كتب ــ محمد علاء ومحمد صلاح وإسلام عبدالمعبود ويونس درويش ومحمد عبدالمجيد:

يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال ساعات، محطة قناطر أسيوط الكهرومائية، بعد الانتهاء من تنفيذها بنسبة 100%، حيث تم تشغيل الوحدات الأولى والثانية والثالثة وتجريبها بالكامل، كما يفتتح فى اليوم ذاته متحف سوهاج القومى.

وتزينت شوارع وطرق المحافظة بالأعلام المصرية، لاستقبال الرئيس، كما تفقد وزير الموارد المائية والرى محمد عبدالعاطى، المشروع، أمس، بحضور رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء كامل الوزير، ومحافظ أسيوط ياسر الدسوقى، اللمسات الأخيرة للمشروع ومهبط الطائرة الرئاسية قبيل الافتتاح الرسمى.

وأجرى مسئولو الرى تجارب تشغيل نهائية لبوابات القناطر، والاطمئنان على سلامة الأهوسة الملاحية من خلال غرفة التحكم الإلكترونية الملحقة بالمبنى الإدارى للقناطر والمحطة الكهرومائية، وأشار المحافظ إلى أن المشروع شهد مشاركة 7500 عامل، ويوفِر 300 فرصة دائمة، والأولوية فيه لأبناء المحافظة.

وقال رئيس قطاع الخزانات والقناطر الكبرى فى وزارة الرى أشرف حبيشى، لـ«الشروق»، إن مشروع قناطر أسيوط الجديدة يستهدف تحسين الرى فى زمام مساحته 1.65 مليون فدان فى 5 محافظات، هى: أسيوط والمنيا وبنى سويف والفيوم والجيزة، بالإضافة إلى تحسين الملاحة النهرية من خلال إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولى، وإنتاج طاقة كهربائية نظيفة، من خلال محطة توليد كهرومائية بقدرة 32 ميجاوات.

كما تعمل القناطر الجديدة على توفير محور مرورى جديد بإنشاء كوبرى بحمولة 70 طنا أعلى القناطر الجديدة لربط شرق وغرب النيل، وتوفير منظومة تحكم على أحدث النظم العالمية للتحكم فى التصرفات والمناسيب، وبدأ العمل فى المشروع فى عام 2012 بعد 10 سنوات من الدراسات.

وأوضح مصدر فى وزارة الكهرباء لـ«الشروق» أن المشروع تم تنفيذه بالتعاون بين وزارتى الرى والكهرباء، ضمن مشروع قناطر أسيوط الجديدة، حيث تتكون محطة الكهرباء من 4 وحدات مائية قدرة كل وحدة منها 8 ميجاوات، وتصل تكلفته إلى ما يزيد على 6 مليارات جنيه، بدعم مشترك من الحكومتين المصرية والألمانية، كما توفر المحطة نحو 50 ألف طن من الوقود تصل قيمتها 100 مليون جنيه سنويا، وتساهم فى تقليل الانبعاث من ثان أكسيد الكربون من خلال توليد طاقة كهرباء نظيفة صديقة للبيئة.

ولفت إلى أنه يتم ضخ ما يقرب من 227 متر مكعب فى الثانية من المياه لتشغيل كل توربينة بالمحطة، علما بأن متوسط الطاقة المنتجة سنويا من المحطة تبلغ حوالى 240 مليون كيلووات ساعة بعد ربطها بالكامل على الشبكة القومية للكهرباء، كما أن المحطة تستطيع إنارة محافظة أسيوط بالكامل فى حالة وجود أعطال كهرباء من الشبكة القومية.

وأكد أن المحطة ستحقق كفاءة تشغيلية بالمقارنة ببدائل الطاقة الأخرى التقليدية والمتجددة، كما أن تكلفتها الاقتصادية مناسبة فضلا عن الاعتبارات البيئية الجيدة لها، كما أنها تتميز بطول عمرها الافتراضى، بالإضافة لانخفاض تكاليف التشغيل والصيانة مقارنة بمحطات الكهرباء الأخرى، مع استمرار ارتفاع أسعار النفط عالميا.

وقال مصدر مطلع فى وزارة الآثار، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، سيفتتح متحف سوهاج القومى عبر تقنية فيديو «كونفرانس»، أثناء وجوده فى أسيوط لافتتاح القناطر الجديدة، بعد 25 عاما من فكرة إنشاء المتحف.

واجتمع مساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد اللواء عمر عبدالعال، ومدير أمن سوهاج اللواء هشام الشافعى، مع قيادات المديرية والضباط، لاستعراض نقاط الخدمة، ومناقشة مواعيد انتظام الخدمات، وتأمين الأعماق والمسطح المائى والخدمات المرورية.

وأكد محافظ سوهاج أيمن عبدالمنعم، أن افتتاح المتحف كان حلما طال انتظاره لأبناء المحافظة، لتحقيق التنمية الشاملة على أرضها من خلال العديد من المشروعات التى تشهدها فى مختلف القطاعات، مشددا على أن المتحف سيساهم بشكل كبير فى زيادة الأفواج السياحية من الأجانب والمصريين، ووضع سوهاج على الخريطة السياحية العالمية.

وأشارت رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار إلهام صلاح، إلى أن الوزارة تستعد لافتتاح المتحف منذ أسبوع، من خلال إضافة عدد من القطع الأثرية، وبطاقات الشرح الخاصة بكل قطعة، لتعريف الزائر بمكان اكتشاف هذه القطع وعصورها، وسط وجود أمنى مكثف، بالتعاون مع جميع قطاعات الوزارة وقيادات محافظة سوهاج.

وأضافت رئيس القطاع فى تصريحات لـ«الشروق»، أن متحف سوهاج يمثل إضافة قوية وهامة للمحافظة والصعيد ككل، حيث سيعرض 945 قطعة من حفائر المواقع الأثرية بالمحافظة.

ويتكون المتحف من بدروم، يضم عددا من القطع الأثرية التى تستعرض الفكر الدينى عند قدماء المصريين وفكرة البعث والخلود، وكذلك الحج فى العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية، كما يضم الدور الأرضى تماثيل وقطعا أثرية لملوك الأسرتين الأولى والثانية، وكذلك قطع أثرية معظمها من نتاج الحفائر الأثرية بالمحافظة، وبعضها تم نقله من المتحف المصرى بالتحرير، ومتحف جاير أندرسون، والمتحف القبطى، ومتحف الفن الإسلامى، لتحكى تاريخ المحافظة منذ أقدم العصور، خاصة عصر الأسرتين الأولى والثانية، بالإضافة إلى التطرق للتراث الشعبى بالمحافظة، وإلقاء الضوء على عادات وتقاليد الأسرة بها، وكذلك بعض الصناعات التى اشتهرت بها المحافظة ومنها صناعة النسيج بمدينة أخميم.

وأوضحت صلاح أنه لا يوجد متحف فى العالم يهدف إلى العائد المادى فقط، لذا يهدف إنشاء المتاحف فى مصر إلى التشجيع على عودة السياحة مرة أخرى، خاصة إلى الصعيد.