• المشير الليبى استعاد الاستقرار فى شرق البلاد بعد رحيل القذافى.. وتمكن من بناء تحالفات قبلية
رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، اليوم، أن الغموض حول الحالة الصحية لقائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر يعرض السياسة الليبية إلى فوضى أكثر من المعتاد، مشيرة إلى أن هناك مخاوف من العودة إلى نزاع عنيف فى حال أصبح حفتر خارج المشهد السياسى فجأة.
وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها أن حفتر تصدر المشهد السياسى، بعدما تمكن من السيطرة على محطات النفط الرئيسية بعد أن كانت تسيطر عليها الميليشيات المسلحة، مشيرة إلى أن حفتر استعاد الاستقرار فى شرق ليبيا بعد رحيل العقيد الليبى معمر القذافى، فيما أشار خبراء إلى أن مهارات حفتر الحقيقية تكمن فى قدرته على بناء تحالفات، حيث استخدم هذه المهارات لتوسيع نفوذه فى صحارى جنوب ليبيا وقام بتشكيل عدد من التحالفات القبلية.
وذكرت الصحيفة أن الجهود الغربية لجذب حفتر لطاولة المفاوضات لم تفلح، ففى باريس العام الماضى وقع اتفاقا مع رئيس حكومة الوفاق الوطنى فايز السراج من أجل إجراء انتخابات نهاية العام الحالى لكن يبدو الآن أن هذا (اجراء الانتخابات) احتمال بعيد.
وكان المتحدث الرسمى باسم القيادة العامة للجيش الليبى، العميد أحمد المسمارى، أكد أن المشير حفتر بـ«حالة صحية ممتازة»، نافيا الأخبار المتداولة حول الوضع الصحى لحفتر. وجاء ذلك عقب تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية أفادت فيه نقلا عن مصادرها، أن حفتر أصيب بسكتة دماغية، ما استدعى الاعتناء العاجل به ونقله إلى مستشفى فى باريس.
ونقلت الصحيفة عن فريدريك ويرى، الزميل البارز فى مؤسسة «كارنيجى» للسلام قوله: «العام الماضى كان حفتر رجل الساعة وكان الناس يتكهنون أنه يستطيع الوصول إلى العاصمة طرابلس»، موضحا «لكن الأمور بردت قليلا وظهرت الشقوق فى ائتلافه.. والآن لا أحد يعلم ما سيحدث الفترة القادمة».
من جانبه، قال أمبرتو بروفاتسيو، الخبير الإيطالى المتخصص فى الشأن الليبى لدى كلية «دفاع الناتو» فى العاصمة روما: «من المبكر تقييم عواقب خروج حفتر من المشهد السياسى فى ليبيا»، مضيفا «من المفترض أن أحد أبنائه خالد أو صدام فى الجيش الليبى ومن الممكن أن يحلا محله».
وتابع بروفاتسيو، فى تصريحات لـ«الشروق»: «من وجهة النظر السياسية، فإن الفراغ الذى قد ينتج عن خروج حفتر من المشهد سيشغله رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أو سيف الاسلام القذافى الذى سيمثل الربط بين اهتمامات حفتر والحنين للنظام السابق».