الهاربون من الجحيم الليبى يروون معاناتهم لـ«الشروق» - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 6:44 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الهاربون من الجحيم الليبى يروون معاناتهم لـ«الشروق»

الدمار في كل مكان بليبيا
الدمار في كل مكان بليبيا
كتب ــ زياد حسن
نشر في: السبت 2 أغسطس 2014 - 11:17 ص | آخر تحديث: السبت 2 أغسطس 2014 - 11:17 ص

وصلت إلى ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮة، صباح أمس، الرحلة الثانية لطﺎﺋﺮﺓ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻄﻴﺮﺍﻥ، بعد ﺇﻗﻼ‌ﻋﻬﺎ ﻣﺴﺎﺀ ﺃﻣﺲ الأول، من ﻣﻄﺎﺭ ﺟﺮﺑﺎ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﻬﺎ 311 مصريا، هم ﺍﻟﻔﺎﺭوﻦ ﻣﻦ جحيم ﺍلا‌ﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺣﺮﺓ ﻫﻨﺎﻙ.

ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ الأولى ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﻬﺎ 319 ﻋﺎﻣﻼ‌ ﻣﺼﺮﻳﺎ، ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺭﺣﻼ‌ﺕ ﺟﻮﻳﺔ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻔﺎﺭﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ الحدود ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ، وأمر ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﻼ‌ﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ، ﻣﺪﻳﺮ أمن ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ، ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﺍﺕ ﻭﺍﻹ‌ﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻟﺴﺮﻋﺔ إﻨﻬﺎﺀ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ.

«الشروق» كانت فى استقبالهم بالمطار عقب عودتهم فى إطار الجسر الجوى الذى تسيره الشركة من مطار جربا التونسى، ومن جانبه قال طارق عبدالرحمن، من محافظة قنا، إنهم تعرضوا لعمليات سرقة ونهب داخل ليبيا، فاضطروا إلى دفع كل ما يملكونه من أموال من أجل الخروج إلى تونس، بعد اشتداد حدة المعارك بين الفصائل المتناحرة بطرابلس وبنى غازى.

وأكد على وجود آلاف من المصريين العالقين فى جربا، مطالبا السلطات بإعادتهم بسرعة بعد ما لاقوه فى ليبيا حتى وصلوا إلى تونس، والتى وفرت لهم كل ما تستطيع حتى نقلهم إلى القاهرة، مشيرا الى أن هناك آلاف العالقين عند منفذ «رأس جدير» الليبى لا يستطيعون دخول تونس، بخلاف عشرات الآلاف الآخرين الذين لم يستطيعوا الخروج من ليبيا.

وأكد سامر رؤوف، من محافظة الشرقية وأحد العائدين، أن المسئولين المصريين فى تونس قاموا بالحصول على بصمتهم على تذاكر العودة، وعند الاستفسار عن السبب قيل لهم بإنه سيتم مطالبتهم بدفع ثمن التذاكر بعد وصولهم القاهرة.

مشيرا إلى أن عدد المصريين المنتظرين فى الأراضى التونسية وصل حتى الآن لأكثر من 5 آلاف، وطالب الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسى بسرعة نقلهم، وهذا ما أكده حسين علوان، من محافظة الفيوم والذى قال: «اعمل فى طرابلس منذ سنوات قبل سقوط القذافى، ولم أشهد ليبيا أسوأ مما هى فيه الآن، حيث يواجه الجميع الموت، فالميليشيات المسلحة تنتشر بشكل لم نكن نتوقعه، وزادت خلال الفترة الماضية، فى الوقت الذى لم تيأس فيه قوات حفتر من مواجهتهم»، مشيرا إلى أن ليبيا تحتاج الى مساعدة من مصر حتى تستطيع ان تواجه الارهاب، معربا عن تشاؤمه بضياع ليبيا فى حالة عدم تدخل مصر.

وقال أبو الحسن صلاح، عامل فى طرابلس، إن أموالهم سرقت وقضوا أسوأ أيامهم على الحدود الليبية التونسية، مضيفا: «منذ 5 أيام ونحن لا نجد الماء ولا الطعام، والمصريون هناك يعانون أشد المعاناة».

ومن جانبه أوضح محمد عاطف، من أسيوط، أنهم تلقوا أسوأ معاملة من قبل الليبيين الذين استولوا على متعلقاتهم مقابل توصيلهم إلى رأس جدير، وكيف عانوا من الاعتداء والاهانة، ويقول مؤمن صابر، من سوهاج، إن المصريين هناك يفتقدون الحياة الكريمة ينامون على الأرض ولا يجدون الطعام، وان المعاملة سيئة جدا، ويتم التعامل معهم بالضرب.

وقال البصيلى محمد السيد، عامل من سوهاج، إن السلطات الليبية تعاملهم بشكل سيئ، حيث كانت توزع زجاجة مياه واحدة لكل 10 أشخاص، وطالب بضرورة إرسال العديد من الطائرات لنقل العالقين هناك، مؤكدا أنه يوجد قرابة الـ10 آلاف مصرى على الحدود الليبية التونسية يريدون العودة.

من جانبه أكد خالد سالم، عامل من محافظة أسيوط، أنهم تعرضوا للضرب من المليشيات الليبية التى كانت تهاجمهم بمساكنهم وتسلبهم كل ما يملكون من أموال وهواتف محمولة وأجهزة كهربائية، لافتا إلى أنهم عادوا للقاهرة بدون أموالهم أو حقائبهم التى استولت عليها المليشيات هناك.

وأوضح انه كان عالقا هو واثنان من أبناء عمومته على الحدود الليبية التونسية منذ قرابة 4 أيام، وأنهم قضوا بليبيا نحو 3 شهور فقط، لم يستطيعوا خلالها جمع تكلفة سفرهم التى تقدر بـ12 ألف جنيه، نظرا للأحداث والاشتباكات اليومية الدائرة هناك، وأنه منذ قرابة الشهر والنصف لم يخرج إلى العمل خوفا على حياته هو وأبناء عمومته.

وناشد أحمد مرعى، المسئولين بسرعة التدخل لإعادة باقى المصريين من الأراضى الليبية، مشيرا إلى أن كل مصرى دفع 70 دينارا ليبيا للخروج من رأس جدير، و30 دينارا مقابل دخول جربا، ولم يتبق لديهم أى أموال وان أهلهم بانتظارهم خارج المطار لنقلهم إلى منازلهم.

من ناحيته قرر مدير أمن المطار تشكيل فريق كامل من رجال الجوازات لسرعة إنهاء إجراءات وصول المصريين تباعا، موضحا أنه تم تشكيل هذا الفريق وعملوا على إنهاء إجراءات تلك المجموعات التى وصلت من ليبيا.

فى السياق ذاته أكد الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدنى، أنه يجرى التنسيق مع وزارة الخارجية لمعرفة الموعد المناسب لإقلاع الرحلات من مطار جربا، وتجرى متابعة مستمرة عبر وزارة الخارجية لأعداد المصريين على الحدود الليبية ـ التونسية، والتى تقوم بدورها بالتنسيق مع وزارة الطيران لتشغيل رحلات جوية تناسب أعداد النازحين.

وأشار فى تصريحات إلى أن شركة مصر للطيران لم تطالب العائدين من ليبيا عبر تونس بسداد ثمن تذاكر العودة إلى مصر، وأن هناك تنسيقا مع وزارة الخارجية لتنظيم رحلات أخرى لإعادة المصريين العالقين بين الحدود الليبية والتونسية فور وصولهم إلى تونس.

وأوضح الوزير أن هناك اهتماما كبيرا من جانب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لإنقاذ المصريين وإعادتهم إلى بلادهم سالمين، فى إطار اهتمام الحكومة بأبناء مصر فى أى مكان، وأضاف: «مصر للطيران جاهزة لإقامة جسر جوى لإعادة المصريين، وفقا لأى عدد من الرحلات تطلبها وزارة الخارجية».

قالت مصادر بمطار القاهر إنه رغم التيسيرات التى تقدمها السلطات الأمنية بمطار القاهرة الدولى لتيسير إجراءات المصريين الفارين من ليبيا لتردى الأحوال الأمنية هناك، إلا أنه يتم فحص العائدين فحصا أمنيا دقيقا للتأكد من هويتهم، وعدم وجود أى أحكام قضائية على العائد.

وأضافت المصادر أن ذلك يتم بواسطة عدة جهات سيادية، بالإضافة إلى مناقشتهم عن الأوضاع هناك، وذلك خوفا من اندساس أى عناصر بينهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك