بعد أزمة «قناع آمون».. مطالبات بتشكيل جهاز مستقل عن الدولة للإشراف على الترميم ومحاسبة المقصرين - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 8:30 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد أزمة «قناع آمون».. مطالبات بتشكيل جهاز مستقل عن الدولة للإشراف على الترميم ومحاسبة المقصرين

ترميم ذقن توت عنخ آمون بمادة «الإبوكسي»
ترميم ذقن توت عنخ آمون بمادة «الإبوكسي»
كتب: مصطفى ندا
نشر في: الأحد 1 فبراير 2015 - 1:58 م | آخر تحديث: الأحد 1 فبراير 2015 - 1:58 م

طالب الدكتور سيد حسن مدير المتحف المصري السابق في عهد الوزير محمد إبراهيم بتشكيل لجنة تضم عددا من خبراء الترميم في قسم الآثار الفرعونية من داخل المتحف المصري وكذلك نخبة من أساتذة كلية الآثار من أجل تقييم التجربة الخاصة بترميم لحية قناع توت عنخ آمون وما حدث بها من أخطاء.

وأكد حسن في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، على ضرورة أن تكون اللجنة على دراية كاملة بخطوات العالم الألماني كريستيان أكمن في معالجة الخطأ الذي حدث أثناء ترميم المنطقة الخاصة بذقن توت عنخ آمون وما هي الأدوات التي سوف يستخدمها لتدارك الموقف وأيضا الجدول الزمني لإنهاء المهمة، مشيرا إلى أن الموضوع لا يحتمل أخطاء أخرى.

وأوضح مدير المتحف المصري سابقا، أن "خبير الترميم الألماني كريستيان أكمن المنتدب من جامعة ماينز الألمانية، لم يكن بجديد في مجال ترميم الآثار الفرعونية في مصر"، موضحا أنه "أشرف خلال التسعينات على ترميم التمثال النحاسي الخاص بالملك «بيبي الأول» وهو من أشهر ملوك الأسرة السادسة".

وأوضح سيد حسن، أن "الخبير الألماني سوف يعمل على إعادة ترميم قناع الملك توت عنخ آمون بطريقة جديدة، من خلال استخدام مادة الإيبوكسي الملائمة للمعادن، والتي تم الإشارة إليها في المؤتمر الذي عقده وزير الآثار مؤخرا في المتحف المصري، وأيضا من خلال استخدام وريقات الذهب".

وأشار في حديثه إلى أن "مادة الإيبوكسى متعارف عليها لترميم المعادن، لأنها لا تتغلل في المعادن التي لا يوجد بها مسام ويزال بسهولة باستخدام مادة الأسيتون.

واتفق الدكتور محمود الحلوجي، مدير المتحف المصري الحالي، مع رأي الدكتور سيد حسن"، مشيرًا إلى أنه "وفقًا لتقرير اللجنة سيتم إقرار استخدام مادة الإيبوكسى أو البحث عن بديل أفضل لها".

أما عن ما قاله الدكتور محمد سامح عمرو سفير مصر في منظمة اليونسكو ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة في تعليق سابق، إن «وزارة الآثار لم تطلب من اليونسكو الاستعانة بخبرائها فيما يتعلق بعملية معالجة ترميم قناع توت عنح آمون، فضلا عن أن اليونسكو احترمت قرار وزارة الآثار في الاستعانة بالخبير الألماني».

علَّق مدير المتحف المصري سابقًا وقال، إن "مصر مليئة بالكفاءات وهناك العديد من الخبراء المتميزين في مجال ترميم الآثار الفرعونية في وزارة الآثار والمتحف المصري، كذلك الكوادر البارزة في نفس المجال من أساتذة كلية الآثار، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بوجهة نظر خاصة بالوزارة المعنية بالأمر، وأكيد لهم رؤية خاصة في ذلك".

وزارة الآثار فشلت في التعامل مع القطع الأثرية

في المقابل، قالت الدكتورة مونيكا حنا، المتخصصة في علم المصريات، إن "وزارة الآثار المصرية تعمل بشكل غير منظم ودون وجود استراتيجية واضحة في التعامل مع ترميم القطع الاثرية مشيرة الى وجود تباين في الرؤى لدى كل وزير يتولى منصبه، فيخطط بشكل آخر ومختلف عمن سبقوه، مما يضر بكل تأكيد بعمليات الترميم والأثار المصرية بصفة عامة".

وأضافت «حنا» في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن "الخبير الألماني كريستيان أكمن، لم يقم بترميم أو معالجة التشوه الذي حدث في قناع توت عنخ آمون، وإنما أصدر توصيات للعاملين في وزارة الآثار، وبالتالي من المقرر أن يقوم بعملية الترميم وينفذ ما جاء في توصيات الخبير الألماني هم خبراء ترميم مصريين".

واقترحت عالمة المصريات، تشكيل جهاز مستقل بذاته عن الدولة، يضم مجموعة صفوة من الخبراء في مجال ترميم الآثار، يتولى الإشراف المباشر على الوزارة فيما تقوم به من عمليات تريمم للقطع الاثرية وفي نهاية المطاف يتولى هذا الجهاز عملية المحاسبة لأي تقصير من الممكن أن يحدث من العاملين بالوزارة في التعامل مع القطع الاثرية".

وأوضحت «حنا»، أن "ما حدث لقناع توت عنخ آمون، يكشف عدم وجود برتوكول من قبل وزارة الآثار في التعامل مع القطع الأثرية والذي أدى بدوره إلى حدوث فشل في ترميم أو معالجة ذقن توت عنخ آمون".

وأضافت عالمة المصريات، أنه "من البديهيات في تعامل خبراء التريمم مع القطع الأثرية أولا عندما يتم العمل على الحفريات ويتم اكتشاف قطع أثرية لابد من إزالة أول جزء من التربة وتصوير وتوثيق حالة القطعة الأثرية قبل معالجاتها، ومن ثم يتم إزالة الجزء الثاني من التربة في المرحلة الثانية، وإذا كانت القطعة الأثرية في حاجة إلى الترميم يتم الأمر والقطعة في مكانها".

وأشارت مونيكا حنا إلى أن المتحف المصري يمثل مدرسة كبرى في تاريخ الآثار المصرية، ولكن ما حدث مؤخرا يحتاج إلى مزيد من المراجعة وتصحيح أخطاء الجهات المعنية، وإذا تم بالفعل ترميم قناع توت عنخ آمون في مدة لا تزيد عن 20 دقيقة، كما قال الدكتور محمود الحلوجي مدير المتحف المصري، فإن الأمر يعد كارثة بكل المقاييس"، مشيرة إلى أن "هناك أفلام داخل المتحف المصري تصور كل ما يحدث داخل غرفة تمثال توت عنخ آمون وما يتم له من عمليات ترميم".

وأوضحت عالمة المصريات، أن "قناع توت عنخ آمون من القطع الأثرية الجيدة، ومادة الايبوكسي لم تضُر القناع، ولكنها في نفس الوقت سوف تؤدي إلى تشويه إذا تم ترميمه بطريقة خاطئة، مثلما لاحظنا أثناء تواجدنا في المتحف الأسبوع الماضي، على قناع توت عنخ آمون، من آثار تجريح حول الذقن، جراء عملية الترميم الخاطئة".

إحالة المسؤولين عن ترميم القناع إلى التحقيق

وكان الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، قد أكد على تحويل جميع المسؤولين عن ترميم قناع توت عنخ آمون للتحقيق، وتشكيل لجنة لدراسة إعادة الترميم خاصة بعد الاستعانة بخبير ألماني، لافتًا إلى أن "القناع آمن ولكن الترميم شابه بعض الأخطاء ومن الممكن إصلاحها".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك