جو بايدن هو الكارثة الكبرى - العالم يفكر - بوابة الشروق
الثلاثاء 14 مايو 2024 7:02 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جو بايدن هو الكارثة الكبرى

نشر فى : الثلاثاء 31 أغسطس 2021 - 9:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 31 أغسطس 2021 - 9:00 م
نشر مركز The Heritage Foundation مقالا للكاتب نايل جاردنر يرى فيه أن إدارة بايدن فشلت بالداخل والخارج، وسيكون على الأجيال القادمة تحمل تكاليف قراراتها وسياساتها الكارثية... نعرض منه ما يلى:

كانت الأيام القليلة الماضية من أكثر الأيام إيلاما منذ أكثر من نصف قرن للولايات المتحدة على المسرح الدولى. حيث شكل سقوط كابول فى أيدى طالبان بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان إهانة للقوة العظمى. قد يستغرق الأمر عقودا قبل أن يتم استعادة مكانة أمريكا وإحياء الثقة فى القيادة الأمريكية.
ستتجاوز تداعيات أفغانستان ما أعقب انتهاء حرب فيتنام، ليس فقط من حيث الضرر الذى لحق بثقة أمريكا بنفسها، ولكن أيضا من حيث التهديد الذى ستشكله على أمنها. ستحول طالبان حتما أفغانستان مرة أخرى إلى ملاذ آمن للقاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى لضرب الولايات المتحدة. كما أن الناتو قد تم تقويضه أيضا، فالانسحاب من أفغانستان أدى إلى إضعاف الحلف وإهدار ما يقرب من 20 عاما من الجهد الجماعى لأعضائه الثلاثين.
كقائد عام للقوات المسلحة، يتحمل جو بايدن كاملا مسئولية القرار الذى سيطارد أمريكا لجيل أو أكثر. سيكون إرثه إرثا من الفشل، وسوء التقدير، وعدم الكفاءة. يجب أن يتحمل مستشاريه، بمن فيهم وزير الخارجية أنطونى بلينكين ومستشار الأمن القومى جيك سوليفان، بعض اللوم.
وعد فريق بايدن عند توليه منصبه «باستعادة مصداقية أمريكا» بعد سنوات حكم دونالد ترامب. ولكنهم الآن يبدون كأنهم مجموعة من الهواة، تتفوق عليهم حركة طالبان، وهى حركة كثيرا ما تُصور على أنها تعيش فى العصور المظلمة. كان التعامل مع أفغانستان سيئا للغاية لدرجة أن حتى مؤيدى بايدن فى وسائل الإعلام اليسارية الأمريكية، من سى إن إن إلى واشنطن بوست، انتقدوه انتقادا لاذعا.
لسوء الحظ، كارثة أفغانستان لا تشكل انحرافا بالنسبة لبايدن، بل هذا هو نهج بايدن، والديمقراطيون فى السياسة الخارجية يقودون تراجع الولايات المتحدة.
فى زيارة إلى لندن، حيث التقيت بمسئولين ونواب بريطانيين، أدهشنى خيبة أملهم الهائلة فى إدارة بايدن، ويشاركهم هذا الشعور العديد من نظرائهم فى الاتحاد الأوروبى، وخاصة فى شرق ووسط أوروبا. وكما قال أحد كبار السياسيين البريطانيين، فإن بايدن يجعل باراك أوباما، الذى تفاخر مستشاروه بما وصفوه «قيادة أمريكا من الخلف»، بدا وكأنه زعيم حرب إذا قورن معه.
من استسلام بايدن المشين لموسكو حول خط أنابيب نورد ستريم 2، إلى محاولات استرضائه للنظام الإيرانى وجهوده الفاشلة لإحياء الصفقة النووية المعيبة والفاشلة، هذا الرئيس يخضع لأعداء أمريكا، بينما يركل بعيدا حلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل وبولندا.
المستفيدان الرئيسيان من نهج بايدن الضعيف هما الصين وروسيا، اللتان تستمتعان بلا شك بالفوضى فى واشنطن وتبتهجان بمشهد هروب الأمريكيين من العاصمة الأفغانية كابول. نمت قوة فلاديمر بوتين وشى جين بينج منذ أن دخل بايدن المكتب البيضاوي؛ فيأخذان من ضعفه فرصة، ويزدادان حزما يوما بعد يوم.
كانت رئاسة بايدن كارثة كبيرة فى الداخل أيضا وفقدت الإدارة مصداقيتها، بدءا من معالجتها الفاشلة لأزمة الحدود إلى إثقال كاهل الشعب الأمريكى بالديون الإضافية التى تبلغ تريليونات الدولارات. فى الوقت الذى تقوض فيه إدارة بايدن ــ هاريس القوة الأمريكية على مستوى العالم، زاد عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى أكثر من مليون مهاجر عبر الحدود الجنوبية مع المكسيك. إن نهج الحدود المفتوحة لإدارة بايدن متطرف للغاية لدرجة أن حتى الحكومات الأوروبية الأكثر اشتراكية وليبرالية لن تجرؤ على انتهاج نفس المسار.
إن المأساة فى أفغانستان يجب أن تكون، وستكون، بمثابة جرس إنذار لحلفاء أمريكا. بايدن لا يقود العالم الحر. إنه يعمل على تآكله. سيكون الأمر متروكا للرئيس المقبل لتنظيف الفوضى، واستعادة قيادة الولايات المتحدة على المسرح العالمى.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى

التعليقات