بالرغم من حديثه المتحفظ حول قضية دعم الطاقة فى مصر، باعتبارها قضية تحتاج إلى حوار مجتمعى واسع، الا ان البير فوشيه، العضو المنتدب لشركة شنيدر اليكتريك فى مصر وشمال افريقيا، فضل ان يقدم نصيحة كخبير فى مجال الطاقة بضرورة توجيه جزء من الدعم المقدم حاليا فى مصر للمواد البترولية إلى الطاقة المتجددة، «بما يضمن قدرا اكبر من الاستقرار لأحوال الطاقة».

«اذا وجهت الحكومة جزءا من الدعم إلى الطاقة المتجددة ستقلل من الانبعاثات الكربونية، وستضمن قدرا اكبر من الاستقلال، حيث ستكون مصادر الطاقة موجودة تحت يديها، ولن تتعرض لمخاطر تذبذبات الاسعار فى السوق العالمية»، كما قال فوشيه.

وبحسب بيانات الموازنة العامة تم توجيه دعم خلال الفترة من 1994/1995 إلى 2011/2012 إلى هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة بقيمة 35.8 مليون جنيه كما حصلت الهيئة على مساهمات من وزارة المالية خلال تلك الفترة بـ311.7 مليون جنيه، الا ان هذه النفقات تبدو ضئيلة امام ما حصلت عليه الهيئة المصرية العامة للبترول خلال نفس الفترة من دعم بلغت قيمته 325.3 مليار جنيه، لدعم اسعار المنتجات البترولية للمواطنين.

فوشيه يرى ان لمصر فرصا كبيرة فى انتاج الطاقة الشمسية نظرا لقوة سطوع الشمس فى أراضيها، ولكن التشجيع على التوسع فى استخدامها مرهون بسياسات الدولة فى اتاحة الطاقة التقليدية والتى تقدم بسعر مدعم، مما يحفز على استمرار الاعتماد عليها بشكل رئيسى. وبروح المداعبة يقول فوشيه انه من الملاحظ بشكل بارز فى المانيا وجود ادوات انتاج الطاقة الشمسية على اسطح المنازل «هؤلاء الناس مجانين لأنه لا توجد شمس فى المانيا» مقارنا ذلك بفرص توليد الطاقة المهدرة فى مصر.

تصريحات فوشيه جاءت على هامش مؤتمر نظمته شنيدر الكتريك فى القاهرة، حول اليات توفير الطاقة المهدرة وانتاج الطاقة المتجددة، وهو المؤتمر التاسع من نوعه على مستوى العالم، وينظم لأول مرة فى قارة افريقيا. «الامتداد الاستراتيجى لأى مؤسسة ناجحة يجب ان يكون فى افريقيا» كما قال محمد سعد، رئيس شنيدر فى افريقيا والكاريبى، خلال مؤتمر صحفى عقد فى ختام المؤتمر، امس الاول، مشيرا إلى ان مصنعى الشركة بمصر يصدران منتجاتهما التى تستخدم فى تقليل هدر الطاقة إلى عدة اسواق فى اسيا وشمال افريقيا».

«ما يتراوح ما بين 20% إلى 25% من انتاجنا فى مصر يذهب للتصدير، بينما كنا نتطلع إلى ان تنتشر تلك التطبيقات فى السوق المصرية بشكل أكبر» يضيف سعد.

يقول مسئولو شنيدر ان التطبيقات الحديثة فى مجال توزيع الطاقة الكهربية يمكن ان تساهم فى تقليل المهدر من الطاقة بما يتراوح بين 20% إلى 30% من المستخدم حاليا.

تأسست شنيدر اليكتريك مصر فى عام 1987 وتعمل فى عدة قطاعات منها الطاقة، الكهرباء، الصناعة، تكنولوجيا المعلومات، البناء، والبنية التحتية.