مطلوب قصص نجاح متراكمة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مطلوب قصص نجاح متراكمة

نشر فى : الثلاثاء 28 يوليه 2015 - 8:10 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 28 يوليه 2015 - 11:44 ص

مثلما ننتقد الحكومة على أخطاء كثيرة وآخرها كارثة مركب الوراق، علينا ان نشيد بها إذا أحسنت، ونلفت نظرها إلى أهمية تعظيم قصص النجاح الصغيرة أو الكبيرة التى تراكم نجاحا اكبر على المدى الطويل.

قبل أيام كتبت فى هذا المكان مشيدا بوزارتى الكهرباء والتموين، لأنهما سجلا انجازا واضحا ومحددا.

اليوم نناشد الحكومة ان تتوقف عن إطلاق التصريحات الوردية فى قضايا عامة مطاطة، ونريدها ان تتعامل مع الشعب بنفس الطريقة التى تم التعامل بها فى مشكلتى الكهرباء ومنظومة الخبز.
فى قضية رغيف الخبز لمس الناس بوضوح أن الأزمة انتهت تقريبا بعد معاناة استمرت عشرات السنين، مستوى الرغيف تحسن، الدولة وفرت نحو ٣٠٪ من الدقيق الذى كان يذهب لجيوب أصحاب المخابز والتجار والسماسرة، وصار أصحاب المخابز هم الذين يسعون لبيع خبزهم وليس العكس، كما حدث تحسن ملحوظ فى منظومة السلع التموينية يفترض ان تظهر آثاره أكثر فى الفترة المقبلة.

نفس الامر تكرر حينما وعدت الحكومة المواطنين بأن التيار الكهربائى لن ينقطع خلال الصيف، هو تصريح واضح ومحدد وقابل للقياس، وبالفعل أوفت بالوعد، حتى هذه اللحظة بنسبة كبيرة جدا.
الانجاز المحدد أيضا تمثل فى انجاز حفر قناة السويس الجديدة، وهو ليس قصة نجاح صغيرة بل كبيرة جدا، ليست للحكومة فقط، أو الرئاسة، ولكنها لكل المصريين تقريبا وتحتاج إلى كتابة مخصوصة لاحقا تعطيها حقها.

هناك أيضا قصص نجاح متعددة مثل بدء إنشاء آلاف الوحدات السكنية خصوصا فى المدن الجديدة.
إذن وبدلا من أن تنشغل الحكومة بالكلام الكبير فى القضايا الأزلية عليها ان تعد الناس بأشياء محددة تكون قادرة على انجازها فى وقت محدد، وهكذا يشعر الناس بأنها جادة.

على الحكومة ألا تقول انها ستحل مشكلة التعليم، لأنها لن تفعل ذلك حتى خلال سنوات، لكنها يمكنها القول انها ستبنى ألف مدرسة مثلا، أو ستغير المناهج خلال عامين أو ثلاثة، أو ستنشئ ١٠٠ ملعب للمدارس أو مكتبات. عليها ان تتحدث فى قضايا محددة.

من بين القصص التى يمكن ان تصنع قصة نجاح حقيقية، ما تحدثت عنه الحكومة وبعض هيئاتها قبل أسابيع بأنها ستحدد جدولا زمنيا للوصول بنسبة الإصابة بمرض فيروس سى إلى النسب العالمية. الحكومة تحدثت عن ان ذلك يمكن ان يحدث فى عام ٢٠١٨. لو حدث ذلك فعلا فسيكون تطورا مهما للغاية، لكن المهم ان تكون الحكومة واثقة من تحقيق الهدف. لدينا مؤشرات مهمة فى هذا الصدد خصوصا بعد الأنباء الطيبة التى تشير إلى نجاح العلاج بمنظومة الأدوية المستوردة الجديدة خصوصا سوفالدى.

يمكن لكل وزارة ان تختار مشكلة وتتعهد للناس بحلها كاملا أو حتى جزئيا خلال فترة محددة. يمكن لوزارة الداخلية ان تحل مثلا مشكلة المرور، أو تقضى على البلطجة فى مكان معين، ويمكنها بالتعاون مع المحافظات ان تتعهد بحل مشكلة الباعة الجائلين خلال عام.

ترمومتر المواطن هو الأصدق دائما، وإذا شعر ان الحكومة صادقة وجادة فسوف يقف خلفها. تراث المواطن مع الحكومة سلبى جدا، لكن لو انه رأى شيئا ايجابيا على الأرض مثل رغيف الخبز الآدمى، وعدم انقطاع الكهرباء وحفر القناة، فسوف يبدأ فى استعادة الثقة المفقودة. الكرة فى ملعب الحكومة، وليس العكس، وفى يدها ان تستعيد المواطنين بالعمل فقط وقصص النجاح وليس بالتصريحات الوردية.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي