جهاز لكشف جدية المسئولين - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جهاز لكشف جدية المسئولين

نشر فى : الجمعة 30 يناير 2015 - 7:20 ص | آخر تحديث : الجمعة 30 يناير 2015 - 7:20 ص

أتمنى أن تكون لدى الرئيس عبدالفتاح السيسى آلية عملية تشبه جهاز كشف الكذب لكى يختبر بها صحة المعلومات والبيانات والأرقام التى يخبره بها مختلف المسئولين فى الدولة.

لا أشك لحظة فى أن الرئيس يسابق الزمن ليحقق بعض الإنجازات، لأنه يدرك ان شعبيته وسمعته ومصداقيته على المحك. غالبية الناس يحبونه فعلا ويصدقونه ويريدون ان يروا الأحوال تتحسن فى أقرب وقت ممكن.

السيسى شأنه شأن أى رئيس أو مسئول فى العالم يتمنى ان ينجح ويحقق انجازا، وهو لن ينجح إلا عبر مساعدين أكفاء قادرين بدورهم على الإنجاز.

الرئيس يكلف المسئولين بمهام محددة مثلما فعل مع مشروع قناة السويس الجديدة، حينما قال للواء كامل الوزير رئيس اركان الهيئة الهندسية: «سوف نفتتح المشروع فى أغسطس المقبل بعد مرور سنة واحدة بالضبط».

المشكلة ان غالبية المشروعات ليست مثل قناة السويس أى يمكن رؤية الإنجاز بالعين، هناك مشروعات نسبية تعتمد على التقديرات فقط.

رأينا مثالا حينما تحدد موعد منتصف ديسمبر الماضى لافتتاح المشروع الضخم اللوجيستى فى ميناء دمياط، وفى اللحظة الأخيرة تجمد كل شىء لأن الاستعدادات للعمل لم تكن كافية.

لا أعلم التفاصيل لكن الرسالة يفترض أن تكون قد وصلت وقتها إلى كل مسئول، وهى ان يكون متأكدا تماما قبل التصريح بأن «كله تمام يا أفندم».

رغم ذلك عندى إحساس غير مبنى على معلومات مؤكدة أن هناك بعض المسئولين بدأ يملأ الإعلام ضجيجا حول انجازاته.

هذه العينة من المسئولين يمكنك أن تشمها من أول كلمة ينطق بها. هو يبدأ كلامه بمدح الرئيس بعبارات وجمل وتعبيرات يمكن «فقسها» فورا، وبعد وصلة المدح، يبدأ فى شكر نفسه، أما الخطوة الثالثة فهى سب وشتم ونقد الإخوان وتحميلهم مسئولية أى أخطاء تقع فى نطاق عمله «اثباتا على انه يساير الموجة»، أما الخطوة الأخيرة فهى ان يطلب وقتا حتى يحقق بقية الإنجازات.

مثل هذه النوعية تعمل إلى حد ما بمنطق المهرجين وليس بمنطق المسئول الذى يستشعر ان البلد يمر بمرحلة دقيقة للغاية ولا مفر من العمل الجاد على الأقل ليصل إلى الشعب قناعة بأن هذا المسئول وبالتالى حكومته صادقة وتبغى فعلا الإصلاح.

المواطنون معذورون حينما يكفرون بكل شىء، إذا شعروا ان مسئولا ما، لا يعمل بضمير أو بجدية. الحكومة لدى المواطن ليست هى الرئيس السيسى أو المهندس إبراهيم محلب، بل هى مفتش التموين وأمين الشرطة وناظر المدرسة ومسئول الرى أو بنك الائتمان الزراعى، إذا كان المسئول جيدا صارت صورة الحكومة جيدة فى نظر الرأى العام، والعكس صحيح تماما.

من واقع عملى فالمؤكد ان العدد الكبير من أعضاء الحكومة يعملون بهمة وبصورة جادة، لكن هناك البعض ليس على قدر المسئولية، ربما هو يريد النجاح، لكن امكانياته لا تسعفه لذلك، أو ربما لم يعمل بالسياسة من قبل،وبالتالى غير قادر على فهم طبيعة المرحلة والظروف.

الأمر لا ينطبق على الوزراء فقط، بل على بعض رؤساء الهيئات والمؤسسات والأجهزة وبطبيعة الحال المحافظين.

أعود إلى ما بدأت به وأقول: أتمنى أن يكون لدى الرئيس طريقة ما، يكشف بها المسئول الصادق من «النصاب والأونطجى»، حتى لا يأتى يوم لا قدر الله «نلبس فى الحيط» بسبب هذه النوعية التى كانت سببا فى إفشال تجربة جمال عبدالناصر رغم كل نواياه الطيبة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي