مولع.. بإلهام شاهين - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 9:04 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مولع.. بإلهام شاهين

نشر فى : الأربعاء 29 أغسطس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 29 أغسطس 2012 - 8:00 ص

لعدة مرات، أعيد مشاهدة الرجل البركان، الذى يطلق ناره الحارقة، فى اتجاه إلهام شاهين. دع عنك مسألة الورع، والأخلاق الحميدة، والأدب الجم، وما إلى ذلك من تهجيص لا ينطلى على المشاهد اللبيب، فالأداء الخطابى والانفعالات المتورمة والحماسة المفتعلة، كلها، بضاعة مضروبة، يستخدمها الخائب لإيهام المتابعين بقدراته الفائقة، المزيفة أصلا.. وما بالك إذا كان هذا الرجل، أو الممثل، يردد، بلا تردد، وعلى نحو منفلت، عبارات نابية، وكلمات فظة، يصف بها من يختلف معه فى الرأى، وفورا، تكتشف أن الرجل لا يقول فكرة، ولا يفند وجهة نظر خاطئة، ولكن تندفع الشتائم من فمه كجلمود صخر حطه السيل من علِ، فمثلا يوجه لفناننا المصرى حتى النخاع، محمد عبلة، شتائم سمجة، من نوع «يا جاهل، يا جهل، يا جهول، يا مضلل، ما مسىء الأدب...»، والأدهى أنه يصف فناننا الذى تعبر لوحاته عن رفض الطغيان وتتغنى بالوقوف فى وجه الظلم، بأنه «أعمى البصر والبصيرة».

 

تمتد سخائم الرجل لتطول المخرج خالد يوسف، وكالعادة، لن تجد جملة مفيدة، فقط ستسمع طنينا من نوع «التعس، السفيه، الماجن، الساقط».. ويستمر هذا الفاصل من الردح السقيم، ليمتد حتى إلى المفتى، حيث لا يتورع صاحبنا، المتحرش بالجميع، عن تأكيده أن المفتى «على ضلال بين، يقلب الحق باطلا والباطل حقا».. كلهم عنده، يستحقون عقاب الدنيا وعذاب الآخرة، وأظن، لو أن محمد عبلة رد على الرجل، فسيرسم، بعقله المستنير، وريشته المرهفة: جمجمة، محشوة بأصابع الديناميت.

 

كل نابياته فى كوم، وموقفه العجيب من إلهام شاهين فى كوم، فالكثير من الناس، وأنا منهم، يرفض، وينزعج، من كلام إلهام عن نظام مبارك، والثورة، والثوار، ذلك أن حديثها عن هذه الأمور، يجنح إلى الخطأ، وربما إلى العباطة، ويمكن مناقشتها فيه، وبيان مناطق الخلل فيما تراه.. لكن الرجل البركان، بجمجمته المكتظة بالمتفجرات، ابتعد عن أى خطاب عقلانى، وبدلا من أن يبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، اندفع، برعونة، ليكيل شتائم من مفردات المستنقعات الآسنة، فبعد أن يصفها بالبجاحة والوقاحة، يقيمها بـ«الفاشلة، الفاجرة»، وينتهى إلى أن أصبحت «خرقاء عجوز».. وفات الرجل أن يلتفت إلى نصائح الأولين بألا تتخذ من كبر السن أو العمى أو زى حالة من هذا القبيل مادة للتندر والهجاء.. الأهم، أن صاحبنا لم ير فيما قدمته إلهام شاهين، فى عشرات الأفلام والمسلسلات والمسرحيات سوى «عرى وزنى وخلاعة».. فكيف يشاهد الرجل هذه الأعمال، وعما يبحث بالضبط؟.. والأدهى أنه فى حديث لاحق يعلن أنه سيقدم للقاضى قرصا مدموجا لمشاهدها الخليعة، متوالية، من أفلامها.. وعند هذا الحد يحتاج الأمر إلى إخصائى نفسانى، من طراز يحيى الرخاوى أو محمد المخزنجى، ليحلل حقيقة العلاقة الدفينة، بين الرجل البركان، ونجمته الأثيرة، المثيرة له، البعيدة المنال، والتى يعنفها، على نحو يمتزج فيه العتاب بالغضب «كم واحد قبّلك فى أفلامك.. وكم واحد احتضنك. وكم واحد اعتلاك».. وأعتذر للقارئ عن هذه الكلمات الأخيرة، البشعة، التى لا تليق بأن يستخدمها أحد.. أظن، وبعض الظن إثم، أن نتيجة التحليل النفسانى، قد تضع الرجل بجانب زملائه: البلكيمى ومحمد ونيس.. غفر الله لى وله ولها.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات