لماذا قرر عمر خيرت الاحتفال بذكرى أبوبكر خيرت؟ - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 12:56 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا قرر عمر خيرت الاحتفال بذكرى أبوبكر خيرت؟

خيرت وناير ناجي يحييان الجمهور في الختام - تصوير: أحمد عبد الفتاح
خيرت وناير ناجي يحييان الجمهور في الختام - تصوير: أحمد عبد الفتاح
كتب ــ مصطفى يحيى:
نشر في: الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 - 12:38 م | آخر تحديث: الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 - 12:38 م

الفنان الكبير: من ليس له ماضٍ ليس له مستقبل

فى مثل هذا الوقت من العام الماضى مر 50 عاما على رحيل الموسيقار أبوبكر خيرت، ووقتها أعرب الموسيقار عمر خيرت من خلال حوار أجرته معه «الشروق» عن حزنه الشديد لتجاهل الدولة لأحد رموز الموسيقى فى ذكراه الخمسين، ورغم أن الفكرة طرحت فإن الدولة لم تتحرك وقتها لتدارك الأمر. إلى أن جاءت الذكرى الـ51 لرحيل أبوبكر خيرت رائد الموسيقى الكلاسيك فى مصر هذه الأيام فقرر عمر أن يحتفل بطريقته بهذه الذكرى مخصصا فاصلا من حفلاته لهذا الشهر بدار الأوبرا ليقدم أحد أعماله المهمة، وهذا القرار اتخذه قبل بداية موسمه الحالى بدار الأوبرا.

عن هذه الحفلات قال خيرت: أقدم حفل مزدوج أيام 19 و20 و22 أكتوبر الحالى بمناسبة ذكرى رحيل أبوبكر خيرت الـ51 أقدم فيه فى الفاصل الأول أحد أعماله الكبيرة، وفى الفاصل الثانى أقدم أعمالى الخاصة. وهذا الحفل أقل شىء يمكن تقديمه لهذا الفنان الكبير رائد الموسيقى الكلاسيكية فى مصر، وهنا لابد أن أؤكد ضرورة وأهمية تكريم الرواد والاحتفال بهم حتى يعى شباب مصر أن هناك أجيالا سابقة لدينا فى شتى الفنون، وهم الذين مهدوا لنا الطريق الذى نسير عليه حتى الآن. وأتمنى من الدولة أن تهتم بهؤلاء الرواد، ومن ليس له ماضٍ ليس له مستقبل

وقال عمر خيرت إن عمه أبوبكر خيرت هو صاحب النهضة الحقيقية فى تاريخ الموسيقى. فهو له الفضل فى عمل الكثير لمصر على المستوى الموسيقى، وكل خريجى الكونسرفتوار تلاميذ لهذا الرجل، فالأوركسترا السيمفونى كان يعتمد على عناصر أجنبية، ولكن بعد افتتاح الكونسرفتوار تحول تدريجيا ليكون أغلب أعضائه من المصريين، من أبرز التلاميذ رمزى يسى وحسن شرارة ومشيرة عيسى، وكل الأجيال التى جاءت بعدنا تعترف بفضله، ومصر تجنى سنويا ثمار هذا المشروع العظيم. لذلك حزنت لتجاهل الدولة لذكراه الخمسين بحكم أن أبوبكر خيرت عمى كان من الصعب أن أذهب إلى أى مكان وأطالبه بالاحتفال به. هذا أمر يعز علىَّ. وأضاف خيرت: أن النوابغ الذين أثروا الحياة الفنية، مثل أم كلثوم وعبدالوهاب يعيشون على مر الزمن بحكم ما تركوه من إبداع.

• لماذا أغلب الناس لا يقدرون حجم عطاء أبوبكر خيرت وهو على المستوى الشعبى ربما لا يعرفه الكثيرون؟

ــ لأنه كان يعمل فى صمت وترك إنجازاته لمن لا يعرف لكى تتحدث عنه، هو رحل قبل 50 سنة لكن كل عام يتخرج تلاميذ له فى المعهد الذى شيده، كما أنه اختار نوعا من الفن لا يصل للعامة بسهولة، وكل أعمالى هى نتاج هذا الرجل.

فى أوروبا ما زال منزل بيتهوفن موجودا وفينيا تحولت إلى مزار سياحى طوال العام بفضل موزار وايدن. هناك يحتفظون بكل شىء يخص الفنان. عندنا منزل أم كلثوم تحول إلى فندق وكما قلت لى إن منزل سيد درويش تحول إلى مقلب قمامة. هذا دور الدولة. وبمناسبة سيد درويش هو أحد الرموز الذين كانوا يحضرون الصالون الثقافى، الذى كان يعده جدى فى منزله كما أن رغبته فى السفر للخارج وتقديم أعمال لها طابع سيمفونى ولدت داخل منزل جدى. وعمى أبوبكر استخدم موسيقى درويش فى أعماله، وفى منزل جدى التقت أم كلثوم وعبدالوهاب لأول مرة.

سألته عن العمل الذى يستعد لتقديمه لأبوبكر خيرت؟

ــ قال من جانبى أستعد لتقديم الكونشيرتو الثانى للبيانو من المسودة التى تركها.

وعن باقى أعماله؟

ــ قال للأسف بعضها احترق فى الأوبرا القديمة والبعض الآخر موجود بخط يده. وطلاب المعهد ما زالوا يدرسونها.

هل يعنى ذلك أن الأعمال التى احترقت ضاعت إلى الأبد؟

ــ لا، لكنها تحتاج مجهودا لإعادة كتابتها وأنا أفعل هذا لأن كتابة السيمفونيات تحتاج مجهودا ضخما.

رائد الموسيقى الكلاسيك فى سطور

أبوبكر خيرت من جيل رواد التأليف الموسيقى فى مصر، وهو أول من استخدم الألحان الشعبية المصرية فى مؤلفات أوركسترالية، وأول من كتب أعمالا فى قالب الكونشيرتو. ولد فى 27 أبريل 1910، فى بيت محب للفن والثقافة فقد كان والده محاميا يهوى الفنون التشكيلية والموسيقى ووالدته يونانية وكان بيت الأسرة فى شارع خيرت بحى السيدة زينب ملتقى لمشاهير رجال الفن، أمثال: سيد درويش وعازف الكمان التركى أحمد دادة، بدأ خيرت وهو فى سن الخامسة دراسة الموسيقى حيث تعلم «الصولفيج» والنظريات ثم درس عزف الكمان على الطريقة الشرقية من أحمد دادة لمدة خمس سنوات، وفى العاشرة بدأ دراسة عزف البيانو على يد كورتاكى لمدة عشر سنوات. حصل أبوبكر خيرت على بكالوريوس الهندسة المعمارية عام 1930 بتقدير امتياز فأرسل فى بعثة للتخصص فى الهندسة المعمارية وتخطيط المدن بمدرسة الفنون الجميلة العليا فى باريس، وقد انتهز فرصة وجوده هناك فى مواصلة دراسته للبيانو والتأليف الموسيقى فى دروس خاصة، وعاد إلى مصر عام 1935 وشعر برغبة فى استكمال دراسة البيانو وعندئذ درس مع أستاذه القديم كورتاكى وبعد وفاة الأخير استكمل دراسته مع كل من تيجرمان وكمبيزى. بلغت أعمال أبوبكر خيرت أربعين عملا كان آخرها الكونشيرتو الثانى للبيانو والأوركسترا فى سلم «فا» الصغير مصنف «33». زار أبوبكر خيرت الاتحاد السوفييتى عام 1957 بدعوة من وزارة الثقافة السوفييتية التى أقامت حفلا موسيقيا رسميا عزفت فيه ثلاثا من مؤلفاته السيمفونية، كما مثل مصر عام 1958 فى مهرجان الموسيقى العربية فى بوخارست حيث عزفت سيمفونيته الثانية المعروفة بالشعبية والتى كتبها عام 1955. قدم خيرت حفلا لأول مرة فى الثامن من يونيو 1963 بدار سينما أوبرا القاهرة وقام بعزف البيانو المنفرد بمصاحبة أوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة «جوزيبى جاليانو».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك