بهاء طاهر لـ«الشروق»: مصر كانت أكبر من مرسى.. وأنا مطمئن لأداء السيسى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:10 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على أعتاب الـ80.. بهاء طاهر يتحدث عن الأدب والثقافة والسياسة..

بهاء طاهر لـ«الشروق»: مصر كانت أكبر من مرسى.. وأنا مطمئن لأداء السيسى

بهاء طاهر
بهاء طاهر
حوار ــ ضياء مصطفى
نشر في: الأحد 4 يناير 2015 - 10:05 ص | آخر تحديث: الأحد 4 يناير 2015 - 10:05 ص

- فكرة الحاكم المستبد العادل «خرافة» 

- أنا مطمئن لأداء السيسى وهو يؤكد دومًا أنه رئيس لكل المصريين

- قطر دويلة تحاول أن تلعب دور دولة عظمى.. وأشك فى استمرار المصالحة معها 

- مصر كانت أكبر من مرسى.. وتمنيت رحيله منذ أول يوم له فى الحكم

- انتهيت من رواية جديدة تدور فى أوساط المحاماة

- لم أكره يوسف السباعى بعد فصلى من الإذاعة ولكن صداقتنا انتهت

- الأكثر مبيعًا ليست تعبيرًا عن حجم الموهبة 

- «البرنامج الثقافى» ساهم فى ظهور المنسى قنديل والكفراوى وإبراهيم عبدالمجيد.. وحزين على مستوى اللغة بالإذاعة

- البيرواقرطية فى وزارة الثقافة أكبر من أى وزير

أيام قليلة تفصله عن بلوغ عامه الـ80، أمتعنا خلالها بالعديد من الأعمال، رحلة أدبية طويلة بدأت فى نهاية الخمسينيات بمسرحيتين، بينما خرجت أول مجموعة قصصية مطبوعة «الخطوبة» فى عام 1972، وانتهت بمجموعة «لم أكن أعرف أن الطواويس تطير» فى عام 2009.

قدم لنا أخيرا كتابا حمل وصفا رائعا لمرحلة ما بعد ثورة 25 يناير بعنوان «أيام الأمل والحيرة»، جمع فيه مقالاته، وقريبا تصدر له رواية جديدة تدور فى أوساط المحاماة وتتحدث عن فكرة العدالة.

يجذبك الكاتب الكبير بهاء طاهر برقة وشاعرية عظيمة، تألف جلسته كأنما تعرفه منذ 100 عام، الهدوء والفلسفة الساكنان روحه ينعكسان على ما يكتبه، فتشعر أنك بصدد عمل يحمل بساطة شديدة، لكنه ينطوى على معانٍ فلسفية عظيمة. يكتب بروح الهاوى، وهذا يفسر قلة إنتاجه، فلم يحرص يوما أن يستيقظ ليكتب، أو أن يمتهن الكتابة، لكنه يكتب حين تلح عليه الكتابة، حين تتبلور الفكرة فى رأسه كجنين فى بطن أمه، فيرعاها ويحرص على أن تخرج إلى النور فى «صحة جيدة».

بابتسامة خفيفة وترحيب شديد، استقبلنا بهاء طاهر فى منزله، الذى يعكس روحه التى تميل إلى البساطة، لنجرى حوارا بين الماضى والمستقبل، الأدب والسياسة، ونرى فى أى محطة نقف الآن، وما المطلوب لدفع مصر إلى الأمام، ومن لفت نظره من الكتاب الجدد.

فإلى نص الحوار..

• كل عام وحضرتك بخير؟ 

ــ وأنتم وكل الشعب المصرى بخير وفى صحة سعادة.

• ما عاداتك للاحتفال بعيد ميلادك؟

ليس لى عادات معينة.. أشكر كل من يتذكرنى ويقدم التهنئة.

• هل أنت راضٍ تماما عما فات من عمرك، أم أنك منشغل بالمستقبل فقط؟

ــ أنا لا أكف عن محاسبة النفس، وهذا يتضمن مراجعة ما مضى والتفكير فى المقبل دائما، ولكنى متفائل جدا على المستوى الشخصى وللبلد.

• كيف أثرت فيك تجربة الغربة؟

كنت أتصور أنى سأخرج من مصر لمدة شهرين وأعود مجددا، ولكنها استمرت لسنوات، هى تجربة أعتز بها وكتبت فيها عدة أعمال فخور بها مثل «بالأمس حلمت بك»، وقالت ضحى: ولكن كنت أريد العودة لمصر بأى شكل، كنت أفتقد البلد جدا.

• هل يمكن وصف هذا بأنه نصيحة للراغبين فى الهجرة؟

ــ لا أنصح أحدا، كل شخص يحدد ما يروق له، ولكن هذه هى تجربتى، وبالفعل كنت أريد العودة بأى شكل.

• هل أثرت الغربة على تجربتك الأسرية؟

ــ لا أظن، المشاكل التى تعرضت لها فى حياتى الأسرية، كانت ستحدث سواء كنت هنا أو فى الخارج.

• لماذا لم يظهر أول عمل لك «الخطوبة» إلا فى 1972؟

ــ النشر وقت بداية ظهورى كان صعبا للغاية، لدرجة أن على شلش قال لى ذات مرة ستظل تبحث عن ناشر ولن تجد، وأضاف ساخرا: «إحنا نعمل كوبونات عشان نجمع تمن الطبع»، ولكنى نشرت قبل الخطوبة مسرحيتين هما «كان» فى مجلة الأدب عام 1957، و«بلا رجل» فى مجلة البوليس 1958، وحين كنا نذهب للأستاذ يحيى حقى، أستاذ الجيال كله، للنشر فى مجلة «المجلة»، كان يضعها فى الدور، فربما لا تستطيع نشر إلا قصة واحدة فى السنة، وقد نشرت بها قصة «نهاية الحفل».

• حدثنا عن تجربتك فى الإذاعة؟

ــ تجربة أعتز بها جدا، امتدت من عام 57 لـ 75، وأعتقد أنى استفدت وأفدت، كنت أفعل كل شىء فى المحطة من الترجمة إلى الإخراج، وأعتز كذلك بالبرنامج الذى اهتم بالمبدعين الشباب فى ذلك الوقت.

• من هم الكتاب الذين ألقى عليهم البرنامج الضوء؟

ــ جيل كامل خرج من البرنامج ليشق طريقه فيما بعد، على سبيل المثال محمد المنسى قنديل وسعيد الكفراوى وإبراهيم عبدالمجيد.

• هل أنت راضٍ عن المحطة حاليا، وهل تستمع إليها؟

أنا مستمع جيد للإذاعة بشكل عام، وأحرص على الاستماع للبرنامج العام صباحا، والبرنامج الثقافى مساء، ولكنى حزين على ما آلت إليه الأمور فى الّاعة، بالطبع يوجود تدهور بها، على الأقل فى مستوى اللغة، كنا نحرص على عدم وجود خطأ واحد، الآن لا تعرف أى خطأ تصححه من كثرته.

• هل كرهت الأديب يوسف السباعى بعد قراره برفدك من الإذاعة؟

ــ لم أكرهه على الإطلاق، وحزنت حين علمت بقتله، ولكن انتهت صداقتنا بعد هذا اليوم، كنا أصدقاء وبعد أن أصبح وزيرا استمرت علاقتنا، وكانت تعرض له مسرحية «العمر لحظة»، التى تحولت إلى فيلم بعد ذلك، فحددت معه موعدا لمناقشتها فى البرنامج الثقافى، وقبل موعد الحلقة، فوجئت بقراره برفدى، لأنه يريد تطهير الإذاعة من الشيوعيين، فلم يجد غيرى.

• هل تتقبل النقد فيما يخص قلة إنتاجك الأدبى؟

ــ انتقاد أتقبله تماما، ومع الناس حق، ولكن أريد أن أوضح لك أنا لا أفرج عن العمل إلا إذا كنت راضيا عنه بنسبة 70 %، ولا أكتب كل يوم، لا أكتب إلا إذا ألحت علىّ فكرة، ولا أضع أى سيناريو مكتوب للرواية، أرتب الأمر فى رأسى فقط، على عكس الأستاذ نجيب محفوظ، الذى كان يكتب كل يوم فأنتج أعمالا رائعة كما وكيفا.

• بمناسبة ذكر نجيب محفوظ هاجمت جائزة نوبل وقلت إنك لا تعرف الروائى الفرنسى باتريك موديانو.. لماذا؟

ــ بالفعل أنا لا أعرفه، والجائزة فى بعض الأحيان تكون لها حسابات سياسية، وهذا ليس كلامى وحدى، حتى نجيب محفوظ كان يستحقها قبل «أولاد حارتنا» بعشرين عاما، تكفى «الثلاثية».

• هل ترى أن أولاد حارتنا بها إسقاطات دينية كما يدعى البعض؟

ــ لا أرى فيها ذلك، ولا أنكر على ما يرى الأمر بهذا الشكل، ونجيب محفوظ لم يسع لنشرها بعد مصادرتها من الأزهر الشريف، وبعد سنوات الرواية أصبحت فى متناول الجميع.

• هل دائما تستمد كتابتك من حياتك الشخصية؟

ــ كل كاتب يتأثر بحياته الشخصية فى أثناء كتابته، لكن أنا دائما ما أبعد قدر المستطاع عن ذلك، ولكن البعض يقوم بعمل إسقاطات بين الأبطال وبينى، وهذا أمر يخصهم، لكل شخص حق التأويل.

• قصصك القصيرة دائما ما تحمل معنى فلسفى ونهاية مفتوحة.. ألم تخشَ أن يؤثر ذلك أو يتساءل قارئ: ماذا استفدت من هذا العمل؟

ــ أعتقد أن هذه هى طريقة الكتابة الصحيحة، وليس أن تعطى جرعة أو نصيحة أو معلومة للقارئ، عليه أن يفكر ويحلل ما تكتبه ويستنتج ما يشاء.

• ما مصير قصر الثقافة الذى تبرعت به فى الأقصر؟

ــ أذهب إليه وتفقده، على أى حال هو تحفة معمارية نفذه أحد تلاميذ حسن فتحى، وتم تنفيذه بفلسفة الأخير، لكن لا يوجد به أى نشاط ثقافى، وهذا مسئولية وزارة الثقافة، وشأنه شأن قصور الثقافة فى مصر كلها، ولكنى أتواصل مع الكتاب المبدعين هناك، وهناك وديعة يتم منحها لأحد الكتاب سنويا.

• هل جار تصوير مسلسل واحة الغروب؟

ــ لا «واحة الغروب من كتر خطابها بارت»، أكثر من عرض وفى النهاية لا شىء.

• وماذا عن مسلسل نقطة نور؟

ــ أنا حزين على مصير سيناريو هذه الرواية، فبلال فضل كتب لها سيناريو أعجبنى كثيرا، وأنا أحب حالة هذه الرواية جدا، ولكنها لم تنفذ، ولولا إسماعيل عبدالحافظ، رحمه لله، ما كانت خالتى صفية والدير تحولت إلى مسلسل.

• هل تابعت مسلسل واحة الغروب الإذاعى للفنان أحمد السعدنى؟

ــ بشكل غير منتظم، استمعت إلى بعض الحلقات، وكان جيدا.

• هل هناك أى أعمال أدبية جديدة؟

ــ نعم، رواية كنت أظن أنها ستلحق بالمعرض الدولى للكتاب، ولكن أمامها بعض الوقت.

• ما اسمها وتحكى عن أى شىء؟

ــ لا أضع اسما للرواية إلا فى نهاية الأمر، ولكنها تدور فى أوساط المحاماة وتتحدث عن العدل، وأكتبها منذ فترة طويلة.

• من لفت نظرك من الكتاب الجدد؟

ــ أقرأ كل ما يرسل لىّ، وهناك نماذج جيدة كثيرة، ولكن أريد أن أشير إلى إعجابى الكبير بالجيل الجديد فى محافظتى الأقصر، أشرف الخمايسى الذى وصل للقائمة الطويلة للبوكر برواية منافى الرب، وكذلك آدهم العبودى وروايته الجمية «متاهة الأولياء».

• لماذا ذكرتهما تحديدا؟

ــ لأنه لا يوجد أى اهتمام بالكتاب خارج العاصمة، رغم أن الإبداع دائما يأتى من خارجها.

• يوجه الخمايسى هجوما إلى بعض كتاب الجيل الحالى، ويعتبر فكرة «الأعلى مبيعا» ليست مقياسا، ما رأيك؟

أتفق معه تماما، هناك كتاب لا تتناسب حجم مبيعاتهم مع موهبتهم، «عمر أهم الكتّاب ما كانوا الأكثر مبيعا».

• هل العكس الصحيح «الأكثر مبيعا ليسوا أهم الكتاب»؟

ــ نعم.

• من يتحمل أمر ذلك؟

ــ دور النشر يجب أن تهتم بكل ما يفيد وبالكتاب الأصليين وليس الأسماء الرائجة، يجب أن يكون للناشر رؤية، والقراء يجب أن يتم رفع وعيهم من خلال النظام التعليمى، حين كنت فى الثانوية العامة كان يوزع علينا أهم الكتب والروايات للقراءة الحرة، والفضل فى ذلك يرجع للأستاذ طه حسين حين كان وزيرا للمعارف.

وتابع: «عبدالحميد حمروش تحمس لرواية خالتى صفية والدير وسعى لضمها للعملية التعليمية باعتبارها ضد الطائفية والعنصرية، لكنهم رفضوا أولا بحجة وجود سيدة تشرب «جوزة» فتم تغييرها، ثم غيرت كل شىء تم الاعتراض عليه، وقلت لهم من حقكم شطب أى شىء لا يناسب الطلاب، ولكن فى النهاية لم يتم ضمها».

• ما رأيك فى مسألة «الطبعة المزورة»؟

ــ كارثة بكل المقاييس إذا خرجت إلى الشارع ستجد كتبى فى نسخ مقلدة عند بائع جرائد، لا بد أن تجد دور النشر حلا للأمر، فبعض الأعمال أسعارها عالية بالفعل.

• ما أفضل عمل روائى قرأته فى هذا العام؟

ــ رواية «الذى لا يحب جمال عبدالناصر» للكتاب العمانى سليمان المعمرى، وبها حس فكاهى، وتشعر بأن مصريا الذى كتبها.

• لماذا لم تترجم أعمالا كثيرة؟

ــ الترجمة مهنة جيدة، ولكن عملى بها على مدى سنوات سفرى فى الخارج، جعلنى أكرهها، وقررت أن كان لدىّ وقت أن أخصصه للعمل الإبداعى، بالمناسبة لى عمل مترجم غير ساحر الصحراء، وهى مسرحية «فاصل غريب» للكاتب الأمريكى يوجين أونيل، وصدرت عام 1970.

• أريد أن أعود بك إلى وزارة الثقافة، كنت أحد المعتصمين للمطالبة برحيل علاء عبدالعزيز، هل أنت راضٍ عن أداء الوزارة فيما بعد ذلك؟

ــ بالطبع، ويمكن أن يكون الوضع أفضل، فمن تولى بعده لهم ارتباط بالعمل الثقافى والإبداعى، أما علاء عبدالعزيز فهبط على الوزارة دون أن يكون له علاقة بها، الأمر بدأ بالمطالبة برحيله وانتهى بمشاركتنا فى ثورة 30 يونيو لإسقاط نظام الإخوان كله.

• لكنك تحدثت فى بداية الحوار عن فشل وزارة فى إدارة قصور الثقافة؟

ــ الحديث عن الثقافة، له شقان، الأول إبداعى وهو شىء مشرف على مر العصور، حتى بعض أعمال الشباب الجدد رائعة، وجهاز الوزارة نفسه الذى يعانى من بيراوقرطية الدولة، فلا يقدم الدعم الكافى للمبدعين، والوضع أكبر من أى وزير، فداخل الوزارة كما فى غيرها مراكز قوى تزيد الأمر سوءا، وتسعى إلى أن يستمر الوضع على ما هو عليه.

• لك تصريحات فى بداية عهد الرئيس المعزول محمد مرسى بأنك تريد استكماله للمدة حفاظا على العملية الديمقراطية؟

ــ لأ، لم يحدث فأنا لم أنخدع فى الإخوان يوما، منذ وصل إلى الحكم وأنا أتمنى رحيله.

• ذكرت فى بداية الحوار أنك متفائل.. ما الدوافع لذلك؟

ــ نحن بصدد قيادة حكيمة جنبت مصر ما يحدث فى الدول المجاورة شرقا وغربا وجنوبا.

• هل يعنى ذلك أنك راضٍ عن أداء الرئيس والحكومة؟

ــ نعم، بمعنى أدق مطمئن، مصر تضفى على من يتولى مهمتها مكانة كبيرة، وكنت أشعر أن مرسى أصغر منها، ورئيس لأهله وعشيرته، أما الرئيس عبدالفتاح السيسى فهو يؤكد أنه رئيس لكل المصريين، وتتسم تصرفاته بالعقلانية والبعد عن التعصب.

• هل التقيت الرئيس؟

ــ للأسف، كنت أتمنى ذلك، وجهت لى الدعوة ولكن حركتى بطيئة الآن منعتنى من ذلك.

• هل تؤيد استمراره فى مدة رئاسية أخرى؟

ــ «لما ييجى وقت الله يعين الله»، إذا أحسن فسندعمه لمدة ثانية.

• هل أنت متخوف من عودة رموز النظام السابق؟

ــ متخوف جدا، الكل متخوف، ولا أعرف كيف يعودون، وكأن الثورة لم تقم ضدهم، وبكل تأكيد عودتهم أو وجود مراكز قوى ستؤثر على شعبية الرئيس السيسى، ولكن إلى الآن أرى أنه لا يعطيهم فرصة لذلك.

• فى رواية «قالت ضحى» تحدثت عن عودة الفساد بعد الثورة فى أشكال مختلفة بعد اختبائه قليلا؟

ــ بابتسامة يجيب: هذه هى سنة الثورات، فى كل ثورة لا بد أن يخرج من هو ضدها، ليس شرطا أن يكونوا فلول النظام السابق، ولكن الأخطر أصحاب المصالح.

• ما الملف الذى يجب على الرئيس الاهتمام به أولا؟

ــ الديمقراطية أولا.. حتى قبل العدالة، الأخيرة لن تحدث إلا بالأولى.

• واحة الغروب ألقت الضوء على المناطق المهمشة.. هل ترى أن النظام الحالى لديه رغبة جادة فى إحداث تطور بها؟

ــ لا بد أن تكون هناك خطوات جادة لتحقيق ذلك، ولكن على الأقل، الآن نسمع عن خطط تنمية، ويجب على الصحافة والإعلام التركيز على هذا الملف، ما زال وصف جمال حمدان هو الأكثر دقة عن الوضع «القاهرة رأس كاسح على جسد كسيح».

• هل كنت توافق على الأصوات المنادية بتأجيل البرلمان؟

ــ لا بد من انتخاب برلمان فى أسرع وقت، لكى لا نتحول إلى ديكتاتورية، وفكرة «المستبد العادل» خرافة لا أساس لها.

• ما رأيك فى المصالحة مع قطر؟

ــ أشك أن المصالحة تصلح مع «دويلة قطر» التى تريد أن تلعب دور دولة عظمى، ولكن الأموال لا تصنع دولة عظمى أو عظيمة، وأود الإشارة إلى أن سيطرة الإخوان على قطر سابقة على ثورات الربيع العربى بكثير، والتنظيم حل نفسه فى الدوحة لأنهم سيطروا على الدولة كلها، لا بد أن تغيير سياستها تجاه مصر ولا تحتضن قيادات الجماعة على أرضها.

• عودة إلى خالتى صفية والدير.. هل اختفت الفتنة الطائفية أم الالتفاف حول النظام الحالى سبب تراجعها؟

ــ هى قلت بكل تأكيد، وستختفى باختفاء الإخوان.

• هل الإخوان السبب فى الفتنة الطائفية؟

ــ ليسوا السبب المباشر، لكنهم يدّعمون العنصرية ليس فقط ضد الأقباط، ولكن ضد كل من يخالفهم الرأى.

• هل ترى أن تونس سبقتنا؟

ــ المقارنة ظالمة؛ فتونس دولة صغيرة من حيث عدد السكان والمشاكل، كما أن الرئيس التونسى الأسبق حبيب بورقيبة اهتم بملف التعليم، فالوعى هناك مختلف.

• حديثك عن اهتمام بورقيبة بالتعليم.. هل هو إدانة لرؤساء مصر؟

ــ أنا ناصرى ولكن هذا لا يمنعنى من انتقاد الرئيس جمال عبدالناصر وكذلك السادات لعدم إعطاء ملف التعليم حقه، وعدم ترسيخ مبدأ الديمقراطية.

• نحن فى أى مرحلة من كتابك «أبناء رفاعة»؟

ــ دعنى أكون متفائلا.. وأقول: نحن فى مرحلة الصعود لتحقيق الديمقراطية.. مجرد تمنى إلى أن يحققه الواقع.

• ما تقييمك لبراءة مبارك.. وهل أثرت على شعبية النظام الحالى.. وما رأيك فى التعامل مع المظاهرات التى نظمها البعض رفضا للحكم؟

ــ الشعب أصدر حكمه بإدانة مبارك.. مع كامل الاحترام لأحكام القضاء، واعتقد بالطبع أنها أثرت على شعبية النظام الحالى، ولكن الرئيس ليس فى يده شىء يفعله، وأبدى اعتراضه على نظام مبارك، وأكيد أنه كان لابد أن يرحل، كما أن النيابة طعنت على الحكم، وإذا كان تم التعامل مع المظاهرات السلمية بالقمع والعنف فهو أمر مرفوض تماما.

• كنت فى مقابلة مع وزير الثقافة جابر عصفور هل هى متعلقة بأى أمر تنفيذي؟

ــ لا على الإطلاق، أنا أقدم النصيحة أو الرؤية إذا طلبت منى، ولا أسعى لأى منصب، لا بد من إفصاح المجال للشباب، بعد ثورة 25 يناير قال لى البعض سنرشحك لتولى وزارة الثقافة فرفضت، لأنها ثورة شباب، وللأسف المجلس العسكرى عمل على تفكيك أواصر تجمع الشباب حتى لا ينافسه أحد فى الحكم.

• كيف ترى المشاكل بين جابر عصفور والأزهر؟

ــ لا أرغب فى الحديث عن الأمر، فجابر عصفور صديقى، والشيخ أحمد الطيب أنا عاشق له.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك