** يوم الأربعاء الماضى قال الإيفوارى سليمانى كوليبالى: إنه يأمل بقوة فى دعم فريقه حتى اعتلاء منصة التتويج بالبطولات المحلية ودورى أبطال إفريقيا، والمشاركة بكأس العالم للأندية وأضاف «سأقاتل بكل قوتى من أجل تسجيل الأهداف ومساعدة فريقى على حسم البطولات التى ينافس بها فى الموسم الحالى سواء محليًا أو قاريًا»..
** ماذا حدث بعد ذلك حتى يهرب سليمانى كوليبالى بطريقة العميل (007) جيمس بوند.. هل كانت تصريحاته تمويهًا وخدعة؟!
** هروب كوليبالى مسألة أخلاقية، قبل أن تكون مشكلة إدارية. يعنى لماذا تسحب الأندية جوازات اللاعبين الأجانب.. هل هو قيد يوضع على حرية حركتهم؟
اللاعب الذى ينتظر فرصة يتحرر فيها من ناديه ويغادره هربًا ليس لاعبًا محترفًا يستحق الانضمام لفريق كبير ولا أظن أن ناديًا فى إنجلترا يصادر جوازات سفر لاعبيه الأجانب وهم كثر فى معظم الفرق الأوروبية. فهناك أولًا قاعدة أخلاقية وهى الثقة والاحترام والتعاقدات التى هى شريعة المتعاقدين. وهناك ثانيًا لوائح الفيفا التى تحمى تلك التعاقدات، كما تحمى اللاعبين والأندية..
** عناوين تغطية هروب كوليبالى، مكررة ومعادة، وتقليدية، كأننا أمام هروب سجين أو هروب السفاح. كما أتوقف عند هذا التفتيش عن الرجل المسئول عن هروب اللاعب. ويتم تناوله بطريقة بوليسية. كيف حصل على جواز سفره. من أعطاه الجواز. هل سافر بجوازه الإيفوارى أم بجوازه الإيطالى؟
** نحن أمام مشكلة تعاقدية. وإخلال واضح بالتعاقد من جانب اللاعب. وإذا كان كوليبالى هرب فعلا، وسافر للاختبار فى فريق آخر بأوروبا، فإن عودته، إذا عاد، يجب أن تتضمن تصورًا بالاستغناء عنه بعد أن ينال الأهلى حقه المادى والأدبى منه بالكامل. ولا أظن أنه سيكون مقبولًا أن يرتدى هذا اللاعب فانلة الأهلى مرة أخرى، باعتبار أنه سيعاقب ويحاسب ثم يلعب. فهذا لاعب فاقد الانتماء. فاقد الولاء. فاقد الصدق. فاقد الاحترام لناديه. فاقد الاحترام لجماهيره.
** أكرر أننى أتعامل مع القصة على أنها هروب، وإخفاء نوايا، وخيانة وفقًا للتصريحات التى صدرت من جانب إدارة الكرة والأهلى كله. والخائن لا تعاون معه، ولا استعانة به. ولو كان النادى يعلى من القيم والمبادئ فإن عليه الاستغناء عن اللاعب بعد الفوز بكل الحقوق المستحقة للأهلى.
** تلك مسألة أخلاقية كما ذكرت. لكن فنيًا هو مهاجم شرس وقوى، ومميز جدًا وهو لاعب سريع، خفيف الحركة ورشيق على الرغم من تكوينه العضلى، وهو هداف ومنذ مباراته الأولى مع الأهلى قلت عنه إنه: «ابن جون». أى يعرف طريق الجون. ورأس الحربة الأفضل بين اللاعبين الأفارقة فى الكرة المصرية والذين يتجاوز عددهم 45 لاعبًا.. فلا تخلطوا بين تجاوز أخلاقى من لاعب وبين مهارات وقدرات هذا اللاعب.. فهروب كوليبالى يشينه أخلاقيًا، ولاعلاقة لهذا الهروب بمستواه ومهاراته. وأقول ذلك تحسبًا لمن يخرج علينا بأنه لا يساوى ولا يستحق، وأنه ولا حاجة.. بعدما كان قبل أيام كل حاجة..!