عندما يذكر اسم صالح مرسي أمام جيل الثمانينات والتسعينات.. أول ما يتبادر إلى الذهن هو عالم الجاسوسية الغامض.. حيث يخوض جمعة الشوان مغامرته المثيرة مع المخابرات الإسرائيلية، بتوجيهات الريس زكريا ضابط المخابرات المصري.

وينتحل رأفت الهجان شخصية ديفيد شارل سمحون ويعيش في قلب تل أبيب بعد تدريب شاق على يد الضابط محسن ممتاز وزملائه نديم قلب الأسد ومصطفى عبد العظيم وحسن القطان، ليخدع كبار رجال الدولة في إسرائيل.

وبالطبع لن ننسى الجملة الشهيرة «هي دي مصر يا عبلة» من فيلم الصعود إلى الهاوية.

وغيرها من القصص التي كتبها الراحل صالح مرسي تحت عنوان.. من سجلات المخابرات العامة المصرية.

لكن الكاتب الراحل لم يتمير في سيناريوهات قصص الجاسوسية فقط، فقد كتب عدة أعمال أخرى منها المسلسل الكوميدي الاجتماعي «صيام صيام»، الذي عرض في رمضان عام 1981، وقام الفنان يحيى الفخراني ببطولته، بمشاركة عديد من الفنانين على رأسهم عميد المسرح العربي يوسف وهبي، والشرير الطيب محمود المليجي، وعبدالله فرغلي، وصلاح السعدني، وهالة فاخر، وفاروق الفيشاوي، ونبيلة السيد، وحسن مصطفى، وفردوس عبد الحميد، وآثار الحكيم، ومريم فخر الدين، وعبد الرحمن أبو زهرة، وليلى علوي، وممدوح عبد العليم، وغيرهم من الفنانين، وأخرجه محمد فاضل.

يحيى الفخراني وآثار الحكيم في لقطة من مسلسل «صيام صيام»

ماذا إذا.. إذا ماذا؟
ماذا إذا الأستاذ صيام نوى صيام شهر الصيام

بهذه الكلمات التي كتبها الشاعر سيد حجاب ولحنها الراحل عمار الشريعي، يبد أ تتر المسلسل الذي يحكي قصة «صيام عبدالحميد»، مدير إحدى الإدارات بأحد الشركات، يشتهر بعلاقاته العاطفية المتعددة، لكنه في نفس الوقت موظف ملتزم في عمله، ونراه في الحلقة الأولى من المسلسل يترقب ترقية منتظرة في المصلحة الحكومية، ويخشى أن ينالها غريمه في العمل، ولهذا يأخذ وعدا على نفسه أمام صديقه المقرب بأنه سيصوم رمضان هذا العام إن حصل على تلك الترقية، لنعرف من الحوار أنه لم يصم رمضان طيلة حياته.

وبعيدا عن توقعات «صيام»، يحصل هو على الترقية ليصبح نائب المدير العام، ويطالبه صديقه بالوفاء بالعهد وصيام رمضان هذا العام، لنرى بطل المسلسل وهو يصوم لأول مرة في حياته ويصارع نفسه من أجل التغلب على شهواته و«عينه الزائغة» طوال حلقات المسلسل، ويكتشف أثناء ذلك أن الترقية ليست مضمونة لأن القرار لم يعتمد، ويتعرض أيضا لضرر شديد من غريمه في العمل يحرمه منها، لكنه يقرر أن يستمر في صومه، وتغيير عاداته السيئة ليحسن من علاقاته مع زملائه، ويساهم في حل مشاكل أسرته.

نبيلة السيد ومحمود المليجي في لقطة من المسلسل

وفي نهاية الحلقات يتم القبض على غريمه في العمل بعد تلبسه بالرشوى، ويتخلص «صيام» من مرض «العين الزائغة»، ليقدم المسلسل رسالة هامة جدا عن فضيلة الصوم، وكيف يجب أن يقوم بها المسلم دون يمتنع عن الطعام والشراب فقط.