أمريكا والتعذيب.. جريمة لا تموت - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:15 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمريكا والتعذيب.. جريمة لا تموت

الـ«سي آي إيه» استخدم أساليب «الايهام بالغرق والتعرية القسرية» لتعذيب المعتقلين بعد هجمات 2001 - أرشيفية
الـ«سي آي إيه» استخدم أساليب «الايهام بالغرق والتعرية القسرية» لتعذيب المعتقلين بعد هجمات 2001 - أرشيفية
شارك فى التغطية: محمد حامد وعمرو عوض
نشر في: الخميس 11 ديسمبر 2014 - 10:30 ص | آخر تحديث: الخميس 11 ديسمبر 2014 - 10:30 ص

«سى آى إيه» تستند لقرارات محكمة إسرائيلية فى تبرير التعذيب

النموذج الإسرائيلى يعتمد على مبدأ: التعذيب ضرورى طالما لم تتوافر وسائل أخرى لمنع الضرر

وكالة المخابرات المركزية تتحجج بإحباط هجمات وقتل بن لادن فى تبرير تلك الأساليب.. وتقرير مجلس الشيوخ: لم تنجح

رايس وتنيت ومستشارو وزارة العدل وافقوا على التعذيب

شيخ محمد وبن شيبة والناشرى وأبوزبيدة تعرضوا للإيهام بالغرق والضرب

كشف تقرير لجنة المخابرات الأمريكية التابعة لمجلس الشيوخ، حول أساليب التعذيب التى اتعبتها وكالة المخابرات المركزية «سى آى إيه»، أن المستشارين القانونيين فى الوكالة اعتمدوا على الأحكام التى أصدرتها المحكمة العليا الإسرائيلية من أجل تحضير مسوغات قانونية وشعبية تبرر تعذيب المعتقلين، بحسب ما ذكرت صحيفة هاآرتس.

وحسب الصحيفة، جاء فى مسودة مذكرة أعدها مكتب المستشار القانونى لـ«سى آى إيه» ما أطلق عليه «النموذج الإسرائيلى» كمبرر لتسويغ أن «عمليات التعذيب ضرورية من أجل منع حدوث ضرر فورى وجسدى للأشخاص، طالما لم تتوافر وسائل إخرى لمنع الضرر».

وأوضحت الصحيفة أن «النموذج الإسرائيلى يشير إلى النتائج التى توصلت إليها لجنة التحقيق الحكومية الإسرائيلية التى تشكلت فى عام 1987 للتحقيق فى تعذيب ضابط فى الجيش الإسرائيلى متهم بالتجسس وعرفت باسم لجنة لانداو، ولقرارات أخرى أصدرتها المحكمة العليا الإسرائيلية، تحظر على الشاباك استخدام التعذيب خلال التحقيق مع المتهمين بالإرهاب، ولكنها تسمح باستخدام ما أسمته «الضغط الجسدى المعتدل» عندما يكون هناك احتمال كبير لحدوث عملية إرهابية وشيكة، وضرورة التوصل إلى معلومات لمنعها.

تقرير لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، قال إنه فى عام 2005، وعندما بدأ اعضاء فى الكونجرس يطرحون أسئلة حول اساليب التحقيق المشددة التى تستخدمها السى آى إيه، أعد المستشار القونونى للوكالة حملة علاقات عامة تزيد من التأييد الشعبى لتلك الأساليب، ووصف فى حملته نقاط الشبه القوية بين النقاش الجماهيرى فى الولايات المتحدة حول قانون السيناتور جون ماكين الذى يفرض قيودا على أساليب التحقيق، وبين الوضع فى إسرائيل عام 1999 عندما قررت المحكمة العليا جواز استخدام بعض الأساليب بشرط الحصول على تصريح قانونى.

ووفق هاآرتس، نجحت الحكومة الإسرائيلية فى النهاية فى الحصول على تصريحات قانونية بالتعذيب فى بعض الحالات.

• أبرز محطات برنامج الاستجواب السرى:

فى إطار التحقيقات التى تجريها مختلف وسائل الاعلام الأمريكية بخصوص التقرير الذى نشرته لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، أمس الأول، عن استخدام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) برنامج للتعذيب خلال الاستجوابات التى أجرتها خلال الفترة 2001 ــ 2009، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا حول أبرز المحطات التى مر بها البرنامج، وهى كالتالى:

سبتمبر 2001: عقب هجمات 11 ستمبر، أعطى الرئيس الأمريكى، آنذاك، جورج بوش، السلطة لوكالة المخابرات لاعتقال وقتل عناصر تنظيم القاعدة فى جميع أنحاء العالم.

فبراير 2002: وقع بوش أمرا تنفيذيا يستثنى معتلقى طالبان والقاعدة من المادة الثالتة من اتفاقيات جنيف التى تحظر «التشويه والمعاملة القاسية والتعذيب».

مارس 2002: «أبوزبيدة» يصبح أول معتقل لدى المخابرات الأمريكية، التى اعتقدت فى البداية أنه مسئول تنظيم القاعدة، وتم تصوير عملية استجوابه، الا أنهم تراجعوا عن هذا الرأى لاحقا.

اغسطس 2002: تم استخدام عملية الايهام بالغرق ضد ابوزبيدة 83 مرة. وأفاد تقرير مجلس الشيوخ ان المعتقل قدم معلومات أكثر خلال الأشهر الأولى من اعتقاله عما قدمه بعد استخدام هذه الأساليب. وفى الشهر نفسه، أعطى رئيس مكتب الاستشارات القانونية بوزارة العدل جاى بايب المخابرات السلطة بشكل رسمى لاستخدام الوسائل القاسية خلال الاستجواب.

نوفمبر 2002: تصوير التحقيق باستخدام التعذيب مع المعتقل عبدالرحيم الناشرى، ووفاة المعتقل جول رحمان أثناء التحقيق معه. وفى نهاية العام تم إلغاء تصوير المعتقلين خلال عملية لاستجواب.

مارس 2003: صدر آخر تقرير عن استخدام الايهام بالغرق، وأوضح ان مدبر هجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد قد تعرض لهذه العملية 183 مرة.

مايو 2004: تقرير للمفتش العام للمخابرات يجد أن المحققين اخترقوا القواعد التى فرضتها وزارة العدل، لذا أمر مدير المخابرات المركزية جورج تينت بإيقاف برنامج التعذيب بشكل مؤقت.

يونيو 2004: رئيس مكتب الاستشارات القانونية الجديد جاك جولد سميث يلغى قرار 2002 الخاص بإعطاء المخابرات الحق فى استخدام التعذيب، ويقدم استقالته فى نفس اليوم. وأصدر القائم بأعمال رئيس المكتب مذكرة جديدة تنتقد استخدام التعذيب وتوسيع تعريفه، فتم استبداله سريعا.

حتى نهاية 2004: أوضح التقرير أن 113 شخصا تم اعتقالهم هذا العام خضعوا للبرنامج. وخلال السنوات التالية لم يتم تطبيقه سوى على 6 اشخاص.

مايو 2005: رئيس مكتب الاستشارات القانونية الجديد ستيفن برادبرى يصدر عدة مذكرات تؤيد استخدام الاساليب القاسية فى تحقيقات المخابرات المركزية.

ديسمبر 2005: الكونجرس يجرم المعاملة غير الانسانية للسجناء فى السجون الأمريكية، والمخابرات تقول انها لن تجرى المزيد من الاستجوابات القاسية دون موافقة جديدة من وزارة العدل.

أبريل 2006: اطلع بوش للمرة الاولى على تقرير حول تقنيات التعذيب، وأفادت سجلات الوكالة انه عبر عن استيائه من صورة لمعتقل معلق إلى السقف ويلبس حفاضات وغير مسموح له بالذهاب إلى الحمام.

يونيو 2006: المحكمة العليا الأمريكة تلزم السلطات بتطبيق اتفاقيات جنيف على كل المعتقلين.

سبتمبر 2006: أعلن بوش عن وجود البرنامج، مشيرا إلى أنه ساهم فى الحصول على معلومات مهمة. كما أعلن نقل المعتقلين إلى سجن جوانتانامو فى كوبا.

أكتوبر 2006: بوش يوقع قانون اللجان العسكرية، الذى وضع قواعد جديدة لملاحقة واستجواب المتهمين بالإرهاب بشكل مكن المخابرات من استئناف برنامجها السرى.

نوفمبر 2007: وفقا لتقرير مجلس الشيوخ لم تستخدم المخابرات اساليب التعذيب بعد 8 نوفمبر 2007.

أبريل 2008: لم تعتقل المخابرات أى شخص بعد هذا الشهر.

يناير 2009: اوباما يوقع أمرا بإغلاق جوانتانامو، وإغلاق السجون السرية وحظر أساليب الضغط البدنى على المعتقلين التى لا تزال المخابرات تستخدمها خارج الولايات المتحدة.

أبريل 2012: لجنة المخابرات ترفض الادعاءات التى تشير إلى أن تقنيات التعذيب ساهمت فى الوصول إلى أسامة بن لادن.

• 10 وسائل لاستجواب المعتقلين:

أعلنت لجنة المخابرات فى مجلس الشيوخ الأمريكى، أمس الأول، تقريرها عن وسائل وتقنيات التعذيب التى استخدمتها وكالة المخابرات المركزية «سى أى ايه» ضد المعتقلين بعد هجمات 2001.

وتضمن تقرير اللجنة عدد من وسائل التعذيب أبرزها، الايهام بالغرق، الذى يعد أكثر التقنيات الوحشية التى استخدمتها الوكالة ضد المعتقلين، ولفت التقرير إلى أن وكالة الاستخبارات حرمت المعتلقين من النوم لعدد ساعات تصل إلى 180 ساعة، مما تسبب فى إصابة خمسة من المعتقلين بالهلوسة، كما قامت اللجنة بتقييد أيدى بعض المعتقلين فوق رءوسهم، وتركهم فى أماكن غير إنسانية لفترة طويلة دون العناية بحقوقهم.

كما أشارت التقرير إلى قيام محققى «سى أى ايه» باستخدام أسلوب السجن المعزول فى غرفة صغيرة مظلمة يقدر عرضها بـ22 سم، وارتفاعها 2.5 قدم، حسب مجلة نيوزويك الأمريكية.

كما لفت التقرير إلى وسائل أخرى استخدمها محققو الوكالة فى استجواب المشتبه بهم، مثل الصفع على الوجه، والتعرية القسرية، وتذنيبهم بالوقوف أمام الحائط، وتعريض المعتقلين لدرجة حرارة منخفضة، واستخدام المياه الباردة والضرب.

كما قال التقرير إن هناك معتقلا واحدا تم تهديده باعتقال والدته، والاعتداء عليها جنسيا. وتضمن التقرير محاولات بعض المعتقلين الانتحار، نتيجة لوسائل التعذيب التى كانوا يتعرضون لها أثناء عملية الاستجواب.

وقال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، ديان فينشتاين، إن معاملة وكالة «سى أى ايه» للمعتقلين تعد انتهاكا لقانون الولايات المتحدة والالتزامات الناشئة عن المعاهدات والقيم المعروفة.

• مسئولون سابقون فى «سى آى إيه» ينشؤون موقعًا إلكترونيًا باسم «أنقذنا أرواحًا».. ورويترز: خطوة غير معهودة

أنشأ مسئولون سابقون فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى ايه» أمس الأول، موقعا إلكترونيا للرد على حملة الانتقادات العنيفة التى طاولتهم إثر نشر مجلس الشيوخ تقريرا وثق أساليب التعذيب التى اعتمدتها الوكالة لسنوات فى استجواب مشبوهين فى قضايا ارهابية اعتقلتهم فى سجون سرية.

والموقع واسمه «سى آى ايه سيفد لايفز دوت كوم» (ومعناه السى آى ايه انقذت ارواحا) يمثل خطوة فى مجال العلاقات العامة غير معهودة من جانب عملاء فى المخابرات، وهو لا يرمى إلى التشكيك فى لجوء الوكالة لتقنيات استجواب قاسية بل على العكس من ذلك يهدف إلى اثبات فعالية هذه التقنيات ودحض ما خلص إليه تقرير مجلس الشيوخ من انها لم تنقذ ارواحا ولم تكن وسيلة فعالة للحصول على معلومات أو تعاون من قبل المعتقلين بل لطخت سمعة الولايات المتحدة فى العالم.

وقال القائمون على الموقع إن مؤسسيه هم «مجموعة من قدامى المسئولين فى السى آى ايه لديهم مجتمعين مئات السنوات من الخبرة».

وأكد مؤسسو الموقع أن برنامج استجواب المشبوهين بالارهاب الذى طبقته السى آى ايه بعد اعتداءات الحادى عشر من سبتمبر 2001 «سمح به بالكامل مسئولون كبار فى البيت الأبيض ومجلس الامن القومى ووزارة العدل».

وقال المدير السابق للسى آى ايه، جورج تينيت، عبر الموقع إن «الوثائق تظهر أنه فى وقت كانت هناك تهديدات خطيرة ضد الولايات المتحدة، كان البرنامج فعالا فى انقاذ ارواح أمريكيين وحلفاء وفى منع وقوع اعتداء آخر واسع النطاق على الاراضى الأمريكية»، حسب رويترز.

• هل نجحت أساليب التعذيب؟

«من السهل الدفاع ضد اتهامات التعذيب إذا حفظت هذه التكتيكات الأرواح».. هذه كلمات وردت فى مذكرة كتبها محامى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فى نوفمبر 2001، حسب صحيفة نيويورك تايمز، وجاء الوقت لتنفيدها، خاصة بعد نشر تقرير لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ عن وسائل الاستجواب التى اتبعتها الوكالة.

والسؤال الذى يطرح نفسه الآن: هل نجح التعذيب فى الحصول على المعلومات ومنع تفجيرات أو استهداف للأرواح؟، وفيما يلى طرح الوكالة ورد التقرير فى 4 قضايا:

مقتل أسامة بن لادن:

الـ«سى آى إيه»: نجح برنامج الاستجواب، الذى تضمن التعذيب، وخضع له معتقلون أبرزهم حسن جول، فى الحصول على معلومات عن أبوأحمد الكويتى، حامل بريد أكثر رجل مطلوب دوليا، ومن ثم معرفة مكانه.

التقرير: فى 2002، كان لدى وكالة المخابرات الأمريكية كل المعلومات عن أبوأحمد الكويتى، ومن بينها علاقته ببن لادن، وتسجيل صوتى له، ورقم هاتفه وبريده الالكترونى. كما أن أساليب التعذيب لم تنجح فى الحصول على أى معلومة من حسن جول وكل المعلومات التى توافرت عن الكويتى كانت قبل أن يخضع جول للاستجواب.

إحباط هجوم بقنبلة قذرة (إشعاعية):

السى آى إيه: المواطن الأمريكى خوسيه باديلا كان يعد لهجوم بقنبلة قذرة (إشعاعية) داخل الولايات المتحدة، ويرجع الفضل فى إحباط الهجوم والقبض عليه إلى معلومات حصل عليها المحققون من استجواب معتقل يدعى أبوزبيدة.

التقرير: المعلومات التى قدمها أبوزبيدة عن باديلا، جاءت قبل أن يخضع للتعذيب، كما أن باديلا اعتقل فى ملايو 2002، قبل نحو 3 أشهر من بدء برنامج الاستجواب الذى تضمن التعذيب.

إحباط مؤامرات كراتشى:

السى آى إيه: برنامج الاستجواب ساعد فى منع هجوم للقاعدة على قنصلية الولايات المتحدة فى كراتشى، باكستان، وهذا يرجع إلى ما قدمه كل من عمار البلوشى، وخالد بن اتاش، من معلومات أثناء خضوعهم للاستجواب من قبل محققى الوكالة فى مايو 2003.

التقرير: البلوشى وبن أتاش قدموا معلومات عن الهجوم فى وقت سابق عن مايو 2003، إلى مسئولين باكستانيين، وبدورها نقلتها باكستان إلى وكالة المخابرات الأمريكية، وهى معلومات أفزعت عملاء السى آى إيه فى كراتشى عندما علموا بها.

إحباط الموجة الثانية من «هجمات سبتمبر»:

السى آى إيه: فى 2006، أحبطت السلطات الأمريكية هجوم «الموجة الثانية من هجمات سبتمبر»، فى لوس انجلوس، بناء على معلومات أدلى بها معتقل يدعى محمد، أثناء استجوابه من قبل محققى الوكالة.

التقرير: وكالة المخابرات المركزية كان لديها جميع المعلومات عن هذه الهجمات فى 2002، ومحمد أكدها فقط، دون أن يقدم معلومات جديدة.