من داخل زنزانته.. معيد بفنون جميلة الإسكندرية يحصل على الماجستير - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:40 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من داخل زنزانته.. معيد بفنون جميلة الإسكندرية يحصل على الماجستير

شريف فرج
شريف فرج
سلمى خطاب
نشر في: الأحد 9 مارس 2014 - 2:29 م | آخر تحديث: الأحد 9 مارس 2014 - 2:29 م

قبل يوم واحد من توجه المعيد شريف فرج إلى كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، لتحديد موعد مناقشة رسالة الماجستير الخاصة به، داهمت قوات الأمن منزله في منطقة سيدي بشر بالإسكندرية، وألقت القبض عليه.

وفي اليوم الذي كان من المفترض أن يلتقي بلجنة مناقشة الرسالة، أمرت النيابة بحبسه خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيق في قضايا التجمهر والانضمام لجماعة محظورة "الإخوان"، والترويج بالقول والكتابة لتحقيق أغراض الجماعة، واستخدام العنف والبلطجة.

ثم تلاها التحقيق في قضايا قتل عمد وإتلاف وتخريب والشروع في سرقة بنك، في يومي 14 و 16 أغسطس قبل وبعد يوم واحد من حفل خطوبته في يوم 15 أغسطس الماضي.

ماجستير في السجن

رفضت النيابة التصريح لفرج بالخروج ليوم واحد، لمناقشة رسالة الماجستير، في كليته، فناقش الرسالة في قاعة مكتبة سجن الحضرة، في يوم الخميس 6 مارس.

حصل فرج على درجة الماجستير، بحضور لجنة أساتذة من كلية الفنون الجميلة، وأعضاء من هيئة تدريس بجامعة الإسكندرية من المحبوسين احتياطيًا على ذمة قضايا مماثلة في سجن الحضرة، ليصبح بذلك مدرس مساعد من داخل السجن.

ويتضمن موضوع رسالة الماجستير الخاصة بفرج عن التوجه التكنولوجي في العمارة، وتناقش الرسالة علاقة العمارة بالرياضيات.

أنهى فرج التعديلات الأخيرة المطلوبة منه على رسالته التي تشرح العلاقة بين العمارة بالرياضيات، في زنزانته بسجن الحضرة التي يشاركه فيها 16 شخصًا، وتنطفئ أنوارها فى الحادية عشرة مساءً كل يوم، وذلك بعد مساعدة خطيبته نهى منصور المعيدة معه في نفس القسم.

مذاكرة على شمعة

تروي نهى منصور "الخطيبة" لـ«بوابة الشروق» تفاصيل الأوقات الأخيرة التي أنهي فيها فرج رسالته، قبل أن يناقشها، حيث ابتكر شمعة للمذاكرة عليها، لأن ضوء الزنزانة ينطفئ في الحادية عشرة مساءً قبل أن يتم إدخال كشاف صغير للزنزانة؛ ليستطيع المذاكرة علي ضوئه.

«في البداية كانوا يتعنتون في إدخال الورق الخاص بمذاكرته قبل أن يقتنعوا أن هذا خاص برسالة الماجستير». وفقا لنهي، التي ساعدته في إجراء التعديلات الأخيرة على رسالة الماجستير التي يطلبها أساتذته، وهي تشرح معاناتها في محاولة إيصال أوراق مذاكرته إلي داخل الزنزانة.

العلم طاقة حب وليس درجات ممنوحة

في مكتبة السجن، ناقش المهندس شريف فرج رسالة الماجستير، في غياب أهله وأصدقائه، فقط لجنة الأساتذة، وبعض أعضاء هيئة التدريس الذين يشاركونه الزنزانة.

لكن ذلك كان محبطاً لفرج الذي يري أن العلم طاقة حب وليس فقد درجات ممنوحة، حيث كتب في رسالة من داخل سجنه «يطلبون مني أن أبتسم وأن تتوقف دموعى لحظة، كيف وهذا يوم غاب فيه أهلي، أبي وأمي وأخوتي .. فلم الفرح! ولي جزء من نفسى خلق مني وخلقت منه فصلوه عني .. فلم الفرح ؟! ولى أصحاب اشتقت إليهم شوقهم لى .. فلم الفرح!»

يواصل فرج رسالته «العلم ليس درجات ممنوحة، ولكنه طاقة من الحب يتبادلها الناس تعود على كل من تلمسه بمنفعة العلم حر لا يعرف قيد ولا حبس ولا أمن دولة فرحتى، بأن أكون حرًا مع أهلي وحبيبتي وأصدقائي وأساتذتي ويقولون متى هو .. قل عسى أن يكون قريبًا».

فرج: إذ أن سجني من أجل تعليم أفضل فلا أبالي

شريف فرج الذي مثل الشباب المصري تحت 30 عاما في مؤتمر «safir lab» في فرنسا، ومثل المعيدين والمدرسين المساعدين بالجامعات المصرية في المجلس الاستشاري لوزارة التعليم العالي، وعضو مؤسس في اتحاد شباب هيئة التدريس بالجامعات المصرية، لا يبالي بسجنه إن كان من أجل رسالته في تعليم أفضل، حيث كتب فرج في مقدمة رسالة الماجستير «لقد عملت على مدار سنتين ونصف فى محاولات لتحسين أوضاع الجامعات المصرية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير العظيمة.. ساهمت فيها بزيادة مرتبات اعضاء هيئة التدريس كخطوة أولى وكنت فى تلك الفترة عضو باللجنة الاستشارية لوزارة التعليم العالي والتي اهتمت بإعادة قانون تنظيم الجامعات إلا أن المعوقين كانوا لكل نجاح بالمرصاد. إذا كان سجنى هذا فى سبيل ما عانيته لتعليم أفضل فلا بأس. وحسبى الله ونعم الوكيل».

100 يوم من العزلة

100 يوم الآن يقضيها المهندس شريف فرج في السجن الاحتياطي على ذمة القضايا المتهم به، دون أني حال للمحاكمة أو أن تحدد له جلسة أمام المحكمة.

في رسالة أخيرة كتبها فرج من داخل محبسه حملت اسم «100 يوم من العزلة» تساءل فيها فرج عن سبب وجوده في السجن كل هذه المدة، حيث كتب فرج «هكذا يمر اليوم المئة لا أعرف إلى الآن لماذا أنا هنا ؟! ماذا تريد منى هذه البلد البائدة ؟ ماذا تريد هذه الأرض الفقيرة؟ ماذا يريد هؤلاء المتخلفون؟».

ويواصل فرج رسالته «100 يوم لا دليل واحد على قتلى 34 شخصًا أو سرقة بنك أو تحريض على قتل أو.. أو ما يتبع من اتهامات جاوزت الـ 14 تهمة فى قضية واحدة، فأنا من الخطورة أحمل قضيتين لا واحدة، قضيتين بنفس التهم فى يومين مختلفين، اليوم الذي يسبق خطبتي واليوم الذى يليه، ليس هذا ضحكًا مبكيًا إذا ما قارناه مع متهم قضى عليه القاضي بسنتين وغرامة 50 ألف جنيه وهو متوفى منذ عامين ! قبل أحداث قضيته (قصة حقيقية لقضية فى الزنزانة المجاورة).. ولا فى من حكم عليه بسبع سنوات بتهمة حيازة "كانز" بيبسى !

مختتمًا رسالته بكلمة «ليست القضية في شخصي، وإنما القضية في عدالة غائبة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك