داء سيليك.. خبز بلا قمح وحلوى دونها طحين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:25 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

داء سيليك.. خبز بلا قمح وحلوى دونها طحين


نشر في: الجمعة 17 نوفمبر 2017 - 9:04 م | آخر تحديث: الجمعة 17 نوفمبر 2017 - 9:04 م
الملاحظة الذكية قادت الطبيب الألمانى وليم كارل عام ١٩٥٠ لاكتشاف أحد الأمراض المهمة والمحيرة التى طالما عانى منها الإنسان دون أن يدرك سببها.

أحد أمراض الجهاز الهضمى المؤلمة والتى تتسبب فى معاناة قاسية بدءا من نوبات الإسهال المتكررة وآلام الأمعاء وتجمع الغازات داخلها إلى فتور الهمة والإحساس بالتعب والإجهاد المزمن.
تنبه طبيب الأطفال النابه لعلاقة قوية تربط بين تناول المخبوزات والمعجنات المصنوعة من القمح والشعير وتلك الأعراض التى انحسرت فى أثناء الحرب العالمية الثانية وأرجعها هو لغياب ونقص المواد الغذائية خاصة القمح فكان أن أشار لما أسماه بداء سيليك Caelic disease

داء سيليك Caelic disease أو مرض الجوف فى الترجمة الحرفية لمعنى الكلمة هو أحد أمراض المناعة الذى يتفاعل فيه الجهاز المناعى بعنف فى مواجهة ما يتناوله الإنسان من مادة الجلوتين الموجودة عادة فى القمح (الدقيق) والشعير والشوفان والجاودار (نوع من الشعير يصنع منه الويسكى الأسكتلندى).

مادة الجلوتين هى مادة من أصل بروتينى وتستخدم فى صناعة الخبز لتضيف إليه تلك اللدونة المطاطية عند تحضيره والتى بدورها تضمن تلك الصفة المحببة له إعلانا عن طزاجته.

الجلوتين، الجلايدين، الجلوتنين gluten، glidin and glutenin ثلاث مواد مجتمعة يعبر عنها بالجلوتين عادة ما تختزن فى حبة القمح أو الشعير دون غيرها من الحبوب مثل حبات الأرز أو الذرة أو البقوليات. تعد مادة الجلوتين عنصرا يستهدف جهاز الإنسان المناعى الذى يرد على تناولها بردة فعل مبالغ فيها تطال جهازه الهضمى.

< أعراض داء سيليك
تناول قطعة من الخبز المصنوع من دقيق القمح أو الشعير أو أى قطعة من الحلوى على سبيل المثال يدخلان فى تركيبها يشعل حريقا فى الأمعاء. رد فعل الأمعاء الدقيقة للطعام الذى يحتوى الجلوتين رد فعل عنيف يبدأ بهجوم على بطانتها خاصة تلك التراكيب الصغيرة التى تشبه الأصابع ويطلق عليها التسمية (villi) والتى تنتشر فى صورة نتوءات عديدة الهدف منها اتساع رقعة بطانة الأمعاء المخاطية وخلاياها التى تمتص الغذاء المهضوم ليصل عن طريق الشرايين إلى الدم.
رد الفعل العنيف يؤدى إلى خلل فى عمل تلك الخلايا وفى وظيفتها الأساسية فى امتصاص العناصر الغذائية المختلفة فينقص على سبيل المثال امتصاص الحديد والكالسيوم.
تتراوح الأعراض فى شدتها وتتبدى فى نوبة إسهال تتكرر وقد يصاحبها تقلص الأمعاء لتقذف ما بها خارجا إلى جانب الإحساس بالإجهاد والتعب المتواصل وفتور الهمة والإرهاق. تجمع الغازات ومحاصرتها فى الأمعاء أمر مؤلم قد يخطئ الطبيب فى تصور أنه ألم ذبحة صدرية. تكرار نوبات الإسهال قد يقود إلى أعراض قاسية محصلتها الجفاف فى النهاية.

< كيف يمكن تشخيص المرض؟
تشخيص مرض سيليك ليس بالأمر السهل على الرغم من قسوة الأعراض وارتباطها بالجهاز الهضمى دون غيره من أجهزة الجسم وأعضائه إذ يحتاج لتوصيف دقيق لأثر الغذاء على حدوث النوبات. عدد من التحاليل المعملية إلى جانب المنظار الضوئى لفحص الأمعاء ومراجعة حالة جدرانها وما لحق بها من أضرار وحاق بخلاياها من تدمير. وقد يستدعى الأمر فحص عينة نسيجية منها.

< علاج داء سيليك غذائى فى المقام الأول
ــ علاج داء سيليك لا يعتمد على أدوية إنما هو فى المقام الأول يعتمد على تفادى تناول أى أطعمة تحتوى على الجلوتين خاصة كل المخبوزات المصنوعة من دقيق القمح والشعير. المدهش فى الأمر أن التحسن يحدث بسرعة وبدرجة ملحوظة لكن مع الامتناع تماما عن كل ما له علاقة بالجلوتين فى الخبز، المكرونة، البيتزا، كل أنواع وصنوف الكعك والجاتوه أو أصناف الصلصات التى يدخل الدقيق فى تركيبها مثل البشاميل.
ــ تجنب القمح والشعير يجب أيضا أن يشمل كل ما له علاقة بهما مثل السميد، السمولينا، البرغل، الكسكسى.
ــ يمكن بالطبع استخدام طحين حبوب أخرى مثل حبات البسلة والعدس والفاصوليا والبطاطس والبطاطا بعد تجفيفها.
ــ كل أنواع اللحوم، الدواجن، الأسماك، البيض ومنتجات الألبان، الخضراوات، الأرز، البطاطس، البطاطا كلها خالية من الجلوتين لك أن تختار منها بحرية.
ــ هناك فى الأسواق الآن كل أنواع الدقيق التى لا تحتوى على الجلوتين ومحضرة خصيصا لمرضى سيليك يمكن أن تحل محل دقيق القمح فى تحضير أنواع المكرونة وعجينة البيتزا والخبز.
ــ الاهتمام بأنواع السلاطة وتحضير صلصة مصنوعة فى مطبخ الأسرة فكرة جيدة تضيف رونقا للطعام. 
ــ استخدام أنواع مختلفة من الزيوت كزيت الزيتون أو زيت البندق وعين الجمل وبودرة المستردة والأعشاب كالزعتر والروزمارى المطحون والنعناع إلى جانب الثوم كلها تعطى مذاقا رائعا بعيدا عن الجلوتين ومتاعبه.
ــ مشاركة الأسرة لمريض سيليك فى طعامه أمر يمنحه الكثير من القوة فى مواجهة حرمانه من بعض أصناف الطعام التى قد يفتقر إليها.
ــ تزايد حالات السيليك فى بلادنا تجعل فكرة مجموعات الدعم ضرورة للتوعية بالمرض وأعراضه ومناقشة الخبرات الخاصة بكل مريض وطريقته فى تفادى الجلوتين خاصة الذى لا يعلن عن نفسه صراحة فيختبئ فى بعض المستحضرات الطبية أو الأغذية المعلبة وسابقة التجهيز. لذا فقراءة المعلومات المدونة على كل الأطعمة سابقة التجهيز أمر ضرورى ومهم لتفادى كل أثر للجولتين.

<<< أنبه.. فقد تكون مريضا بداء سيليك وأنت لا تدرى
لك أن تبدأ فى التفكير فى مرض سيليك إذا ما كنت تعانى من تلك الأعراض دون سبب واضح:
ــ إسهال أو إمساك مزمن.
ــ تقلصات الأمعاء واحتجاز الغازات.
ــ نقصان غير مبرر فى الوزن.
ــ أنيميا نقص الحديد.
ــ عقم بلا سبب واضح معروف.
ــ إجهاد مزمن.

<<< فيتامينات ومعادن يجب مراجعتها إذا ما كنت مريضا بداء سيليك:
ــ الحديد
ــ الكالسيوم
ــ التيامين
ــ الرايبوفلافين أعضاء عائلة فيتامين ب المركب
ــ البياسين
ــ الفوليات
ــ الألياف

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك