البطل أحمد عبدالعزيز والفريق سعد الشاذلى - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 6:13 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البطل أحمد عبدالعزيز والفريق سعد الشاذلى

نشر فى : الإثنين 29 يونيو 2015 - 10:55 ص | آخر تحديث : الإثنين 29 يونيو 2015 - 10:55 ص

احتفل المصريون قبل يومين، بذكرى انتصار العاشر من رمضان (6 أكتوبر 1973)، وكلما هلت هذه الذكرى العطرة، تفرض ذكرى الرجال الذين صنعوا النصر نفسها على كل مهتم بالتاريخ العسكرى لبلاده، ورغم حبى واعتزازى بكل القادة الذين شاركوا فى صنع هذه الملحمة، إلا أن للفريق سعد الشاذلى، رئيس أركان حرب القوت المسلحة خلال هذه الحرب مكانة خاصة فى قلبى، وهو ما جعلنى أفتش عن الأسرار الكامنة فى شخصيته، التى كان أهم ما يميزها الاهتمام بأدق التفاصيل، وهو ما تجلى أثناء إعداده للقوات المسلحة لخوض حرب أكتوبر المجيدة.

فى أثناء حديثى مع اللوء أركان حرب متقاعد توفيق منصور، للاستماع لشهادته حول الكيفية التى أدار بها الشاذلى الانسحاب الناجح لمجموعة العمليات رقم (1) فى حرب يونيو 1967، التى كان يقودها والمعروفة باسم «مجموعة الشاذلى»، لأنه (اللواء توفيق) كان يشغل وظيفة أركان حرب هذه المجموعة، كشف الرجل عن سر من أسرار اهتمام الشاذلى بالتفاصيل، وفى هذا يقول:
الفريق الشاذلى كان من عادته الحرص الشديد على الاستطلاع الجيد للأرض، ودراسة الموقف دراسة متأنية وحصيفة، وعندما كان يصدر أمرا يجعل المكلف بتنفيذ هذا الأمر مهما كانت رتبته يسمع هذا الأمر تسميعا، ولا يتركه إلا عندما يتأكد من أنه فهم المهمة التى يحملها هذا الأمر بنسبة 100%، فلا يترك أى نقطة غامضة تفتح المجال للتأويل الذى قد يخطئ أو يصيب.

وأذكر أننى فى مساء يوم 4 يونيو 1967 سألت الشاذلى عن سر حرصه الشديد على الإلمام بأدق التفاصيل، وعندها ابتسم الشاذلى، وكانت من المرات النادرة جدا التى أراه فيه مبتسما، وقال لى: هذا هو الدرس الأول الذى تعلمته من البطل أحمد عبدالعزيز، (أحد النجوم الكبار للعسكرية المصرية، وبطل حرب فلسطين سنة 1948، التى نال الشهادة على أراضيها).

وشرح الشاذلى قائلا: كنت طالبا مستجدا فى الكلية الحربية (سنة 1937) وكان النقيب أحمد عبدالعزيز قائدا لإحدى السرايا فى الكلية، وكنت مارا من أمام مكتبه فى فترة الراحة، فنادانى، فذهبت إليه، فطلب منى أن أبلغ أحد النقباء أن النقيب عبدالعزيز يريده فى مكتبه، فأديت التحية العسكرية وانصرفت لأبلغ هذا النقيب، لكننى بعد أن انصرفت لم أعرف أين يقيم هذا النقيب، وفى خضم تفكيرى عن مكانه نسيت اسمه، وتحرجت من العودة مرة أخرى لسؤال النقيب عبدالعزيز، فوقفت فى مكان قريب لا أدرى ماذا أفعل.

وبعد فترة وجدته قد ذهب بنفسه وأحضر النقيب فرآنى وسألنى لماذا لم تذهب للنقيب فلان كما قلت لك؟ قلت له: لم أعرف مكانه ونسيت اسمه، فقال لى: كان يجب على أن أصف لك المكان بدقة، وكان عليك أن تسأل عن أى جانب غامض فى المهمة قبل تنفيذها.. افعل ذلك دوما مع رجالك فى المستقبل، وكان هذا هو درس أحمد عبدالعزيز بالنسبة لى، ومن يومها أضع الضابط أو الجندى الذى يعمل تحت قيادتى فى موقفى مع أحمد عبدالعزيز، فلا أترك رجالى قبل أن أتأكد أنهم فهموا ما أريده بالضبط وأستمع إلى أسئلتهم وأجيب عليها بمنتهى الوضوح.

ويؤكد اللواء منصور أن اهتمام الشاذلى بالتفاصيل تبدى فى الفترة التى كان يشرف فيها على وضع خطة العبور، التى لم يترك فيها شيئا للمصادفة بما فيها تفكير العدو فى العبور لغرب القناة، أو على صعيد التوجيهات والكتيبات التى كان يصدرها للضباط والجنود قبل بدء المعركة وأثناءها، والتى أجمع القادة المعاصرون للشاذلى على دورها الكبير فى رفع الكفاءة القتالية والثقافة العسكرية لرجال القوات المسلحة وهو ما أدى إلى تحقيق النصر.

رحم الله البطل أحمد عبدالعزيز والفريق سعد الشاذلى.

kaboubakr@shorouknews.com

التعليقات