طارق لطفى: أعشق المغامرة ولا أهوى اللعب على المضمون - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:32 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طارق لطفى: أعشق المغامرة ولا أهوى اللعب على المضمون

حوار ــ منة عصام:
نشر في: الخميس 10 يناير 2019 - 10:03 م | آخر تحديث: الخميس 10 يناير 2019 - 10:03 م

فيلم «122» فتح شهيتى على السينما وغيَّر كل حساباتى.. وردود أفعال الجمهور فاقت التوقعات
المنتج فى مصر غير محمٍ ولذلك يصنع الأفلام المضمونة ويخشى المغامرة.. وفى تجربتنا سيظل السبق لنا
تأجيل الفيلم من موسم عيد الأضحى من حسن حظه.. ومباريات ليفربول أثرت على بعض الحفلات
مسلسل «الثمن» وضعته على الرف لأنه كان فكرة جيدة لو نفذت فى وقتها
نمر بمرحلة انتقالية فى الدراما تعتمد على التقليص والانكماش.. وسأنتظر لأرى ما ستسفر عنه نتائج هذه المرحلة


يعشق المغامرة ويرفض اللعب على المضمون.. يحب أن يتحمل عقبات مغامراته والتى لم تجن له إلا النجومية ومزيدا من النجاح والتجديد، فالفنان طارق لطفى قرر بعد غياب 8 سنوات عن السينما أن يعود إلى أحضانها ولكن بزى جديد ودماء جديدة..، فى فيلم «122» الذى يصفه بالمغامرة والمخاطرة قرر صناعها حملها على أكتافهم متحملين جميع نتائجها، وصف الجمهور المصرى أنه دائما عند حسن ظنه ودائما ما يساند التجارب الجديدة.. وفى الحوار التالى يكشف لنا عن كواليس الفيلم وأسباب ابتعاده عن السينما ولماذا قرر ألا يقدم مسلسل «الثمن»:

** لماذا طال غيابك عن السينما لمدة وصلت 8 سنوات؟
ــ لم يكن المعروض على يحوز إعجابى إطلاقا لأنها كلها أشياء تقليدية جدا تجعلنى أتساءل ما السبب الذى يدفعى لتقديمها أصلا، وفى ذات الوقت كنت انتظر العمل الجيد المناسب الذى يقدمنى بشكل جديد، ويكون لكاتب ماهر ومخرج ممتاز وقصة جديدة ومختلفة ومنتج واع وأبطال مشاركين ممتازين.

** وما الذى حمسك لفيلم 122 الذى يعتبر نوعية جديدة على السينما المصرية؟
ــ فى هذا السياق أحب أوضح أمرا مهما وهو أن 122 ليس نوعية غريبة كما يقول البعض، ولكنه نوعية مختلفة وجديدة خصوصا على السينما المصرية وهى موجودة فى العالم وسبقنا إليها كثيرون ونجحوا فيها جدا، ومع الأسف كل الأعمال المصرية المشابهة التى سبق تقديمها من قبل لم تخرج على مستوى جيد إطلاقا وكانت مبتورة، وعندما عرض على فيلم 122 وافقت لأن المؤلف صلاح الجهينى كتبه بحرفية عالية، فضلا عن المخرج ياسر الياسرى الذى شاهدت عمله من قبل فى عدة كليبات وفى الحقيقة أخرج الفيلم بشكل جيد رغم أنه التجربة الإخراجية السينمائية الأولى له، وكذلك المنتج سيف العريبى الذى اعتبره واعيا جدا وحريصا على فيلمه وحضر جميع مراحل العمل، وكل الأمور السابقة جعلتنى أوافق على بطولة الفيلم بدون خوف نهائيا، وأضيف على كل ذلك أننى دوما ما أحب خوض أعمال جديدة وتجسيد أدوار مختلفة علي، وسأذكر لك مثلا مسلسل بعد البداية الذى قدم الأكشن بشكل مختلف، وفى مسلسل شهادة ميلاد أنقصت من وزنى 20 كيلو من أجل تصوير مرحلة معينة فى حياة البطل ثم عدت لوزنى الطبيعى لاستكمال تصوير المسلسل، وأيضا مسلسل بين عالمين كان معتمدا على الأكشن الذهنى وكلها سيناريوهات جديدة ومختلفة، وهذه هى طبيعتى لأنى أبحث دوما عن الجديد، واكتشفت أمرا مهما جدا وهو أنه كلما كانت المغامرة كبيرة والمخاطرة كلما قابله نجاح كبير جدا ومبهر.

** معنى ذلك أنك لا تهوى اللعب على المضمون؟
ــ هذا حقيقى، فأنا لا أحب اللعب على المضمون لأنه غير مضمون أصلا ويكون النجاح على مقداره، وصدقينى من يقول إن اللعب على المضمون أفضل هو يظلم نفسه ويمل الجمهور منه فى وقت لاحق، وقد أثبتت التجربة كلامى هذا، والجمهور يقبل على الجديد دائما بشرط أن يتم تقديمه له أصلا.

** ذكرت سلفا أنه كانت محاولات مشابهة لفيلم «122» فى السينما المصرية لكنها لم تكن على مستوى جيد.. فهل عندما وافقت على الفيلم كانت لك شروط معينة تفاديا لما حدث مع التجارب السابقة؟
ــ لا على الإطلاق، فقد قرأت سيناريو صلاح الجهينى وشاهدت أعمال ياسر الياسرى، والذى وجدته مذاكر الفيلم جيد جدا وهذا طمأننى للغاية، ومن خلال رؤيتهما وجدت نفسى قد شاهدت الفيلم وكأنه حى أمامى على الورق، وبصراحة لا أخفى عليك أن كل تخوفنا كصناع للفيلم ألا يتقبل الجمهور هذا الذوق السينمائى، ولكن بصراحة فاجأنا الجمهور بشكل فاق توقعاتنا وأثبت أنه يريد الجديد، وبالتالى علينا كصناع أن نقدم له هذا الجديد بشرط الجودة والاحتراف، والحمد لله فقد حقق الفيلم 5 ملايين جنيه فى 4 أيام.

** الفيلم تم تأجيله من موسم عيد الأضحى الماضى.. فهل كان هذا التأجيل من حسن حظه؟
ــ التأجيل كان لأسباب تقنية بحتة، لأن شريط الصوت كان يتم عمله فى الخارج فنوعية هذا الفيلم يعتمد بقوة على شريط الصوت الذى إذا لم يتم عمله باحترافية فسيفقد كثيرا من رونقه وجماله، وللأسف هذا الشريط تأخر جدا ووصل بعد 17 يوما من العيد، وعندما درسنا الموقف وقتها وجدنا أنه لا ينفع أن يتم طرح الفيلم آخر الموسم.

** دائما موسم نصف العام يثير قلق صناع السينما لطبيعة فصل الشتاء المتقلبة والامتحانات.. فماذا عنكم كصناع ل122؟
ــ أنا كممثل ليس لى علاقة بالتوزيع إطلاقا، ولكن فى النهاية نقلت تخوفى من موعد طرح الفيلم للمنتج والموزع وهم كانوا على قلق طبعا، ولكن فى النهاية الأمر لا يخلو من مخاطرة وكله رزق ربنا قسمه لكل منا، ونحن عملنا جيدا على عنصر الدعاية خصوصا على السوشيال ميديا وجعلت كل الناس يتكلمون عن الفيلم حتى قبل طرحه فى السينمات، وربنا أكرمنا جدا، فمثلا هناك أيام واجهتنا صعوبات مثل اليوم الذى لعب فيه محمد صلاح فى ماتش مهم لليفربول وبسببه هناك حفلتان تأثرتا جدا، ولكن فى هذا اليوم حصدنا مليونًا و200 ألف، وفى يوم آخر كان هناك ماتش للأهلى وبيراميدز وبسببه تأثرت حفلة، ولكن فى النهاية حققنا فى هذا اليوم مليونًا ونصف المليون، وفى يوم ثالث كان الطقس باردا لدرجة كبيرة جدا وحققنا مليونا وربع المليون.

** منتج الفيلم سيف العريبى عراقى.. فهل كان هناك قصد للابتعاد عن المنتجين المصريين خصوصا مع تصريح المؤلف أنه عانى فى إقناع المنتجين بالفيلم؟
ــ سيف عريبى هو عراقى يعيش فى مصر وعلى وعى جيد بالسوق المصرية، وهو بطبيعته مغامر وهذا كان ضروريا لفيلمنا، وللأسف فى مصر المنتج غير محمٍ وهذا يضطره دائما للعب فى المضمون بإنتاج أفلام إما كوميدية أو أكشن أو أفلام المواسم التى تستلزم خلطة معينة ندركها كلنا، ونحن كصناع ل122 علمنا أن أى منتج منهم سيقلق من هذه النوعية جدا ولن يغامر فيها، وفى هذا السياق أحيى سيف عريبى الذى غامر وتصدى للإنتاج، وسأذكرك أنه لاحقا سيتم عمل أفلام مشابهة ل122 ولكن سيظل السبق لنا.

** هل فتح الفيلم شهيتك للسينما؟
ــ هو لم يفتح شهيتى فقط ولكنه غير كل حساباتى أيضا وأثبت لى أنى كنت على صواب عندما ابتعدت عن اللعب فى المضمون، وأحب أقولك إننى فوجئت بمكالمة من الكاتب القدير يوسف القعيد مدتها 10 دقائق عقب مشاهدته للفيلم يعرب لى عن مدى حبه للعمل وأنه نوعية جديدة على السينما المصرية، فضلا عن وجود عدد من الإشادات من كثر وفى مقدمتهم المخرج عمرو سلامة.

** بوستر الفيلم الدعائى يعتمد على صورة وليس على وجود النجوم عليه.. فما مدى تقبلكم لهذا فى البداية؟
ــ هذا البوستر هو ذكاء من المنتج، وبالمناسبة نحن لدينا 4 بوسترات، ولكننا منذ البداية خططنا أن تعتمد الدعاية فى المقام الأول على السوشيال ميديا، ولم تكن غايتنا الأولى هى بوسترات الشوارع.

** أصبحت مقلا فى أعمالك لحد كبير.. فهل هذا اختيارك أم أن ظروف السوق فرضت عليك ذلك؟
ــ هو اختيارى فى المقام الأول، فقد قررت أن آخذ فترة أشاهد فيها ما سيحدث فى السوق الدرامية فى الوقت المقبل لأننا نحن حاليا فى مرحلة انتقالية، الرؤية فيها غير واضحة ولن أغامر باسمى وسمعتى والثقة مع الجمهور فى مرحلة لا نعلم صداها ونتائجها.

** معنى ذلك أن مسلسل «الثمن» لن تقدمه فى الوقت الحالي؟
ــ مسلسل الثمن رفعته من حساباتى أصلا وركنته على الرف، فقد كنت سأقدمه العام الماضى ولكن تم تأجيله، وهو كفكرة كان لا يصلح تنفيذها إلا فى وقتها وطالما فات هذا الوقت فالفكرة أصبحت غير ذات قيمة.

** هناك حالة ضبابية وقلق فى السوق الدرامية المصرية.. لماذا مع النظر أنك واحد من نجوم الدراما حاليا؟
ــ كما ذكرت لكى نحن نعيش فترة انتقالية فى الدراما المصرية، وهناك منتجون اتخذوا الخطوة بإنتاج أعمال بالتجربة الموجودة حاليا ولا نعلم النتائج التى ستترتب عليها، فإما تسفر عن شىء عظيم بأقل التكاليف وإما تسفر عن النقيض كليا.

** ما الذى تقصده بـ «هذه التجربة»؟
ــ أقصد التقليص المطلوب فى الدراما من تقليل عدد أيام التصوير لتصل إلى 60 يوما فقط، وعدم وجود أى مشاهد أكشن أو تكسير سيارات، وعدم السفر للخارج إطلاقا، وتقليص أجور النجوم، ومع احترامى لكل هذا ولكن يجب أن تكون الدراما هى القائد الذى يسوق الأحداث ولا نفرض عليها هذه القيود أبدا، لأنه كثيرا ما تكون هناك ضرورة للسفر فى الخارج وهناك مشاهد أكشن كبيرة تقوم عليها أحداث كاملة، فمثلا فى مسلسل بين عالمين أحداثه قامت على مشهد حادثة كبير تتكسر فيه عدد من السيارات وكانت تكلفته 300 ألف جنيه.

** وهل أنت غير راضٍ عن هذا التقليص؟
ــ كما قلت إنه إما يؤدى لنتيجة عظيمة أو لنقيضها كليا، ولن تكون هناك حالة وسط أبدا، ولكن هذا الانكماش ليس فى مصلحة الدراما المصرية بنسبة كبيرة وقد يفقدها ريادتها، خصوصا مع النظر أن هناك كثيرين يتربصون وينتظرون خفوتها وانحسارها لصالحهم، فضلا عن أن هذا الوضع الجديد يمنع المنافسة تماما بين المنتجين، ولذلك أقول لكِ إن الوقت الحالى أنسب شىء له هو الانتظار.

** لكن ألا تجد أن هذا الانتظار قد يؤثر عيك فى السوق؟
ــ بالطبع قد يؤثر عليَّ، ولكنى لن أعمل لمجرد التواجد، ولن أغامر باسمى أبدا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك