وتحطمت الأسطورة عند الظهر.. أحمد بهاء الدين يجيب عن سؤال «هل لم يعرف الإسرائيليون بالهجوم إلا ساعة إطلاق النار؟» - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 10:26 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وتحطمت الأسطورة عند الظهر.. أحمد بهاء الدين يجيب عن سؤال «هل لم يعرف الإسرائيليون بالهجوم إلا ساعة إطلاق النار؟»

عرض ــ ياسر محمود
نشر في: الأحد 8 أكتوبر 2017 - 10:08 ص | آخر تحديث: الأحد 8 أكتوبر 2017 - 10:08 ص

• كيسنجر: لم يكن هناك خطأ من حيث المعلومات.. والمخابرات الأمريكية: غلطتنا أننا اعتمدنا على تقدير الإسرائيليين
• المشير أحمد إسماعيل يصف لبهاء الدين مشاعره فى غرفة العمليات لحظة العبور: كانت لحظات تهز المشاعر من الأعماق
• «خراطيم المياه» تذهل الإسرائيليين: من المؤكد أن المياه التى حطمت الساتر الترابى كان بها مواد كيماوية
• مراسلون حربيون: أول مهندس إسرائيلى حاول إصلاح مواسير المواد الملتهبة فى خط بارليف وقع فى الأسر
• «فأغشيناهم فهم لا يبصرون»:

بعدما أفاقت إسرائيل من صدمة أكتوبر، راحت آلتها الاعلامية تحاول من جديد «بناء الساطورة» بالتقليل من اسباب الانتصار المصرى الكبير، وتصويره وكأنه «نوع من المصادفة البحتة» مروجين لمحورين أساسيين، أولهما أنه «لولا المفاجأة وحدها لما حدث ما حدث»، وثانيهما أنه «لولا وقف اطلاق النار لأجهزوا على الجيوش العربية»، كما فعلوا فى حروب سابقة.

أحمد بهاء الدين، فى هذا الجزء من كتابه «وتحطمت الأسطورة عند الظهر»، راح يرصد كل دليل للإجابة على سؤال محورى: هل لم يعرف الإسرائيليون بالهجوم إلا ساعة إطلاق النار، أم انهم عرفوا قبل ذلك بأيام؟

وفى حين لم يغب عن المؤلف أن يمنح القيادة العسكرية المصرية حقها فى تسجيل نجاح خططها فى الخداع الاسترتيجى، إلا انه سعى لاثبات ان إسرائيل وامريكا كان لديهم من المعلومات ما يمكنهم من التنبؤ باندلاع الحرب، ولكن «ضللت إسرائيل نفسها حين اقنعت نفسها باسطورتها التى لا تقهر، وأقنعت نفسها بأن العرب قد اقتنعوا بهذه الاسطورة، وبالتالى فإنهم لن يحاربوا».. وتكتمل ملامح الصورة التى اراد بهاء الدين أن يثبتها، والتى تلخصها الآية الكريمة «وأغشيناهم فهم لا يبصرون».

تقول جريدة الصنداى تايمز فى تحقيق شامل لها عن الحرب: «كان أول اسباب هذا العمى الإسرائيلى، انشغال جهاز مخابراتها فى السنوات السابقة على الحرب بمطاردة المقاومة الفلسطينة وخصوصا فى الخارج.. ولما كانت الطاقة البشرية للجهاز محدودة، اضطر لسحب عدد من عملائه من البلدان العربية وخاصة مصر وسوريا»، وكان الاعتقاد المسيطر، هو ما ردده موشيه ديان وكل رؤساء اركان الجيش الإسرائيلى المتعاقبين، مرارا، عن أن مصر والعرب «يمكنهم أن يمارسوا حرب العصابات، ولكنهم لا يجسرون على مقابلة الإسرائيليين فى معركة حربية وجها لوجه».

• القلق الأمريكى:

بدأت المدرعات المصرية تتجمع فى الاسبوع الاخير من سبتمبر عام 1973 ــ قبل الحرب بأيام ــ حينها لم ينزعج الإسرائيليين، فطوال العشر السنوات الماضية كان الجيش المصرى يجرى مناورات فى نفس الموعد تقريبا ــ صحيح ان هذه المناورات خلال السنوات الثلاثة الاخيرة كانت تزداد قربا من القناة ــ ولكن القادة الإسرائيليين لم يهتموا بما رأوا، حتى التحصينات والمواقع الجديدة على حافة القناة، اعتقدوا أنها مجرد عمليات لشغل القوات.

وبحسب الصنداى تايمز «بدأت المخابرات الامريكية يساورها القلق فى 24 سبتمبر، فقد كانت تلك المرة الأولى التى يجرى فيها المصريين مناورة بهذا الحجم، مستخدمين تشكيلات عسكرية فى مستوى الألوية والفرق، ثم إنهم كانوا يخزنون ذخيرة أكثر من المعتاد، ويجمعون أكبر قدر من المعدات.. وأكثر اثارة للقلق من ذلك أنهم كانوا يقيمون شبكات ميدانية للاتصال أكثر مما تحتاجه المناورة فى العادة.. والتقطت وكالة الامن الوطنى الأمريكية ــ المختصة بالتجسس الالكترونى ــ اشارة الشبكة.. وتقول مصادر فى المخابرات الأمريكية أنهم ابلغوا المخابرات الإسرائيلية، ودارت مباحثات على أعلى المستويات، انتهت إلى ان الأمر لا يثير مخاوف».

ولم يقتصر القلق الأمريكى على الجبهة المصرية، إذ انشغلت الدوائر الأمريكية بما وصفته «الطبيعة المريبة للحشود السورية فى نفس الوقت»، لينتقل هذا القلق إلى موشيه ديان فى 26 سبتمبر حين زار جبهة الجولان، وعاد إلى تل أبيب ليقول للحكومة «على طول الجبهة مع سوريا، هناك مئات الدبابات والمدفعية السورية تقف على مرمى خطوطنا، فضلا عن شبكة دفاع جوى كثيفة، شبيهة بتلك التى أقامتها مصر عند قناة السويس».

ويعلن ديان الطوارئ على الجبهتين، ويتخذ قرارا يعد من أهم قرارات الحرب، وهو استدعاء اللواء السابع المدرع (يعد من خيرة القوات الإسرائيلية) وتدعيم جبهة الجولان، فلولا هذا اللواء لخسرت إسرائيل الجولان كله فى الحرب.

وبعد أن تنامى القلق الأمريكى، يطلق الأمريكيون فى يوم 27 سبتمبر أحد أقمار التجسس (من طراز ساموس)، والذى وضع فى مدى فوق الشرق الأوسط، لأنهم شعروا أن فى المنطقة ما يستدعى المراقبة، وخاصة على الجبهتين المصرية والسورية.

ويقول وزير الخارجية الأمريكى ــ آنذاك ــ هنرى كيسنجر أنه «من حيث المعلومات فى حذ ذاتها لم يكن هناك أى خطأ.. ولكن معرفة المعلومات عادة أسهل من معرفة النوايا «فيما يؤكد أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية» أن «كل ما توصلنا إليه وتوقعناه هو أن العرب سيشنون الحرب ذات يوم قريب ولكننا أخذنا فى الموعد على غرة»، بينما قال رجال مخابرات أمريكيين: «كانت غلطتنا اننا اعتمدنا على تقدير الإسرائيليين».

• اللمسات الأخيرة تحت عيون العدو

فى الاول من اكتوبر، وفى الصباح الباكر من يوم الإثنين، لاحظ المراقبون الإسرائيليون تحركات المدفعية والدبابات السورية من مواقعها الخلفية، فى الوقت ذاته شاهد المراقبون المتحصنين فى خط بارليف نشاطا متزايدا خلف الساتر الترابى على الشاطئ الغربى للقناة، حيث شوهدت بطاريات الصواريخ تدخل الإسماعيلية، كما كان الضباط يشاهدون على حافة القناة وكأنهم يفحصون ويناقشون، وبعد أيام وصلت مجموعات مصرية تجر معابر إلى حافة القناة، وجرافات تمهد الأرض.

وفى الثانى من أكتوبر، وبينما تستدعى سوريا الاحتياطى، شاهد مراقبو الأمم المتحدة الضباط المصريين على طول القناة يعطون جنودهم تعليمات، وتستمر التطورات الملحوظة حتى الخامس من أكتوبر، إذ بدأت القوات السورية تتخذ مراكز هجومية، فى حين بدأت مصر تجلى عائلات الخبراء الروس، وعلى الجانب الآخر كانت إسرائيل تحاول الاستعداد، ليصدر رئيس أركانها بن إليعازر أمرا بحالة التأهب القصوى ويلغى الاجازات، ويبدأ فى تجهيز اجراءات استدعاء الاحتياط.

اجتمعت جولدا مائير، رئيسة الوزراء بأربعة من الوزراء الأقوياء فى حكومتها، فيما يشبه اجتماعا مصغرا للحكومة، وانضم اليهم حاييم بارليف واليعازر، لينصب الاجتماع على مغزى إجلاء الروس، دون الانشغال بالحشود. وينقض يوم الجمعة ويحل عصر السبت، حين التقطت أجهزة التنصت الأمريكية والإسرائيلية (معا) الاشارات اللاسلكية، التى لم يشك أحد أنها الترتيبات النهائية للحرب، ليقترح اليعازر توجيه ضربة استباقية بالطيران مع الفجر، وهو مارفضته مائير، وكذلك الامريكان، والذين استهانوا بما يمكن ان يحققه هجوم للجيوش العربية، اولا لمناعة خط بارليف، ولأن الأمريكان أقنعوهم بأنهم «إذا عدلوا عن توجيه الضربة، فإنهم يوجدون الدليل القاطع على ان العرب هم الذين بدأوا الحرب، وحينها فإن أمريكا ملزمة بمساعدتهم.

وينتهى أحمد بهاء الدين إلى أن «كل التقارير تشير إلى أن إسرائيل توفر لديها معلومات كافية عن نوايا عدوها قبل الحرب بوقت كاف، خاصة وهى تزهو أمام العالم بسرعتها القياسية فى تعبئة جيوشها واستدعاء الاحتياطى»، فما بالنا أن وزير دفاعها انتابه الشك والقلق منذ يوم 26 سبتمر.

ويوجز الكتاب العناصر التى ساهمت فى رد الفعل الإسرائيلى «المتراخى» قبل الحرب، ولعل أبرزها ــ دون شك ــ نجاح القيادة المصرية فى ابقاء نواياها غامضة رغم اكتشاف العدو للتحركات غير العادية للقوات، وكذلك كون إسرائيل «كانت أكبر من خدع نفسها» لأنها ــ بحسب المعلقين الاجانب ــ «ضحية الاسطورة التى خلقتها عن قوتها التى لا رادع لها، فظنت تعتقد ان العرب لا يمكن ان يشنوا الحرب فعلا.

ويأتى فى المقام الثالث «إيمانهم بمناعة خط بارليف جنوبا، وهضبة الجولان شمالا» وظنهم أن هذه الحصون «تستطيع ان تتصدى لأى هجوم وقتا كافيا حتى تستدعى جميع قواتها»، والعامل الأهم، تمثل فى رغبتهم فى ان يظهروا للعالم فى صورة المعتدى عليه، وأخيرا «كانت إسرائيل تريد هذه الحرب لأنها كانت تتوقع نتائج أخرى تماما»، وإن كانت كل هذه العوامل لم تمنعهم من استدعاء الاحتياطى.

• الأسطورة تتحطم:

فى الساعة الثانية تماما من ظهر السبت 6 أكتوبر، كانت موجات من الطيران المصرى تعبر خط قناة السويس متوجهة فى ثوانٍ إلى الأهداف المحددة فى سيناء، أهداف قال عنها قائد القوات الجوية اللواء حسنى مبارك «ضربنا مركز سيطرة كبير فى سيناء (مركز أم مرجم) الذى يسيطر على القوات الجوية والدفاع الجوى فى سيناء، وضربنا محطات الرادار، الأمر الذى شل هذا المركز واضطر العدو إلى نقل مركز السيطرة إلى مكان آخر.. وحدث ارتباك كبير فى هذه اللحظات الحاسمة لدى العدو.. لم يكن قادرا وقتها على السيطرة على طائراته.. كذلك تم تدمير مركز التشويش.. وضرب المطار الرئيسى فى سيناء لقربه الشديد من قواتنا».

فى هذه اللحظة، ظهرت على شاطئ القناة فجأة آلاف من المدافع، تركزت نيرانها الهائلة على تحصينات العدو.. ولم تكن ضربة المدفعية «عشوائية»، وإنما كان عملا ينطوى علس حسابات دقيقة، من حيث اختيار نوع وحجم المدفع ليتناسب مع الهدف المراد تدميره، وكذلك لتسقط القذائف بمسافات محسوبة أمام القوات أثناء العبور.

وينقل كتاب «وتحطمت الاسطورة عند الظهر» عن العميد نبيل شكرى، قائد القوات الخاصة قوله: «كانت قوات الصاعقة تعبر بقواربها قناة السويس على امتدادها من بورسعيد شمالا إلى السويس جنوبا، وكان لهم شرف رفع اول مجموعة من الاعلام فوق تراب سيناء لتنطلق من بعدها موجات متتالية من المشاة بروح معنوية عالية، بعد ان شاهدوا من الضفة الغربية قبل دقائق من زحفهم رفاقهم ابناء الصاعقة يعبرون المانع الرهيب وينقضون على العدو داخل مواقعهم الحصينة محطمين اسطورة الجيش الذى لا يقهر».

كان العدو يعتمد على الساتر الترابى الذى يرتفع بين 15 و20 مترا، كما يعتمد على أنابيب المواد المشتعلة فى عملية الرد الاولى.. ويقول المؤرخ ونستون تشرشل الذى زار إسرائيل بعد الحرب: «أحد المهندسين الإسرائيليين كان قد بدأ فى اصلاح اول ماسورة (التى أغلقها وقطعها المصريون قبل الفجر) وفوجئ بجنود الصاعقة المصرية فوق رأسه»، وقال مراسل حربى آخر إن «أول مهندس وصل لإصلاح المواسير، وقع فى الأسر».

وفوجئ الإسرائيليون أن المصريين قد توصلوا لحل لهذا الساتر الترابى لم يخطر على بالهم، فقد كان من الضرورى فتح ثغرات فى الساتر الترابى لتركيب رءوس الكبارى اللازمة لعبور المدرعات والقوات الرئيسية، وكان الساتر يستعصى حتى على قذائف المدفعية، إلا أن شباب سلاح المهندسين، توصلوا خلال مرحلة الإعداد للحرب إلى صيغة بسيطة: موتورات تدفع المياه بقوة ضخمة جدا على الساتر فيتفتت الجزء المطلوب شقه ويبدأ فى الانهيار، وكان الإسرائيليون يعتقدون أن فى الأمر سر آخر لم يعلن، «ربما كانت مادة كيميائية معينة وضعت فى المياه المندفعة».

وفى وهج النيران المشتعلة، كانت اعداد كبيرة من طائرات الهليوكوبتر المصرية، تفرغ حمولتها من رجال الصاعقة فى عمق سيناء، يهاجمون خلف خطوط العدو فى أماكن بعيدة وغير متوقعة.. فى الوقت ذاته كانت تتم عملية من أكثر العمليات حساسية فى المعركة كلها، وهى اقامة الكبارى الموصلة بين الضفتين، ولعل حسابات العدو ــ كما قالوا بعد ذلك على ألسنة بعض المحررين العسكريين ــ أن تركيب الكوبرى خلال المعركة يستغرق فى المعدل بين 15 و17 ساعة، لكن المهندسين الذين كانوا فى كل مكان أمكنهم تركيب بعضها فى خمس ساعات».

ولم يكن الوضع مختلفا مع القوات البحرية التى ابلت بلاء حسنا فى اليوم الأول، وصفه الفريق فؤاد ذكرى قائد القوات البحرية بقوله: «فى اليوم الأول للعمليات، اشتركت القوات البحرية بجميع تشكيلاتها.. فقامت لنشات الصواريخ والمدفعية بتوجيه ضرباتها بالصواريخ إلى مناطق شرق بورفؤاد ورمانة ورأس برم، كما قامت المدفعية الساحلية بمعاونة قوات قطاع بورسعيد بالنيران.. أما فى البحر الأحمر فقد تم قصف شرم الشيخ بجميع انواع الصواريخ وفى خليج السويس قامت الصاعقة البحرية بمهاجمة منطقة أبودربة على الساحل الشرقى لخليج السويس، وهاجمت مجموعات الضفادع البشرية منطقة البترول فى بلاعيم، ودمرت حفارا ضخما، كما قصفت منطقة رأس سدر بالصواريخ واشتركت بالمدفعية الساحلية أثناء التمهيد بالنيران لعبور قوات الجيش الثالث».

ويصف الفريق أول ــ حينها ــ أحمد اسماعيل شعوره ساعة العبور لأحمد بهاء الدين: «كنا جميعا فى مقاعدنا.. وكانت الخطة أمامنا والعمليات تجرى أمام عيوننا، تحملها إلينا البلاغات من الجبهة: المهمة كذا بدأ تنفيذها، المهمة كذا تم تنفيذها.. من الساعة الثانية بعد الظهر كان المشهد فى غرفة العمليات مثيرا إلى أبعد حد.. كان العمل دقيقا بأكثر مما يتصور أحد.. أثبتت الخطة كفاءتها وكانت المهام تنفذ بجسارة واقتدار، وكانت هناك لحظات تهز المشاعر إلى الاعماق.. ولكننا لم نسمح لأنفسنا بالانفعال».

• غرور المهزوم:

اعترفت إسرائيل بنجاح المفاجأة الاستراتيجية والمفاجأة التكتيكية ضدها، وأقرت بأن هذه الحرب «من نوع آخر» غير الحروب التى واجهتها من قبل، وأن خسائرها فادحة، حتى أن أبا بيان قال بعد ذلك فى خطابه فى مؤتمر جنيف أن خسائر حرب 1973 بالنسبة لإسرائيل «تساوى كل خسائرها منذ 1948 فى الحروب وفى كل عمليات العنف الأخرى»، إلا أن الوصول إلى هذا الاعتراف، لم يكن من البداية، إذ إن الغرور لم يبرح إسرائيل وقادتها بسهولة.

فى اليوم الأول قال الجنرال دافيد العازر، رئيس الأركان الإسرائيلى: «إننا سندق لحمهم وعظامهم» قاصدا المصريين والسوريين، وقالت البيانات العسكرية الإسرائيلية ــ متسرعة ــ أنها دمرت كل رءوس الكبارى المصرية.. ثم تراجعت إلى زعم تدمير «معظمها» قبل أن يعرف العالم أنه لم يدمر كوبرى واحد، ثم لم تلبث لهجة البيانات والتصريحات الإسرائيلية أن تراجعت خطوة إلى الوراء..

الجنرال اليعازر نفسه بعد يومين قال: نحن الآن فى وسط معركة، ومستمرون فى الهجوم المضاد حتى ندمر كل القوات المهاجمة».

وقال موشى ديان فى الإذاعة الإسرائيلية فى تحديد شامل لتصوره للمعركة: سوف ينتهى القتال فى ستة ايام، فيومام يكفيان لاستكمال التعبئة الشاملة، ويومان لإيقاف الهجوم علينا، ويومان لتدمير العدو على الجبهتين».

ولكن ما كان يجرى وراء هذا الستار من الثقة كان أمرا آخر بدأ العالم يلمحه لأول مرة يوم الربعاء 10 اكتوبر (اليوم الخامس للقتال) حين اضطرت إسرائيل إلى ان تعلن على العالم عن تغيير قيادتها العسكرية فى صيغة مبطنة هى: استدعاء ستة جنرالات سابقين للخدمة تحت ستار «القيام بمهام خاصة» وهم:

ــ الجنرال حاييم بارليف، رئيس الاركان السابق مباشرة على اليعازر، وخبير إسرائيل الأول فى حرب المدرعات.
ــ الجنرال جافيتشى، وقد أرسل إلى الجبهة الجنوبية (سيناء) وكان قائدا لها.
ــ الجنرال أموس هوريف كبير علماء الجيش الإسرائيلى سابقا، وقد عين مساعدا لرئيس الاركان.
ــ الجنرال أهارون ياريف، مدير المخابرات السابق ومستشار رئيسة الوزراء.
ــ الجنرال ريحابون زيجينى، قائد القطاع الأوسط (الضفة الغربية) سابقا.
ولكن القصة كما ظهرت فيما بعد كانت أعمق من ذلك بكثير.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك