريق شفيق.. والمصادر المجهلة

نشر فى : الأربعاء 27 مايو 2015 - 10:20 ص | آخر تحديث : الأربعاء 27 مايو 2015 - 10:20 ص

فى برنامجها «صالة التحرير» على قناة صدى البلد سألتنى الإعلامية عزة مصطفى فى السادسة والنصف من مساء الأحد الماضى أكثر من سؤال ملخصه: ما الذى يضمن لنا أن ما جاء فى مانشيت «الشروق» صباح الاثنين الماضى صحيح فيما يتعلق بالرسالة «غير المباشرة» التى أرسلتها الحكومة المصرية للفريق متقاعد أحمد شفيق فى منفاه بأبوظبى وخلاصتها: لا عودة الآن ولا ممارسة للسياسة؟!.

فى اليوم التالى سألنى نفس السؤال بصيغ متعددة الزميلان العزيزان عمرو أديب ورانيا بدوى فى البرنامج الجماهيرى «القاهرة اليوم» على قناة «أوربت»، وكذلك الزميل سيد على على قناة العاصمة.

قلت للزملاء والأصدقاء إن الذى يضمن ذلك هو مصداقية «الشروق» ومصادرها، والمهنية العالية لكاتبة القصة الزميلة دينا عزت، وأن كثيرين شككوا فى العديد من قصص «الشروق» المهمة ثم تبين فى النهاية أنها صحيحة.

هناك أخبار صحفية مثل هذا المانشيت لا يمكننا أن ننسبه إلى شخص أو مسئول محدد ليخرج ويقول: «لقد أبلغنا الفريق أحمد شفيق بعدم رغبتنا فى عودته مرة أخرى على الأقل هذه الأيام.. هذا لن يحدث أبدا».

والذين يسخرون من حكاية المصادر المجهولة أو غير الٌمعّْرفةِ أو المطلعة أو التى رفضت ذكر اسمها نقول لهم إن هذا الأسلوب متبع فى كل صحف العالم المحترمة وفى غالبية صحفنا.

الفارق فقط هو أننا نرحب بها إذا صادفت هوانا وننتقدها بشدة إذا تعارضت مع ما نحب.

فى عز حكم الإخوان نشرت «الشروق» فى صفحتها الأولى مانشيت يقول إن «مصدر مهم رفض محاولات الجماعة لأخونة الجيش.. وأن المشير السيسى وزير الدفاع وقتها لم يكن يحبذ السفر مع مرسى إلى باكستان». يومها غضب الإخوان فقط من القصة وتقبلها كل من ينتقدنا اليوم بشراسة.

وقبل سقوط الإخوان بأيام نشرت قصة باسمى منسوبة لمصدر مطلع عن سيناريو ما بعد الإخوان فى حال رفضوا الاستجابة للانتخابات المبكرة، وأيضا لم يتحدث أحد يومها عن المهنية!!!.

وقمت بتذكير الزملاء بقصة نشرتها باسمى أيضا قبل شهور عن رسالة محددة خرجت من جهة رسمية إلى رجل الأعمال البارز أحمد عز تنصحه بالابتعاد عن العمل السياسى. وقتها هاج كثيرون وماجوا وخرج زملاء صحفيون يوجهون لى لوما كبيرا بأننى «مفبرك كبير» وتبين لاحقا أن الخبر صحيح.

ومساء الخميس الماضى وقبل أن ننشر القصة قلت هذا الكلام أيضا ردا على سؤال الصديق خيرى رمضان فى برنامجه الأكثر تميزا «ممكن» على «سى بى سى» بصحبة الأصدقاء ياسر رزق ومحمد عبدالهادى ومجدى الجلاد.

ينسى كثيرون أيضا أن أشهر خبطة صحفية عالمية تمت بهذا الأسلوب، وهى فضيحة ووترجيت فى أوائل السبعينيات، والتى أطاحت بالرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون بعد اكتشاف التجسس على مقر الحزب الديمقراطى. فى هذه القصة فإن الصحفى الشهير بوب وودوارد لم يذكر اسم مصدره الذى أعطى له تفاصيل الفضيحة، وكان له اسم كودى هو «الحنجرة العميقة» ولم نعرف اسم هذا المصدر إلا بعد أربعين سنة من نشر القصة بناء على طلبه.

مثل هذه الأخبار لا يمكن كشف مصدرها، لكن يمكن الحكم على مصداقية الجريدة بصفة عامة.!!

قلت لهم وأكرر اليوم أن قصصنا الصحفية مثل كل مثيلاتها فى العالم على عهدة أصحابها الذين يتحدثون ولا تعبر عن أمانينا أو مواقفنا، وبالتالى لا تحاكمونا نحن وانتظروا الوقائع والأيام كى تتحققوا من صحتها أو ساعدونا لنقنع الحكومة بإصدار قانون حقيقى لحرية المعلومات وترسيخ حرية الرأى.

الأمر ليس شخصيا ونسعى قدر الإمكان للعمل طبقا لأصول المهنة فقط، والدليل أننا نشرنا رأى حزب الحركة الوطنية، ورئيسه يحيى قدرى الذى يرد فيه على مانشيت «الشروق» من دون أى تدخل.

لا نحكم أو نشكك فى وطنية أحد، نحن ننشر أخبارا منسوبة لمصادر معلنة حينا ومجهلة حينا أخر لشح المعلومات وخوف المصادر.

والصحيفة تفتح صفحاتها لآراء الجميع، وأولهم الفريق شفيق وحزبه وقادته ليردوا أو يعلنوا مواقفهم كاملة.


عماد الدين حسين

عماد الدين حسين  كاتب صحفي