الرسول كان نبيا ورئيس دولة في الوقت ذاته
علق الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على ما صرح به الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن العقلية التي ينبغي أن يكون عليها الداعية، قائلًا: «هذه قناعة ثابتة وراسخة، وقد يقبل من القانوني أن يحدثك في القانون فقط، لكن رجل الدين الذي يريد أن يتصدى للقضايا الكبرى، دفاعًا عن دينه، لا بد أن يكون صاحب عقلية جامعة».
وأضاف «جمعة»، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «90 دقيقة»، المذاع عبر فضائية «المحور»، مساء أمس الثلاثاء، أن قضايا العصر ومستجداته تتطلب من رجل الدين أن يكون ملمًا بهذه القضايا حتى تسمع رأيه فيها، متابعًا: «رجل الدين مطلوب أن تسمع منه في قضايا الطب الحديث».
وتابع: «ممكن تسأل واحد عن الحكم الشرعي الموت الإكلينيكي أو نقل الأعضاء، فيقولك حلال أو حرام، لكن لما تسأله إيه هو الموت الإكلينيكي والعملية دي بتتم إزاي، لا يفقه عنها شيئًا»، لافتًا إلى ضرورة أن يلم رجل الدين بأساسيات الثقافة الطبية حتى يستطيع أن يدلي بالرأي الفقهي بشأنها.
وعقب: «هو لم يدخل البورصة في حياته، ولا يعلم آليات عمل البورصات ولا تكوينها، ولا آليات عمل البنوك، ولا أي شيء عن تفاصيل المعاملات، كالأسهم والسندات وأذون الخزانة، فكيف يفتي في شؤون المعاملات الاقتصادية؟».
وأكد على ضرورة أن يكون الداعية ملمًا بعقلية جامعة، فالشرع جاء لمصالح البلاد والعباد، وقد انبثق القانون عنه، مشيرًا إلى أهمية فك الإشكالية والتفريق بين العقائد والعبادات وبين المعاملات ونظام الدولة، التي تبنى على العرف والعادة.
وأوضح أن الرسول كان «نبيًا ورئيس دولة في الوقت ذاته»، ولهذا جاءت بعض أحكام الرسول بصفته رئيسًا للدولة، للتصرف في أمور الدنيا، مشيرًا إلى الحديث القائل: «من أحيا أرضًا ميتة فهي له»، والذي يعتبر دليلًا على اعتبار الرسول رئيسًا للدولة.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد دعا خلال احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، إلى إلحاق شباب العلماء والدعاة بالأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل وإعداد القادة، مشددًا على أهمية أن يكون رجل الدين ملمًا بالعلوم الأخرى.