القديم والجديد حول الرئيس - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القديم والجديد حول الرئيس

نشر فى : الإثنين 29 يونيو 2015 - 10:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 29 يونيو 2015 - 10:50 ص

مجموعة من كبار الإعلاميين والصحفيين كانوا يتناولون طعام الإفطار بدعوة من صندوق «تحيا مصر» مساء السبت الماضى فى فندق الماسة، أحدهم سأل سؤالا غريبا، وهو كم نسبة المدعوين الذين يمثلون العصر الجديد أو عهد عبدالفتاح السيسى مقارنة بعصر حسنى مبارك؟

السؤال قد لا يكون موضوعيا بالنظر إلى أن السيسى أكمل عامه الأول فقط فى الحكم، لكنه فى كل الأحوال يظل سؤالا مغريا بالطرح والمناقشة.

القاعة الفسيحة كان يتصدرها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وبعض الوزراء ورجال الأعمال وعدد كبير من الإعلاميين.

رجال الأعمال يصعب تغييرهم بقرار ادارى أو وزارى، هم موجودون بأموالهم وشركاتهم ومصانعهم، وبجهدهم وعرقهم واجتهادهم أو حتى بشطارتهم أو خفة أيدى بعضهم، وبالتالى يصبح منطقيا أن يظل رجال الأعمال كما هم، يحبون مبارك ولا يمانعون من الجلوس مع مرسى، ويحاولون التكيف مع السيسى لتأمين أعمالهم.

لكن المؤكد ان أى رئيس يملك أيضا أن يجلس مع هذا ويقاطع ذاك، ويرسل رسالة إلى ثالث وهكذا.

وبغض النظر عن النوايا فإن الرئيس يتمنى أن يساهم رجال الأعمال فى مشروعات تنمية حقيقية تخفف من الأزمة الاقتصادية الخانقة التى تعيشها البلاد وقال لهم رسائل واضحة فى هذه الليلة.
السياسيون الموجودون ينتمى كثير منهم إلى العصر القديم، بعضهم بيروقراطى لا يمانع فى العمل مع أى عهد، وبعضهم يحن فعلا إلى عهد مبارك ويلعن ثورة ٢٥ يناير سرا واحيانا علنا، وقليل منهم من يؤمن فعلا بفكرة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

الإعلاميون أنفسهم الذين تواجدوا كان عدد كبير منهم يهلل لحسنى مبارك، لكن المؤكد أن معظمهم إن لم يكن كلهم، كانوا يعارضون حكم الإخوان ولعبوا دورا بارزا فى إخراجهم من السلطة.
فى المقابل فإن نحو نصف القاعة، كانوا يجلسون فى هدوء، هم أعضاء بارزون فى المجالس التخصصية التى شكلها الرئيس فى مجالات مختلفة من التعليم إلى التنمية الاقتصادية مرورا بالتنمية المجتمعية. إضافة إلى بعض المتطوعين فى مبادرات مختلفة خصوصا صندوق «تحيا مصر» الذى نظم حفل الإفطار.

ظنى الشخصى أن هؤلاء، ومعظمهم غير معروف جيدا لوسائل الإعلام قد يمثلون نخبة المجتمع المقبلة، والظهير المجتمعى للرئيس عبدالفتاح السيسى، وقد يتولى بعضهم مناصب مهمة فى المستقبل، حينما يمتلكون الخبرة.

قابلت نماذج كثيرة منهم، وأشهد أن بعضهم على درجة عالية من الكفاءة وتم اختياره طبقا لمعايير موضوعية ومن دون أى واسطة.

أظن أن الرئيس وعند لحظة معينة يفترض أن يبعث برسالة عملية إلى المجتمع خلاصتها أن هناك وجوها جديدة غير محسوبة بالمرة على أى عهد قد صارت تتصدر المشهد، إذا نجح الرئيس فى ذلك فإنه يكون حل جزءا كبيرا من إحساس الناس بأننا مازلنا نعيش فى عهد مبارك.

بالطبع التغيير مهم، والأكثر أهمية أن يكون رجال الرئيس الجدد على أكبر قدر من الكفاءة فى تخصصاتهم المختلفة، حتى يشعر المواطنون أن هناك تغيرا قد حدث بالفعل.

المؤكد أن الرئيس يعرف أكثر منا أن هناك وجوها شاخت ونافقت كل العصور، وأن ظهور بعضها بجانبه يخصم من رصيده ولا يضيف إليه، حتى لو كانت هذه الشخصيات تحب الرئيس فعلا، لكن سمعتها ليست فوق مستوى الشبهات.

المجتمع يحتاج فعلا إلى نخبة جديدة فى كل المجالات حتى يشعر الناس أن هناك تغييرا حقيقيا، لكن ذلك سوف يستغرق وقتا، والأهم يحتاج إرادة وجهدا، وحسما، لأن القديم يحارب بكل أسلحته من أجل أن يستمر ويتواصل ويتشبث، بل إنه يتمنى ويحاول ويسعى بطبيعة الحال أن تستمر الأحوال كما كانت أيام مبارك.. حسم هذه المعركة سيحدد شكل مصر فى السنوات المقبلة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي