كشفت دراسة مصرية حديثة عن أن القدماء المصريين عُرِفَوا بأنهم من أكثر الشعوب تسامحا، يؤمنون باحترام الآخر، ومحبون للسلام أكثر من الحروب.
وقالت الدراسة التي أعدتها الباحثة المصرية منال حافظ، مديرة مركز مصريات للدراسات النسوية والإنسانية والتاريخية، بالجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، إن هناك عشرات النصوص، ومئات الحكم والنصائح التي سجلتها نقوش ورسوم المعابد والمقابر الفرعونية، وتحض جميعها على نشر مبادىء وقيم التسامح بين البشر.
وأشارت الدراسة، التي صدرت اليوم الأربعاء، بمناسبة اليوم الدولي للتسامح الذى يَحِل في 16 نوفمبر في كل عام، إلى أن كتب الحكمة والنصوص الأدبية في مصر الفرعونية، قد احتوت على الكثير من النصوص التي تحضُ على التسامح واحترام الآخر مثل قولهم: " لا تستخدم العنف ضد أي إنسان في الريف أو المدينة، لا تتهم أحد زورا، لا تغتاب أحدا".
وحسب الدراسة فإن القدماء المصريين ربطوا بين التسامح وسلامة القلب، وكانوا يرون أن القلب السوى يكون صاحبه متسامحا، وكان القلب بالنسبة لهم مركز الحياة الجسدية والعاطفية.
وتشير الدراسة إلى أن القدماء المصريين عبروا عن جميع المشاعر وحالات الروح ومميزات الأخلاق وفى مقدمتها التسامح بمصطلحات ارتبطت جميعها بالقلب، فوصفوا الشخص السعيد بأنه رحب الفؤاد، ووصفوا المكتئب بأنه ضيق القلب، ووصل عدد المصطلحات التي تصف حالات إنسانية مرتبطة بالقلب إلى أكثر من 300 مصطلحا.
ووفقا للدراسة، فإن نصوص الحكمة التي تدعو إلى التسامح وإلى الخلق القويم في الدنيا تعتبر من أقدم وأسمى أنواع الأدب في مصر القديمة، وكان التلاميذ في المدارس يدرسون كتب الحكمة.
وبحسب الدراسة، فقد تجلت أروع صور التسامح بمصر القديمة في نص جاء ضمن بنود معاهدة السلام التي جرت عام 1280 قبل الميلاد، بين الملك رمسيس الثاني، وخاتو سيليس ملك الحيثيين، ذكر فيها الطرفان بندا ينص على "العفو تلقائيا عن كل من يطلب اللجوء للطرف الآخر ويتم رده لبلاده".
وتقول الباحثة منال حافظ إن قصة بردية قديمة، تحكى تفاصيل مبارزة بين أمير فرعوني ، وشخص أجنبي، وأنه حين انتصر الأمير الفرعوني تعالت أصوات الجماهير التي كانت تتابع المبارزة " اقتله.. اقتله"، لكن الأمير الفرعوني رد على ذلك قائلا: "الإنسان ليس زهرة تقطف فتعود لتُزٌهٍرَ من جديد".