غلطة مرسى - فاينانشيل تايمز - بوابة الشروق
الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 1:23 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

غلطة مرسى

نشر فى : الأربعاء 28 نوفمبر 2012 - 11:55 ص | آخر تحديث : الأربعاء 28 نوفمبر 2012 - 11:55 ص

استغرق الأمر أقل من يوم واحد كى يتحول رئيس مصر الإسلاموى من بطل إلى وغد متهم. فبعد أن خرج للتو من انتصاره كوسيط فى صراع غزة يتعرض السيد مرسى الآن لنيران بسبب منحه نفسه سلطات شاملة جديدة. وهو يقول إن هذا سوف يحمى مكاسب الثورة التى أطاحت بحسنى مبارك. لكن الدكتاتورية، سواء أكانت حميدة أم غير ذلك، ليست وسيلة لبناء الديمقراطية.

 

 

 

منذ المواجهة مع الجيش المصرى فى شهر أغسطس، يحتفظ السيد مرسى بالسلطتين التشريعية والتنفيذية. ويضيف إعلان يوم الخميس سلطات قضائية إلى ذلك الخليط. وهو ينص على أنه لا يمكن للمحاكم إلغاء قراراته أو قرارات اللجنة المكلفة بوضع الدستور على الأقل لحين انتخاب برلمان جديد. كما أظهرت الهجمات على مكاتب جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها مرسى يوم الجمعة، فإن هذا الإجراء سيؤدى إلى مزيد من الاستقطاب فى المجتمع المصرى. وكانت هناك بالفعل شكوك بشأن التزام الحكومة الإسلاموية بالتحول الديمقراطى الكامل. فالليبراليون ذوو الاتجاه العلمانى والأقليات أحبطتهم المحاولات الإسلاموية لاحتكار الدستور الجديد مما جعلهم ينسحبون من المشروع الذى سوف يشكل مستقبل البلاد.

 

 

 

يقول مؤيدو السيد مرسى إن الإجراء ضرورى لاجتثاث «الدولة العميقة» أى فلول نظام مبارك الذين يتفانون فى إسقاط الحكومة الإسلاموية المنتخبة ديمقراطيًّا. وهناك عنصر حقيقة فى هذا. فقد لعبت المحاكم فى بعض الأحيان دورًا مشكوكًا فيه، على سبيل المثال عندما حلت البرلمان بعد أسابيع فحسب من انتخابه. وبينما تستمر هذا المعارك، تعجز الحكومة عن معالجة حالة الاقتصاد الكئيبة. لقد حاول السيد مرسى تحاشى النقد. إذ أمر بإجراء تحقيقات جديدة بشأن وفيات المتظاهرين فى الانتفاضة المصرية استجابة للنقد الشعبى القائل إنه كان هناك تساهل فى التعامل مع مبارك وضباطه. ووافق على طلبات غير الإسلاميين بزيادة المهلة الممنوحة لوضع دستور جديد. كما عين مؤيد بارز لاستقلال القضاء نائبًا عامًّا جديدًا. لكنه بجعل نفسه فى غير متناول المحاكم أضاع المشروعية التى سعى لإبرازها.

 

 

 

إن مصر باعتبارها أكثر بلدان العالم العربى سكانًا هى حامل الراية لكل من هب ضد النظم الاستبدادية. وأظهر تعامل السيد مرسى الماهر للشئون الخارجية أنه يمكن لحكومته أن تكون وسيطًا فعالاً بين الشرق الأوسط والغرب. لكنه كذلك الاختبار لما إذا كان للإسلام الديمقراطى مستقبل أم لا. ولا بد من إلغاء الإعلان الدستورى.

 

غالبًا ما تكون الديمقراطية صاخبة ومعقدة وبطيئة. لكن عملياتها لا يمكن اغتصابها. وبدلاً من أن يحمى السيد مرسى الثورة فإنه يخاطر بإطلاق ثورة جديدة.

التعليقات