لماذا خلعت شيماء خليل الحجاب؟ ولماذا عادت لارتدائه مرة أخرى؟ا - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:12 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا خلعت شيماء خليل الحجاب؟ ولماذا عادت لارتدائه مرة أخرى؟ا

شيماء خليل
شيماء خليل
لينة الشريف
نشر في: الإثنين 1 سبتمبر 2014 - 6:10 م | آخر تحديث: الإثنين 1 سبتمبر 2014 - 6:46 م

بين الحين والآخر تحتفتظ قضية الحجاب بالصدارة دون غيرها من القضايا، ومؤخرًا تحدثت شيماء خليل مراسلة شبكة بي بي سي الإخبارية البريطانية عن تجربتها مع خلع الحجاب ثم عودتها لارتدائه مجددًا بعض الوقت مع انتدابها كمراسلة للشبكة بباكستان.

تبدأ شيماء حديثها بالعودة إلى ألبومات صور عائلتها القديمة من خمسينات وستينات القرن الماضي، التي تعكس التغيير الاجتماعي والسياسي في مصر، ليس فقط بسبب الرجال، وأغلبهم من أقارب شيماء الذين يرتدون زي الجيش، ولكن بسبب النساء أيضًا.

(إنهن في فساتين قصيرة الأكمام ذات قبضة محكمة من الوسط.. توقفت فساتين الفتيات الأصغر سنًا فوق الركبة. والشعر! تصفيفة الشعر الجميلة والمعقدة التي صنعتها خالاتي وصديقاتهن فقط للذهاب للتسوق أو لجامعتهن بدت كشيء صادر من مجلة فاتنة كلاسيكية)، بحسب مراسلة بي بي سي.

وأضافت: (ولكن الوقت تغير، في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي وصل الفكر الوهابي "المتشدد" إلى مصر، وأعاده ملايين المصريين الذين سافروا للعمل في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى .. كانت حركات الإسلام السياسي تكتسب أرضًا أيضًا، أبرزها جماعة الإخوان المسلمين، ومع الوقت كانت جميع النساء البالغات في عائلتي ترتدين الحجاب).

النقاش حول ما إذا كان الحجاب فرضًا إسلاميًا على المرأة أم لا بات نقاشًا طويلا ومعقدا وعدائيا بعض الأوقات، وتُستخدم آية من القرآن غالبًا لحث المسلمات على تغطية رؤوسهن وأجزاء من صدرهن، ولكن العلماء المسلمين يفسرون ذلك بطرق مختلفة، ولا يمكنهم الاتفاق على حديث أو هدي من النبي محمد صلي الله عليه وسلم، يشير فيه إلى وجه وأيدي امرأة، مبينًا أنه ينبغي تغطية كل شيء آخر دونهما، بحسب شيماء.

تواصل (شيماء) حديثها، قائلة: (لم أبدأ في ارتداء الحجاب حتى أصبحت في العشرينات من عمري، ولم أُجبر على ذلك، على الرغم من سنوات عديدة من ضغط والدتي)، مضيفة: (كانت تسألني: ماذا تنتظرين؟ ماذا لو حدث لكِ شيئًا؟ هل ستقابلين الله بهذا المظهر؟)، تقول ذلك مشيرة إلى بنطالي وقميصي. بعض الأوقات كنت أهز رأسي وأبتسم وأسير بعيدًا، وفي بعض المناسبات كنت أتشاجر وأجادل.

ولكن في أعماقي كان يصبح متأصلًا بداخلي أن ارتداء الحجاب هو الفعل الصحيح. لذلك، قررت في نهاية عام 2002 أنه وقت (القيام بالشيء الصحيح)، وفقًا لمراسلة بي بي سي، التي أضافت: (لذلك في السنوات العشر ما بعد ذلك، انتقلت إلى لندن وبدأت العمل في بي بي سي، ارتديت الحجاب. شعاري كان أنا صحفية لدى بي بي سي، ولست صحفية لدى بي بي سي ترتدي الحجاب).

وذكرت: (كان هناك بعض تعبيرات الدهشة خارج الشبكة عندما ظهرت على التليفزيون، كيف يمكن أن تسمح بي بي سي لامرأة ترتدي الحجاب أن تذهب لإجراء التقارير؟.. لحسن الحظ، لم يكن يشكل هذا مشكلة نهائيًا مع رؤسائي).

ثم، في العام الماضي، مررت برحلة شخصية وخاصة للغاية للتساؤل عن العديد من الأشياء بشأن ديني: بشأن الممارسة والمعتقد، ماذا كنت أفعله من باب القناعة وماذا كان من باب العادة؟، بحسب شيماء، مضيفة: (ما المقدار الذي أريد أن أظهره من إيماني؟.. سألت أخيرًا وبشكل حاسم هل سأكون أقل إسلامًا إذا خلعت الحجاب؟ كانت الإجابة النهائية لا).

تستمر مراسلة بي بي سي في باكستان، مضيفة: (لذلك، بعد أشهر من التردد، جاء اليوم الذي قررت فيه خلع الحجاب. لقد استغرقت ساعات لارتداء ملابسي، وعندما جاء الوقت الذي أرتدي فيه الحجاب، لم أرتده.. لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات بدأت النظر في شعري. هل يبدو مناسبًا؟ ماذا بشأن خلصات الشعر الرمادية؟ ماذا سيحدث إذا هطل المطر؟).

وأوضحت شيماء: (أخيرًا حان وقت الرحيل من المنزل. كان هذا صعبًا للغاية. استغرقت ثلاثين دقيقة للخروج من الباب فقط. واصلت العودة إلى المرآة. هل أنتِ متأكدة؟ هل أنتِ متأكدة؟، عندما خرجت أخيرًا إلى الشارع، فكرت في مليون فكرة. ربما سيعاقبني الله على هذا بطريقة ما. هل سينظر الناس لي في الشارع ويقولون (شيماء! ماذا فعلتِ؟).

لم يحدث أي من هذه الأمور. أغلب أصدقائي وعائلتي وزملائي في العمل كانوا داعمين . بعضهم كان معترضًا. واتهمت على وسائل الإعلام الاجتماعي بالتخلي عن ديني. هذا لم يكن صحيحًا. مازلت مسلمة ولكن ذلك ليس واضحًا بدرجة كبيرة فقط، بحسب تعبير شيماء خليل.

وقالت: (كنت أخشى من رد فعل عائلتي. هاتفني أحد أقاربي قائلًا «إن لله وإنا إليه راجعون». هذه دعوة تقولها عندما يتوفى أحد أو أن يكون هناك كارثة.. الآن، كإضافة للتغيرات الرئيسية في هذا العام الحافل بالأحداث، أتولى منصبًا جديدًا كمراسلة لبي بي سي في باكستان. في بعض المناطق المحافظة من البلاد سأضطر لارتداء الحجاب لأسباب ثقافية وأمنية).

وتختتم حديثها قائلة: (هذه هي المفارقة. فهذا يعني بالطبع أنه بعد أن واتتني الجراءة لخلع الحجاب، سأبدأ في ارتدائه مجددًا، لبعض الوقت على الأقل).



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك