«جيل».. مدينة بلجيكية تحتضن «المرض العقلي» منذ قرون - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«جيل».. مدينة بلجيكية تحتضن «المرض العقلي» منذ قرون

ارشيفية
ارشيفية
لينة الشريف
نشر في: الإثنين 5 أكتوبر 2015 - 1:05 م | آخر تحديث: الإثنين 5 أكتوبر 2015 - 1:05 م

"نصف سكان جيل مجانين.. والباقي أنصاف مجانين".. مزحة تُقال عن المدينة البلجيكية جيل، فأثناء التجول في ساحاتها العامة والمقاهي، ربما يلاحظ الزائرون أن بعض المواطنين غريبي الأطوار قليلًا.. ولكن ما السر؟.

السر وراء هذا الأمر أن هذه المدينة هي موطن لمئات المصابين بالأمراض الذهنية، الذين لا يعيشون في مستشفيات الأمراض النفسية وإنما مع العائلات المحلية كجزء من نموذج فريد من الرعاية يعود تاريخه إلى قرون مضت.

مايك جاي، مؤلف ومؤرخ ثقافي زار مدينة «جيل» ليستكشف نظامها الاستثنائي، ويقول لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، إنه لا يوجد هناك مفهوم "الجنون" كما نعرفه، موضحًا أن سكان «جيل» يتجنبون بمثابرة استخدام هذه اللغة بطريقة أثارت إعجابه "يميلون لتلقيبهم بالضيوف أو المقيمين الذين هم مختلفين أو مميزين".

بعد تقييمهم وتوقيع عقدًا مع السلطة الصحية المحلية، ينتقل المقيمون إلى العائلات المحلية، الذين يتلقون راتبًا، ويصبحون جزءًا من حياتهم اليومية، وبالإضافة إلى الحالات النفسية مثل الذهان وانفصام الشخصية، يتم الترحيب أيضًا بالأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم الشديدة وأولئك الذين لم يتم التوصل لتشخيص لهم على الإطلاق.

يقول جاي إن :"المميزون أحرار.. بإمكانهم الذهاب والعودة كما يشاؤون من المنازل، كما أن هناك قبول لأي سلوك غير معتاد يصدر عنهم"، مضيفًا "أن المقاهي تصطف الشوارع حيث ترى أشخاصًا يجلسون ولكن يبدون مختلفين قليلًا، إلا أنه بعد فترة من الزمن لا تلاحظ هذا الأمر".

وأضاف جاي "إنهم جزء لا يتجزأ من المشهد، فلا يبدو أنهم شعب مختلف، وهو ما يُعد من الأمور الرائعة"، موضحًا أن "أغلب ما يجعل الأشخاص يظنون أن أمثال أولئك الأفراد مختلفين هو رد فعل الناس اتجاههم، والذي يكون خائفًا ومربكًا، هم لا يعرفون كيف يتعاملون معاهم".

وأوضح المؤلف والمؤرخ مايك جاي، أنه عندما ينفتح الناس، تتلاشى الكثير من المشكلات التي نتصورها، مضيفًا أن "الكثير من أفراد المجتمع يرى أن أولئك الأشخاص خطرين، ولكنهم أكثر ميلًا ليكونوا ضحايا للعنف أكثر من كونهم ممارسي له".

مدينة «جيل» مشهورة بنموذجها للرعاية النفسية منذ قرون، ومع عودة النظام إلى القرن الرابع عشر، فإن المواطنين لديهم نظرة أكثر انفتاحًا وتقبلًا للمرض العقلي أكثر مما يمكن العثور عليها في معظم الأماكن.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك