أثرياء سوريا ينعزلون عن فقرائها ولا يظهرون إلا فى الـ«مولات» - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 6:59 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أثرياء سوريا ينعزلون عن فقرائها ولا يظهرون إلا فى الـ«مولات»

لاجئين سوريون
لاجئين سوريون
تحقيق - أحمد البرديني
نشر في: الجمعة 12 سبتمبر 2014 - 11:39 ص | آخر تحديث: الجمعة 12 سبتمبر 2014 - 2:15 م

أحوال السوريين الطبقية لا تختلف كثيرا فى الشتات عنها قبل الحرب السورية والاقتتال الأهلى، ففى مصر تبين من جولات «الشروق» أنهم يعانون تفاوتا طبقيا فيما بينهم، لم تشفع فيه ظروف الغربة الصعبة ونكبتهم فى التضامن والتكافل بين الأغنياء والفقراء.

رصدت «الشروق» تحركات عدد كبير من الأسر السورية التى تنتمى لطبقات اجتماعية أكثر ثراء من غيرها، فى أكثر من 3 مولات تجارية فى مدينتى الشيخ زايد وأكتوبر وحدها.

يتمتع سوريون فى مصر بمستوى رفاهية عال جدا، قياسا بغيرهم ينتمون لنفس البلد والحرب مع اختلاف الظروف الاقتصادية، ففى أحد مولات 6 أكتوبر، يمكنك بسهولة تحديد مستوى الأسر السورية من كم مشترياتها من السلع الغذائية والملابس والأكسسوارات، فيما تضطر أسر أخرى إلى مد يدها فى نفس المدينة (6 أكتوبر) للعابرين بحثا عن جنيهات للتقوت بها أو تسديد فلوس إيجار المنزل.

موظف شاب يعمل على «كاشير» فى أحد فروع المتاجر الكبرى فى المول يقول بأسى: القوة الشرائية لدى أسر سورية عالية جدا، «يمكنهم بسهولة دفع أكثر من 2000 جنيه فى بعض السلع، بينها سلع كمالية ورفاهيات من مأكولات ومعجنات، وكل ذلك بلا أدنى شعور بوطأة ما يدفعونه».

يقول الشاب، الذى رفض نشر اسمه، إن أسرة سورية اشترت عبر «كريدت كارت» سلعا بـ 5 آلاف جنيه، كلها سلع استهلاكية، وأسر سورية أخرى تشترى سلعا معمرة مثل التكييفات والمراوح وأجهزة اللاب توب بمعدلات مرتفعة أيضا.

بشيء من الاستحياء، تسأل «الشروق» سيدة سورية تتسول فى أحد شوارع 6 أكتوبر الرئيسية عن مصادر دخلها، فتؤكد أنه «لا شيء إلا ولاد الحلال والمساعدات»، وتسأل عن العائلات السورية الثرية فى مصر فتجيب: «منعرفش عنهم حاجة، أحيانا نسألهم بعض الجنيهات ولا يعطوننا إياها». تقول السيدة التى فضلت أن تكتفى بأن اسمها «أم محمود»، وتؤكد أنها تنتمى إلى عائلة عكام فى حلب، وهم مثل «دود الأرض» كثيرون جدا، لكنهم يختبئون فى عالمهم ولا نعرف عنهم شيئا، فى إشارة إلى أثرياء سوريا الذين يعيشون فى القاهرة.

قريبا من مدينة 6 أكتوبر، يقع كومباوند قد يكون الأشهر فى منطقة الشيخ زايد، وهناك يتبين من الجولة أنه يضم أيضا عددا لا بأس به من العائلات السورية، بإيجارات للعقارات تزيد على 6 آلاف جنيه شهريا للشقة، بموجب شهادات عمال وسكان التجمع السكنى.

أحمد غانم، شريك فى مكتب محاسبة دولى وأحد سكان الكومباوند، لديه اثنان من جيرانه سوريان يعيشان فى شقتين منفصلتين فى العمارة التى يسكن فيها.

يرى «حاتم» أنه ليس هناك تعارض بين المستوى الاجتماعى العالى والنكبة التى يعانى منها السوريون فى بلدهم، لكن الأزمة حسب وصفه هى فى التفاوت الاجتماعى الصارخ بينهم حتى فى الغربة، وفى مصر تحديدا.

ويفيد أكثر من عامل وساكن آخر فى الكومباوند نفسه تواجد سوريين بينهم، ويبدو عليهم الثراء من ماركات السيارات التى يركبونها أو يستأجرونها.

«محمد» يعمل وسيط عقارات فى الشيخ زايد، فضل نشر اسمه الأول فقط، ويعرف عددا كبيرا من الأسر السورية بحكم عمله، يقول :إن هناك أسرا سورية استقرت فى مصر واستأجرت فيلات بمبالغ تتراوح بين 5 آلاف جنيه إلى 6 آلاف ونصف فى أحد الكومباوندات، لكن هؤلاء هم الذين استقروا وعملوا فى تصدير الأغذية أو الفواكه أو غيرها من الأعمال «المرموقة» بحسب وصفه.

ويتابع: صحيح أن كثيرا من الأسر السورية خرجت من الكومباوندات أو المساكن الفاخرة، لكن هذا ليس بسبب عجزهم عن سداد الإيجارات فقط، ولكن لأن كثيرا من المالكين المصريين صاروا يرفضون استئجار الشقق أو الفيلات لهم.

ويؤكد أن أسرا سورية كثيرة من «المرتاحين ماديا» سافرت مجددا إلى تركيا وأوروبا، وبعضهم عاد إلى بلاده.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك