قلوبهم معلقة بغير الوطن - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:46 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قلوبهم معلقة بغير الوطن

نشر فى : السبت 30 مايو 2015 - 9:40 ص | آخر تحديث : السبت 30 مايو 2015 - 9:40 ص

فى ٣٠ يونيه خرج ملايين المصريين وأسقطوا حكم جماعة الإخوان، غالبية هؤلاء هم الذين تدفقوا بالملايين أيضا وانتخبوا عبدالفتاح السيسى رئيسا، وهم أيضا الذين قالوا نعم للدستور المعدل.

واليوم وبعد مرور عامين تقريبا على ٣٠ يونيه يتبين لنا ان بعض من خرجوا فى ٣٠ يونيه، ويتظاهرون الان بحب الوطن والسيسى، لم يفعلوا ذلك اقتناعا، بل نفاقا من أجل الحصول على كعكة متخيلة أو استعادة لأوضاع قديمة.

هذا التحالف من المصالح باتت ملامحه تنضح شيئا فشيئا، وكلما مرت الأيام اكتشفنا المزيد من تفاصيل هذا التحالف الذى يمكن وصفه بالمشبوه بضمير مستريح.

قبل إعلان السيسى ترشحه للرئاسة، رأينا تحركات غريبة لشخصيات كثيرة معظمهم رجال أعمال، وبعضهم يمتلك مشروعات إعلامية ضخمة ــ وجميعهم سعوا وحاربوا من اجل عدم ترشيح السيسى بل أى شخص يمكن ان يكون أداة طيعة فى أيدىهم، يحركونه كما يشاءون، ليظل مدينا لهم بدعمه، والأهم انه سيتعهد بحماية مصالحهم، لانهم هم الدين صنعوه.

لو عدنا قليلا إلى هذه الأيام واسترجعنا بورصة الأسماء التى تم طرحها سوف يتم فك اللغز ببساطة. ويمكننا ان نتذكر الجملة التى كررها السيسى كثيرا خلال حملته الانتخابية بأنه «ليس مدينا لأحد بشىء»، لنكتشف انها لم تكن عارضة أو عشوائية، بل كانت موجهة إلى هذا المعكسر، خصوصا بعد ان ردد بعضهم انهم هم الذين صنعوا ٣٠ يونيه بحشدهم وإعلامهم، وبالتالى ينبغى أن يكون لهم رأى فى اختيار الرئيس الجديد وان يتعهد بالحفاظ على مصالحهم والاهم فسادهم.

جاء السيسى رئيسا بأغلبية كاسحة، وحاول نفس المعسكر الايحاء بانه كان له دور فى حشد الجماهير فى التصويت خصوصا بعد لغز بأن قلة الحشد فى اليوم الثانى، ثم زيادته فى اليوم التالى.

مرت الأيام وحدث الصدام الأول المباشر حينما رفض بعض رجال الأعمال التبرع لصندوق «تحيا مصر»، ويوما بعد يوم بدأت خريطة التحالفات تتضح أكثر، وخلاصتها ان بعضا ممن يقولون عن أنفسهم انهم كبار أو حيتان بدأوا يجاهرون بعداوة الحكومة، وربما تسريب تقارير وأخبار من شأنها ضرب مصداقية الحكومة فى الكثير من الملفات خصوصا الاقتصادية وبالأخص تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية.

هذا التحالف لا يضم كل رجال الأعمال بطبيعة الحال، لان الجانب الأكبر من رجال الأعمال والمستثمرون يمارسون عملهم بصورة طبيعية، وبعضهم ضخ ملايين الدولارات فى مشروعات جديدة أو توسعة مشروعات قديمة بل ويستثمر فى افريقيا خدمة للامن القومى فى اعلى صوره.

لكن المقصود هم مجموعة صغيرة تحالفت مع بعض أسوأ رموز نظام حسنى مبارك وتعتقد انها قادرة على استنساخ الماضى وإعادة عجلة الزمن إلى مساء يوم ٢٤ يناير ٢٠١١.

وقد يسأل البعض: وما هى مناسبة كل هذا الكلام.. أليس هذا حديثا قديما ذكره البعض قبل شهور، بمن فيهم كاتب هذه السطور وفى نفس هذا المكان؟!.

السؤال مشروع والإجابة هى ان غالبية أركان هذا التحالف المشبوه، وادواتها هى التى بادرت بحملة هجوم ظالمة ضد صحيفة «الشروق» لمجرد انها مارست حقها الطبيعى وانفردت بقصة خبرية خلاصتها ان رسالة من جهة سيادية وصلت لأحمد شفيق خلاصتها أن يتوقف هو وانصاره عما يفعلوه الان.

بدلا من الرد بموضوعية ومعلومات حقيقية، وجدنا هذا التحالف المشبوه يتهمنا بكل شىء.
ليس عيبا ان يناصر هذا السياسى أو رجل الأعمال أو الإعلام الفريق أحمد شفيق، فهو شخصية سياسية بارزة، لكن العيب كل العيب هو اللعب على كل الحبال.

الأمر كان كاشفا، وتم بالصدفة البحتة، لانه اتاح لنا ان نعرف من يعمل مع من، وفى أى طرف يقف، وهل صراخه ليل نهار دفاعا عن السيسى والحكومة ومصر هو حب حقيقى أم جهاد حنجورى، فى حين ان القلب أو الحساب البنكى معلق بشخص آخر أو اتجاه آخر مركزه خارج مصر؟!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي