المهللون لمخاصمة السودان - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المهللون لمخاصمة السودان

نشر فى : الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 - 8:05 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 - 8:05 ص

هناك فريق فى الإعلام المصرى، وربما فى السياسة أيضا لن يستريح إلا إذا قطعت مصر علاقاتها مع كل بلدان العالم، القريب منها والبعيد.

أحدث هدف «نشن» عليه هذا الفريق هو السودان خصوصا فى الأيام التى سبقت زيارة الرئيس عمر حسن البشير لمصر يومى السبت والأحد الماضيين.

قطع العلاقات هو السلاح الأخير الذى تلجأ إليه اى دولة بعد ان تستنفد كل الحلول الأخرى، وإذا كنا لم نقطع العلاقات بالكامل مع تركيا التى تطاول رئيسها بشكل غير مسبوق ضد الرئيس المصرى، فهل نفعلها مع السودان لمجرد أن البشير قال إن حلايب سودانية؟!!.

هل كان هناك سوء فهم وشكوك ومخاوف، وخلافات بين القاهرة والخرطوم؟.

الإجابة هى نعم، لكن طبقا لمؤشرات متعددة فإن زيارة البشير الأخيرة للقاهرة كانت ناجحة وتمكن البلدان من تجاوز معظم هذه المشاكل.

ان يصب الرئيسان غضبهما على الإعلام، فهذا أمر منطقى واتمنى أن تصل الرسالة إلى الإعلاميين الذين بذلوا كل الجهود الممكنة لنسف الزيارة.

السياسة لا تعرف الا المصالح، ومصلحتنا امس واليوم وغدا ان تكون لنا علاقات أكثر من طيبة مع السودان.

سيقول البعض ان الحكومة السودانية أو اطرافا فاعلة فيها تدعم جماعة الإخوان والارهابيين فى المنطقة.

قد يكون بعض هذا أو حتى كله صحيحا، لكن اليس من المفيد ان نبذل جهدا لعدم خسارة السودان، بدلا من شعار «كرسى فى الكلوب» على طريقة «فتوات الحارة» خصوصا ان حدودنا مع غزة ملتهبة ومع الإسرائيليين عدائية منذ عام 1948 ومع ليبيا لا يعلم بها إلا الله.. فهل نجازف ونخسر السودان أيضا؟!.

من مصلحتنا ان نكسب السودان حتى نحاول استعادة ليبيا لتساند موقفنا فى أزمة سد النهضة الإثيوبى واتفاقية عنتيبى. ثم ان لنا استثمارات جيدة وفرصا استثمارية واعدة مع السودان.

لن أتكلم عن التاريخ والجغرافيا واللغة والدين والمصير المشترك، لكن لفت نظرى سؤال وجهه لى الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق وهو يحدثنى عن هذه العلاقات وهو: «هل شاهدت فى حياتك مصريا وسودانيا يتشاجران فى مصر رغم كثرة عدد السودانيين»؟.

السؤال كان فى معرض الحديث عن طيبة السودانيين وحبهم لمصر.

سيقول البعض ان البشير قال فى حوار صحفى أخير ان حلايب سودانية، والرد ببساطة ان ما يهم مصر ليس ما يقوله البشير أو غيره بل الواقع على الأرض، ثم ان الرجل قال أيضا فى نفس الحوار ان بلاده لن تخوض حربا من أجل حلايب والترجمة السياسية لهذا الكلام انها مصرية بحكم الاتفاقيات والجغرافيا والأمر الواقع، وبالتالى فإن السؤال هو: لماذا يصر البعض على افتعال مشكلة نحن أولا فى غنى عنها والأهم انه لدينا ما يكفى من مشاكل داخلية وخارجية؟!

ادرك ان بعض الزملاء الإعلاميين يفعل ذلك بجهل وسذاجة وحسن نية، لكن كما يقولون فإن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة.

قلت هذا المعنى من قبل واكرره الآن: السياسة لا يمكن ان تدار بالطريقة التى يتصرف بها بعض إعلامنا. هذا البعض يعتقد انه يخدم وطنه وحكومته ورئيسه حينما يهاجم هذه الدولة أو تلك بهذه الصورة الصبيانية لكنه فى حقيقة الأمر مثل الدبة التى تقتل صاحبها.

ان نستعيد السودان وان تكون علاقتنا به طيبة خبر سعيد، وإذا استطعنا ان نفعل ذلك مع قطر وغيرها على قاعدة ثورة 30 يونيو والدستور الجديد فخبر سعيد أيضا. علينا ان نفكر بعقولنا وليس بأى شىء آخر.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي