«زواج المصلحة» ينهار - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:01 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«زواج المصلحة» ينهار

الروسى فلاديمير بوتين ونظيره التركى رجب طيب اردوغان
الروسى فلاديمير بوتين ونظيره التركى رجب طيب اردوغان

نشر في: الأحد 6 ديسمبر 2015 - 10:32 ص | آخر تحديث: الأحد 6 ديسمبر 2015 - 10:32 ص

• محللون: اختبار القوة العنيف بين بوتين وأردوغان اتخذ طابعا شخصيا ويهدد العلاقات الثنائية.. ولن يتوقف قريبا

لايزال اختبار القوة العنيف بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ونظيره التركى رجب طيب اردوغان دائرا منذ أسبوع، ولا يبدو أنه سيتوقف قريبا، ما سيؤثر على روابط الصداقة بينهما وسيهدد العلاقات، ما ينذر بانهيار «زواج المصلحة» بين الطرفين.

من الاتهامات إلى التهديدات والشتائم، بلغ التوتر ذروته بين الرئيسين منذ أن أسقط الطيران التركى فى 24 نوفمبر مقاتلة روسية انتهكت، بحسب أنقرة، مجالها الجوى، لمدة 17 ثانية، وهو ما تنفيه موسكو، مؤكدة أن الطائرة اسقطت داخل الأراضى السورية، حيث توجه ضربات لـ«الإرهابيين».
وهذه المواجهة بين الرئيسين اتخذت طابعا شخصيا منذ أن أكد بوتين أن «زمرة» أردوغان بما فى ذلك أسرته متورطة فى تهريب النفط الخام الذى يستخرجه تنظيم داعش فى سوريا. ورد أردوغان بأنها «افتراءات» متهما موسكو بذلك.
ووفقا للمحللين فإن الحرب الكلامية بين الزعيمين لن تهدأ فى مستقبل منظور. إذ قال المحلل فى المجلس الأمريكى للعلاقات الأجنبية، فيليب جوردون، لوكالة الصحافة الفرنسية «يبدو أن كلا منهما متمسك بمواقفه ولن يتراجع عنها». وأضاف «لا أعتقد أن أيا منهما مستعد للتراجع قريبا».
وبنى بوتين كما أردوغان مسيرته السياسية وشرعيته على صورة الزعيم القوى الذى لا يتراجع عن موافقته مهما كان الثمن. وقال فريدريك ويسلو من المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية أن «الرئيسين راهنا على هيبتهما الشخصية للوصول إلى سدة الحكم». وأضاف «ستكون مصداقيتهما على المحك إذا أظهرا أى دليل ضعف. مثلا إذا اعتذرا أو أظهرا رغبة فى المصالحة».
وحتى هذه الأزمة كانت هذه الأطباع المتقاربة جعلت من بوتين وأردوغان ثنائيا دبلوماسيا متينا. وساهمت مسيرتهما فى تقريبهما. فقد ووصل كل منهما إلى السلطة اثر أزمة اقتصادية خطيرة، ويحكم الرئيسان التركى والروسى بلديهما بقبضة من حديد ولا يترددان فى قمع المتظاهرين فى الشارع أو سجن المعارضين.
وتم اختيار الروس لبناء أول محطة نووية تركية فى أكويو (جنوب) على ضفاف المتوسط ويتوقع أن يقوم البلدان ببناء أنبوب للغاز باسم السيل التركى (توركستريم) فى مشروعين قيمتهما عشرات مليارات الدولارات.
ولازدراء الاتحاد الأوروبى الذى يؤخر اجراءات انضمام تركيا اليه، اقترح اردوغان فى 2013 انضمام بلاده إلى منظمة شنجهاى للتعاون التى أسستها موسكو وبكين. لكن خلال عشرة أيام انهار «زواج المصلحة» بين الأتراك والروس. وقررت روسيا اعادة فرض تأشيرات دخول على السياح الاتراك وجمدت مشروع السيل التركى وفرضت حظرا على استيراد الخضار والفاكهة التركية.
وكان الخلاف شديدا لدرجة أن الزعيمين أعربا عن مرارة. وقال بوتين «أشعر بأسف لأننى بذلت شخصيا جهودا كبيرة لفترة طويلة لبناء هذه العلاقة».
وبالنبرة نفسها تحدث اردوغان عن حنين لأوقات الصداقة التى ولت، وكان فيها مقربا كثيرا من نظيره الروسى ورئيس الوزراء الايطالى سيلفيو برلوسكونى والمستشار الالمانى جيرهارد شرويدر. وقال الرئيس التركى بحسرة «كان (بوتين) يشيد بشجاعتى وجرأتى. حتى انه اشاد بنزاهتى وميزاتى كرجل دولة». وقال فيليب جوردن «سيستمر الفتور بين البلدين لفترة طويلة ما سيجعل مهمة الأمريكيين فى فيينا، (حيث تعقد محادثات حل الأزمة السورية) أكثر صعوبة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك