قال المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، إن الحكومة الحالية اختارت المواجهة واتخاذ القرارات الصعبة بدلا من السير بنظام المسكنات الذي ظل ملازمًا للبلاد لعقود طويلة.
وأضاف "إسماعيل" خلال كلمته بجلسة "الإصلاح الاقتصادي ورؤية الشباب"، على هامش الحوار الشهري الأول للشباب بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت: "مصر تستحق مننا التضحية والجهد، فلابد من أن نجد حلولا جذرية للمشكلات التي نواجهها حاليًا حتى لا نرحلها للأجيال المقبلة".
وأوضح أن موارد الدولة تبلغ 620 مليار جنيه، في حين أن نفقاتها تتجاوز الـ900 مليار جنيه، وبالتالي يتم اقتراض الفارق من الخارج، لتتحول إلى ديون ذات فوائد مركبة تتراكم على مدار السنوات، قائلا: "300 مليار جنيه تذهب لخدمة فوائد الديون فقط، والباقي يذهب للأجور، ليتبقى 200 مليار جنيه فقط للصرف على كل قطاعات الدولة من صحة وتعليم ونقل وغيرهم، هل تتصورون ذلك؟".
وأكد أن العديد من قطاعات الدولة انهارت مثل الصرف الصحي والسكة الحديد، بسبب تأجيل مواجهة المشكلات، وعدم اتخاذ قرارات جرئية بشأنها.
وأضاف: "مترو الأنفاق في طريقه إلى الانهيار ما لم نتخذ قرارات قوية لصالحه، ومصر لا يمكن أن تصل لهذا الحال دون إنقاذها"، مؤكدًا أنه "لا يوجد نجاح بدون تضحيات، ولا انتصار دون خسائر".
وأوضح أن الديون التي تعاني منها مصر تتزايد بمعدلات كبيرة سنويًا، بالإضاف إلى تآكل الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي على مدار الاعوام الخمسة الماضية، ما تتطلب اتخاذ إجراءات لإنقاذ الاقتصاد المصري، قائلا: "كان يمكن أن نصل إلى مرحلة لا نستطيع فيها الوفاء بالتزامتنا الدولية، لأننا رفضنا المواجهة للأسف وتجنبنا الإجراءات الصحيحة لفترات طويلة، وحان الوقت للإصلاح".