يبقى الفوز بدوري أبطال أوروبا هدفًا للعديد من الأندية التي تشارك في هذا المحفل الكبير، لكن على الرغم من ذلك فإن تقديم أفضل أداء قد لا يكفي أحيانًا للفوز بهذا اللقب الثمين.

أسماء عديدة وأجيال كبيرة لم تفلح في الفوز باللقب، ورغم ذلك أحبهم الجمهور وأعتبرهم أبطال "غير متوجين" باللقب.

وفي السطور القادمة تستعرض "الشروق" لكم أبرز الأبطال غير المتوجين في دوري أبطال أوروبا رغم موسمهم الكبير وحقبتهم الذهبية:

1- أرسنال اللا هزيمة ( 2002-2006)

فاز أرسنال بلقب الدوري الإنجليزي 2001-2002 وقدم أداء أكثر من رائع، ليخرج المدرب الفرنسي آرسين فينجر ليخبر الصحفيين أنه يريد تحقيق لقب دوري بدون هزيمة ، ماحدث بعد ذلك أن "المدفعجية" خسروا لقب الدوري في الموسم التالي لتسخر منه الصحافة الإنجليزية.

فينجر حقق لقب 2003-2004 بدون هزيمة ليخرس كل الألسنة ، وخلال أربع سنوات كان أرسنال فريقًا من الصعب هزيمته لكنه على المستوى الأوروبي كان سيء الحظ فقد خسر نهائي كأس الإتحاد امام جالاطا سراي التركي بركلات الترجيح عام 2000 ، وخرج من دور الستة عشر (مجموعات ) في دوري أبطال أوروبا موسم 2001-2002 .

أفضل موسم قدمه "الجانرز" خلال تلك السنوات كان 2005-2006 ، حيث وصل الفريق إلى المباراة النهائية بعد أن قهر ريال مدريد في سانتياجو برنابيو ويوفنتوس وفياريال ، ليواجه برشلونة بعشر لاعبين في النهائي الشهير 2006 ، ويخسر بهدفين لهدف ، منذ ذلك التاريخ لم يرتفع صوت أرسنال على المستوى الأوروبي ابدًا ، وكان اقصى إنجاز هو التأهل إلى قبل نهائي موسم 2008-2009

باتريك فييرا ، تيري هنري ، دينيس بيركامب ، فريدي لوينبرج ، روبيرت بيريس ، أسماء لن ينساها التاريخ ابدًا ، وقبل كل هؤلاء ..معقل المدفعجية القديم ( هايبري ) .

2- تشيلسي مورينيو الحقبة الأولى ( 2004-2006)

في 2004 جاء رجلاً مختلفًا تمامًا إلى الكرة الإنجليزية ، إنه البرتغالي جوزيه مورينيو بطل أوروبا 2004 مع بورتو .

هذا الرجل الخبير بالمنافسات الكبيرة كون فريقًا سيظل كل محب لتشيلسي يفتخر به، فعوضًا عن الأسماء الموجودة قبل مجىء مورينيو مثل جون تيري وفرانك لامبارد وكلود ماكليلي وجوديونسون ، أضاف "سبيشال وان" أسماء أخرى مثل الحارس التشيكي بيتر تشيك والجناح الهولندي الطائر اريين روبن والهداف الإيفواري العتيد ديديه دروجبا وبعد ذلك أشلي كول وغيرها من الأسماء .

أول موسم لمورينيو مع تشيلسي وصل فيه الفريق إلى قبل نهائي البطولة ، بعد أن هزم برشلونة ايتو ورونالدينهو وديكو في دور الستة عشر، ثم بايرن ميونيخ بنتيجة 6-5 في مباراتي الذهاب والعودة ، قبل أن يخسر أمام ليفربول 1-0 في أنفيلد.

الموسم التالي شهد خروج تشيلسي من دور الستة عشر بهزيمة أمام برشلونة الذي لم ينسى ثأر الموسم السابق ، وفى 2006-2007 وصل الفريق مجددًا إلى قبل النهائي ليصطدم مرة أخرى بليفربول الذي أذاقه من نفس الكأس.

في سبتمبر 2007 رحل مورينيو عن تشيلسي ليتولى تدريب إنتر ميلان ويفوز معه بلقب 2010 ثم يرحل لتدريب ريال مدريد، ثم عاد مجددًا إلى تشيلسي في 2013 بعد أن كان البلوز قد فاز باللقب في 2012 ، لكن بالتأكيد يبقى تشيلسي مورينيو الولاية الأولى أمتع فريق مثل "البلوز" منذ ثورة ابراموفيتش.

3- فالنسيا 99-2001

بقيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر ، وصل فالنسيا إلى أعلى المراتب على المستوى الأوروبي ، فقد تصدر مجموعة صعبة في موسم 1999-2000 ضمت كلًا من بايرن ميونيخ الألماني ورينجرز الأسكتلندي وايندهوفن الهولندي .

كل ذلك لم يكن صعبًا على فريق ضم الحارس الشهير كانيزارس والمايسترو جايزكا مينديتا والنجم الأرجنتيني كلاوديو لوبيز الذي سجل أحد أفضل أهداف الموسم في شباك ايندهوفن ، وكذلك ميخيل انجولو والنجم الأرجنتيني الأخر كيلي جونزاليس .

تصدر المجموعة لم يكن أخر ما لدى فالنسيا ، فقد واصل الفريق مغامرته في البطولة الأوروبية وهزم لاتسيو الإيطالي ومواطنه برشلونة ليصل إلى النهائي في موعد مع الزعيم ريال مدريد .

خسر فالنسيا بثلاثية نظيفة في باريس ، لكن ذلك لم ينقص من عزيمة أبناء كوبر ، وعاودوا الكرة مرة أخرى ووصلوا إلى نهائي 2001 بعد أن هزموا مانشستر يونايتد وأرسنال وليدز يونايتد لكنهم أصطدموا بركلات الترجيح التي أهدت اللقب لبايرن ميونيخ في سان سيرو.

4- بوروسيا دورتموند 2012 -2013

يورجن كلوب مدرب طموح جدًا ، فقد صنع من ماينز فريقًا عنيدًا في "البوندزليجا " وأعاد تجربته مع دورتموند لكن هذه المرة قلب الطاولة على الجميع فتوج بلقب الدوري مرتين متتاليتين 2011و2012 ، وتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2013 .

مشوار دورتموند في ذلك الموسم أحتل خلاله المركز الأول في مجموعة ضمت ريال مدريد واياكس ومانشستر سيتي ، ثم أخرج شاختار دونتيسك من دور الستة عشر ، ثم ملقا الإسباني وأخيرًا اصطدم بالعملاق ريال مدريد مجددًا .

4-1 هي النتيجة التي خرج بها ريال مدريد من ملعب "سيجنال ادونا بارك" ، 4 كرات في شباك كاسياس من البولندي ليفاندوفسكي الذي جعل من مباراة الأياب في سانتياجو برنابيو مجرد تحصيل حاصل حتى وأن فاز الملكي 2-0 وكان قريبًا من التأهل .

الحارس رومان فايدينفلر والمدافعان ماتس هاملز ونيفين سوبوتيتش ، ماريو جوتزة ، ماركو ريوس ، ليفاندوفسكي ...أسماء لن ينساها التاريخ في سوء الحظ ، لأن ذلك الفريق خسر نهائي دوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ في 2013 .

5- دينامو كييف 1997-1999

من الصعب جدًا على فريق من شرق أوروبا أن يحقق الكثير في بطولة يسيطر عليها الغرب ، لكن دينامو كييف الأوكراني كسر هذه القاعدة بمشاركته الشهيرة في موسمي 1997 -1998 ، 1998-1999.

الموسم الأول كان بداية المفاجأة ، فهذا الفريق هزم برشلونة ذهابًا وايابًا في دور المجموعات وبنتيجتين لم يتمكن من تكرارهم على هذا النحو سوى بايرن ميونيخ في 2013 ، 3-0 في كييف و4-0 في كامب نو !.

هذا الفريق تصدر مجموعته التي ضمت معه أولمبياكوس اليوناني ونيوكاسل الإنجليزي ثم تأهل ليلاقي يوفنتوس الإيطالي الذي فاز عليه 5-1 ذهابًا وإيابًا .

الموسم التالي دينامو كييف واصل فيها مفاجأته ، فقد تصدر مجموعته مجددًا على حساب أرسنال الإنجليزي ولنس الفرنسي وباناثيناكوس اليوناني، ثم كان الإنفجار في دور ربع النهائي على حساب ريال مدريد 3-1 ذهابًا وإيابًا، قبل أن يسقط في قبل النهائي على يد بايرن ميونيخ الألماني.

بجيل ذهبي كان له الفضل في هذا التألق، بقيادة أندريه شفينشنكو وسيرجي روبيروف.

6- ليدز يونايتد 2000-2001

في بداية القرن الحادي والعشرين ، بدأ مصطلح الأربعة الكبار في إنجلترا بالظهور، فقد تألق أرسنال ومانشستر يونايتد في المنافسة على اللقب فيما بينهم، فيما حافظ ليفربول على مكانته وسط الكبار، ونال نيوكاسل إستحسان وتقدير الجماهير، فيما توارى ليدز يونايتد لسنوات خلف هذا المشهد على الرغم من كونه واحدًا من الأسماء الكلاسيكية في عالم الكرة الإنجليزية .

لكن قدوم مدرب اسمه ديفيد أوليري لعب سابقًا في أرسنال غير كل شيء، فقد نافس هذا الفريق بشدة على المراكز الأولى في الدوري ، وحقق المركز الثالث على حساب ليفربول في موسم 1999-2000 ، ليتأهل إلى دوري أبطال أوروبا.

موسم تاريخي قدمه ليدز يونايتد، فقد وقع في مجموعة صعبة للغاية رفقة ميلان وبرشلونة وبشكتاش التركي، لكن رغم كل ذلك فقد تأهل كثاني المجموعة وبفارق نقطتين فقط عن ميلان المتصدر.

في ذلك الوقت كان دور الستة عشر يقسم إلى أربع مجموعات، ورغم ذلك نجح ليدز في التأهل إلى دور ربع النهائي بعد إحراز المركز الثاني في مجموعة ضمت ريال مدريد وأندرلخت ولاتسيو.

الفريق الذي ضم مواهب رائعة مثل الأسترالي هاري كيويل ومواطنه مارك فيدوكا واللاعب الشاب الان سميث وزميله لي بوير والحارس نايجل مارتن والمدفعجي ايان هارت ، تمكن من الفوز على ديبورتيفو لاكرونيا في دور ربع النهائي ، لكنه أصطدم بطموح فالنسيا الذي اخرجه من قبل النهائي .

قصة ليدز حزينة للغاية ، فبعد ثلاث مواسم من هذا الإنجاز ، هبط الفريق إلى الدرجة الأولى ومنذ ذلك الوقت لم يعد إلى "البريمير ليج".

7- أتلتيكو مدريد 2014-2016

من بين كل الأندية التي لم توفق في الظفر بلقب دوري أبطال أوروبا، كانت قصة أتلتيكو مدريد صعبة للغاية ، فقد ذاق هذا الفريق من الكأس التي شربها فالنسيا سابقًا ولكن الفريق الثاني في العاصمة الإسبانية خسر من نفس الفريق في النهائي مرتين .

أنه ريال مدريد المسيطر على الكرة الأوروبية ، فقد خسر أمامه اتلتيكو في نهائي 2014 بعد أن كان متقدمًا حتى الدقيقة 93 ، ثم خسر أمامه في نهائي 2016 في سان سيرو بركلات الترجيح وبضربة جزاء ضاعت اثناء اللقاء لنجمه الفرنسي جريزمان .

سيميوني صنع فريقًا شجاعًا من لا شيء، فقد جاءت أسماء مثل دييجو جودين ودييجو كوستا وجريزمان وأردا توران وغيرها من الأسماء لتسطر تاريخًا جديدًا في كرة القدم الأوروبية، ولازال أتلتيكو اسمًا لا يرغب أحد في مواجهته في كل دور، لقد نجح سيميوني في صنع فريقًا مرعبًا.