أثار قرار مجلس كلية الزراعة بجامعة أسيوط بشأن السماح لخريجى الكلية من الحاصلين على تقدير مقبول الالتحاق بالدراسات العليا نظام الساعات المعتمدة للمرة الأولى فى تاريخ الكلية، حالة من الجدل بين عدد كبير من أساتذة الجامعات بين رافض ومؤيد.

بينما اعتبر رافضو القرار أنه سيهبط بالمستوى العام لطلاب الدراسات العليا فى جميع التخصصات ويقلل من جودة التعليم، أكد مؤيدوه، أن من بين الطلاب الحاصلين على تقدير «مقبول» أصحاب عقول أفضل من زملائهم الحاصلين على تقدير الامتياز.

من جهته، أوضح عضو حركة 9 مارس بجامعة القاهرة، الدكتور هانى الحسينى، أن القانون واللائحة الخاصة بالكلية تعد المحدد للتقديرات فى الدراسات العليا، والقرار قرار مجلس الكلية وليس لنا حق التعقيب عليه، مؤكدا على ضرورة الاعتداد بمسئولية المجالس الجامعية كأصحاب القرار، لافتا إلى انه من المؤكد أن القرار تمت دراسته جيدا قبل اتخاذه.

وأشار «الحسينى»، فى تصريحات لـ«الشروق»، إلى إرسال الحكومة قبل سنوات خطابا إلى الكليات تطلب فيه تخفيض شرط الالتحاق بالدراسات العليا من جيد إلى مقبول فى عدة تخصصات، إلا أن بعض الكليات رفضت الطلب والبعض الآخر استجاب.

من جانبه، أكد عميد كلية الزراعة بجامعة أسيوط، حسام الدين عبدالرحمن، أن قرار الساعات المعتمدة جاء وفق المذكرة المقدمة للمجلس الأعلى للجامعات والتى وافق عليها فى جلسته المنعقدة أخيرا بشأن اعتماد جميع الطلاب الحاصلين على درجة بكالوريوس الزراعة بجميع الأقسام، موضحا أن كلية الزراعة تعتبر أول كلية فى جامعة أسيوط تعتمد نظام الساعات المعتمدة بالدراسات العليا.

وأضاف «عبدالرحمن»، لـ«الشروق»، أن الطالب الحاصل على تقدير مقبول يدرس فى نظام «الكورسات المكملة» بمواد التخصص التى يرغب فى تسجيل الماجستير بها لمدة لا تقل عن فصل دراسى كامل فى مادة أو مادتين قبل تسجيله للدراسات العليا، لافتا إلى أن هذه الفرصة لخريجى كلية الزراعة تأتى لتنمية قدراتهم العلمية والتعليمية بما يتواكب مع العصر الحديث.

ورصدت «الشروق» احتدام الجدل بين عدد من أساتذة الجامعات المؤيدين والرافضين للقرار عبر صفحة «جروب أساتذة الجامعات» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».

وانتقد أحد الأساتذة القرار قائلا: «لا يوجد مكان محترم فيه تعليم محترم مبيحطش شروط للتسجيل للتعليم فوق الجامعى، وادخلوا على الجامعات فى أى دولة تعليمها محترم فى العالم وشوف متطلبات درجة الماجستير والدكتوراه إيه».

وأضاف عضو هيئة تدريس آخر، كيف لطالب لم يستطع خلال أربع أو خمس سنوات دراسية فى مواد مختلفة مع أساتذة مختلفين الحصول على تقدير جيد على الأقل أن تظهر عبقريته فجأة عندما يصبح تحت إشراف أستاذ واحد، مشيرا إلى أن القرار يعد أمرا يدعو إلى الريبة لا الدهشة».

وأضاف عضو هيئة تدريس آخر، «عينى عليكى يا بلد، التعليم اللى المفروض يرفعك هيجيبك الأرض، إزاى أساوى واحد مجتهد بواحد مبيفكرش يبص فى الكتاب غير ليلة الامتحان؟».

وأشار أحد أعضاء هيئة التدريس، إلى أن نظام الساعات المعتمدة أدى إلى الهبوط بالمستوى العام لطلاب الدراسات العليا فى جميع التخصصات كما تسبب فى ضياع جودة التعليم وإصابها فى مقتل، لافتا إلى أنه من خلال تعامله مع عدد من الطلاب الحاصلين على تقدير مقبول تبين أن لديهم قدرات عقلية أفضل بكثير من الحاصلين على الامتياز.