العمل الإغاثي في إجازة مفتوحة.. والنشطاء السوريين غادروا بحثا عن حياة أفضل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 5:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العمل الإغاثي في إجازة مفتوحة.. والنشطاء السوريين غادروا بحثا عن حياة أفضل

الحياة بين القبور ومستنقعات الجارى <br/>تصوير - إبراهيم عزت
الحياة بين القبور ومستنقعات الجارى
تصوير - إبراهيم عزت
تحقيق - أحمد البرديني
نشر في: الجمعة 12 سبتمبر 2014 - 11:50 ص | آخر تحديث: الجمعة 12 سبتمبر 2014 - 2:39 م

تبدل نشاط سلمى جزايرلى من العمل على خدمة اللاجئين السوريين بالقاهرة إلى تسهيل سفرهم منها، لتجد السيدة الأربعينية نفسها فى فترة محدودة مطالبة بتوفير فرص للهجرة إلى أوروبا لأبناء جاليتها التى كانت تتكبد معاناة تسكينهم وتوفيق أوضاعهم فى العامين الماضيين.

«أتلقى اتصالات من نشطاء سوريين يطالبوننى بالبحث عن وسيلة لسفرهم إلى عواصم أوروبية يبدأون فيها حياتهم الجديدة»، هذا ما توضحه سلمى، التى تحمل الجنسيتين السورية والمصرية، فى حين استقر عملها مؤخرا فى أمريكا مع زوجها المصرى.

سلمى واحدة من الناشطات السوريات اللاتى شاركن فى مساعدة الوافدين إلى مصر، فى أكبر فترات النزوح السورى إبان حكم الإخوان المسلمين، حينها كانت تنسق مع نشطاء ورجال أعمال مقيمين بالقاهرة؛ لتوفيق أوضاع النازحين من التصاريح الأمنية والسكن والعمل، تقول عن ذلك: كنت أعمل على توفير الدعم المادى وإيواء بعض ضحايا الحرب فى سوريا قبل أن يتم ترحيل أعداد كبيرة من طالبى اللجوء فى وقت تم تصنيفنا بحلفاء الإخوان».

وما لبث أن تلاشى دور أولئك النشطاء تدريجيا بعد تصفية الجمعيات والمراكز التى تقدم الدعم المادى والإنسانى، منذ فض اعتصام رابعة العدوية، منها لدواعٍ أمنية مثل مركز النخبة للأطباء السوريين بحى 6 أكتوبر الذى كان يقدم خدمات طبية بأسعار مخفضة، وآخرون لم يجدوا بدا من العمل التطوعى بعد فرض الحكومة المصرية التأشيرة على دخول السوريين إلى مصر فى مطلع يوليو 2013.

«المجموعات السورية غائبة تماما عن ساحة العمل الإغاثى منذ يناير 2014، ويقتصر الأمر الآن على بعض المجموعات الشبابية التى تعمل بشكل فردى غير منظم «هذا ما وصل إليه محمد الكاشف، الباحث فى ملف اللاجئين بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إذ يرى أن العام الحالى أسوأ فترات العمل الإغاثى فى الملف.

يصنف الكاشف المتطوعين السوريين إلى نوعين، أولهما مراكز الإغاثة والمجموعات المتطوعة وهولاء انتهى دورهم بنسبة كبيرة، وثانيهما النشطاء الذين اقدموا على العمل التطوعى فتطور دورهم فيما بعد إلى تسهيل الهجرة وطلبات اللجوء السياسى فى دول أوروبية، وهو الدور الذى تلعبه سلمى جزايرلى.

وبينما تقول سلمى إن روابط الإغاثة تفككت وفرّ أعضاؤها من مصر ليصبح دورهم الآن قائما على تنسيق السفر إلى أوروبا بدلا من العيش فى دولة عربية غير مستقرة، يشير الكاشف إلى أن المشروعات التطوعية مازالت متواجدة: المجموعات تعمل فى نطاق ضيق للغاية عن فترة ذورتها بداية 2012، ولكن الهجرة أثرت بالسلب على عمل المتطوعين لأنهم يخشون أن يقعوا ضحايا فى قبضة سماسرة البحر».

ووفقا لأرقام الباحث بالمبادرة المصرية، فإن 70% من طالبى حق اللجوء بمصر يرغبون فى الرحيل إلى أوروبا، وفى الغالب تفشل محاولاتهم القانونية من خلال إعادة التوطين من مصر إلى دول أوروبية، نظرا لأن مفوضية اللاجئين تفعّل ذلك مع الحالات الاستثنائية «مرضية ــ حالات لم الشمل» عن طرق مخاطبة السفارات، وهو ما لا يعوّل السوريون عليه كثيرا فيكون خيارهم هو الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا، ومنها إلى تركيا وفنزويلا الأكثر احتواء للاجئين السوريين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك