واصلت أزمة الطقس السيئ تبعاتها بإغراق مئات المنازل في محافظة البحيرة ووصول الأمطار الغزيرة إلى غرف المعيشة، كما غرقت آلاف الأفدنة الزراعية وسط برك المياه، التي أنهت حياة 15 شخصٍا حتى الآن.

واتشحت قرى ومراكز المحافظة بالسواد حزنًا على الضحايا والمفقودين والخسائر الفادحة التي أصابتها من أزمة الأمطار، حيث شيع الآلاف من أهالي مركز أبو حمص، اليوم، جثمان الطفل محمد إيهاب خطاب 12 عامًا، الذي لقى حتفه إثر ملامسته أحد أعمدة الكهرباء بجانب الموقف العمومي للمركز.

وأكد مصدر مسئول بالبحيرة، إرسال المحافظة استغاثات متتالية، لرئاسة الوزراء لإرسال معدات شفط وعربات لنقل المياه، ورجال إنقاذ لتفاقم أزمة الصرف، بعدما ضربت السيول مجددًا مركزى إدكو ورشيد، وفشل أجهزة المحافظة ومعداتها في إنقاذهما، خاصة في إدكو التي ارتد فيها الصرف إلى داخل المنازل.

وقال المتحدث الإعلامى باسم المحافظة، وهدان السيد، إن المحافظ تواجد فى مركز إدكو، مضيفًا أن المركز يشهد كارثة بيئية يحزن اللسان عن وصفها، وأن المعدات والشفاطات تعمل الآن بالمركز بكامل طاقتها، إلا أنها لا تكفي لتغطية حاجة المركز.

وناشد وهدان رئاسة الوزراء بسرعة التدخل لإنقاذ المحافظة حتى لا تتفاقم الكارثة، مشيرًا إلى أن زيارة رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، إلى البحيرة للوقوف على مشكلة ما يزيد على 50 قرية في دمنهور، بعد أن تعالت أصوات الأهالي بالاستغاثات.

وتابع: «معدات المحافظة ورجالها يعملون بكامل طاقاتهم، لكن المشكلة تكمن فى كبر مساحة المحافظة كونها من أكبر محافظات الجمهورية، فضلاً عن تهالك البنية التحتية فى معظم مراكزها، وعدم تواجد شبكات صرف صحي في مئات القرى والعزب، وهو ما يتطلب تدخلًا سريعا من مجلس الوزراء لتخفيف آثار كوارث السيول، بعدما ارتفعت حصيلة الخسائر بالأراضي الزراعية، مع توقع خسائر فادحة لإدكو بسبب السيول».

وقال علاء محروس، من قرية الكدوة في أبو حمص الأهالي يهجرون منازلهم بعد ارتفاع مياه الأمطار في الترع والمصارف المجاورة، وتوقف ماكينات الصرف وانقطاع الكهرباء، الذي أدى إلى تحول القرى إلى مستنقعات وبرك، بينما يتجاهل مسئولو الوحدات المحلية استغاثات الأهالي، حسب تأكيده.

وأضاف الطالب الجامعي من مدينة الرحمانية، عماد الحناوى، «في أثناء أزمة الإسكندرية سارعت الدولة لحلها، وطالب الجميع بمحاسبة المحافظ ورؤساء الأحياء، أما هنا يوجد العشرات من الضحايا، فضلاً عن خراب البيوت والمحلات دون أن نرى قرارات ضد رؤساء المدن الذين يهربون من مناشدات المواطنين».

وأكد منسق ائتلاف 30 يونيو، ضياء بسيوني، أن الجيش لا يزال هو المنقذ في جميع المناطق والقرى، ولولا تدخله بمساندة الحماية المدنية لكانت هناك كوارث وضحايا أكثر من ذلك، موضحًا أن المواطنين نزلوا للهتاف للجيش على الرغم من غرق الشوارع والميادين.

وأشار وكيل وزراة الصحة بالبحيرة، الدكتور علاء عثمان، إلى أن المديرية تستعين بأطباء من محافظة المنوفية لتقديم الخدمات الطبية للمواطنين بوادي النطرون ومركز بدر والنوبارية، مع تزويد مدينة كفر الدوار وإدكو بـ20 سيارة إسعاف، وتشغيل الإسعاف الطائر على الطرق، ومنع جميع الإجازات للأطباء والتمريض .

وقال رئيس شركة كهرباء البحيرة، المهندس محمدعبدالعليم، لـ«الشروق»، إن السيول ضربت بعض الأعمدة الهوائية فى النوبارية ووداي النطرون، ويتم التنسيق بين الكهرباء وهندسة الميكانيكا بوزارة الري لمتابعة محطات الصرف وتشغيل بعضها مع توفير مولدات كهرباء، وتوقفت محطات الصرف في حوش عيسى والنوبارية قبل تشغيلها بمولدات كهرباية.

يذكر أن بعض قرى مركز كفر الدوار، وأكثر من 50 قرية بمركز دمنهور، مهددة بالغرق بالكامل بسبب انسداد ترع الصرف الرئيسية وارتداد الصرف وارتفاع منسوبه فى المنازل، وهو ما أدى إلى تعالي أصوات الاستغاثة خوفا من مصير قرية عفونة.