• الأسعار ليست فى متناول الجميع.. والتجار يرجعونها لغلو أسعار الخامات

• تاجر: مواطنون يشترون قطعة حلوى واحدة لأبنائهم

• الغرفة التجارية: ارتفاعات بنسبة 30% لزيادة فاتورة الاستيراد ..واضطررنا لتصغير حجم القطع لتناسب محدودى الدخل

لجأت كثير من الأسر المصرية هذا العام إلى التفكير ألف مرة قبل شراء علب حلوى المولد، التى ارتفعت أسعارها بنسبة تراوحت بين 20% و30% تأثرا بارتفاع فاتورة استيراد المواد الخام اللازمة فى صناعة الحلوى من الخارج، وارتفاع أسعار مواد خام محلية، ولأسباب أخرى تتعلق برفع أسعار كثير من السلع بشكل عام.

هذا العام، اضطرت أسر كثيرة سألتها «الشروق» عن الكميات التى اشترتها من حلوى المولد، إلى تقليل كميات الحلوى التى كانوا يشترونها كل عام، واضطرت محال لتصغير حجم بعض أقراص الحلوى تماشيا مع رفع أسعارها. هذا العام أيضا وقف مواطنون أمام فاترينات عرض الحلوى فى وسط البلد، تراقصت أمامهم لمبات المحال والإعلانات، لكن وميض الأسعار المرتفعة خطف أبصارهم بعيدا عن بهجة الشراء، واكتفوا بالفرجة ورحلوا.

قال محمد سعد صاحب محل بالجيزة: ارتفعت أسعار حلوى المولد النبوى الشريف هذا العام بنسبة كبيرة، تأثرا بارتفاع أسعار السمسم والحبوب والمكسرات وباقى الخامات التى تصنع منها حلويات المولد، لذا نقوم بتصغير حجم القطع لتوافق أذواق الزبائن وتخفيض الأسعار فى الوقت نفسه، خصوصا فى جوز الهند والملبن والفخفخينة وهى من الملبن المحشو بالنوجة والسمسمية.

وأضاف سعد: تبدأ العلب الصغيرة من 20 جنيها والعلبة اللوكس يصل سعرها إلى 60 جنيها والعلبة العادية سعرها 45 جنيها، وتتكون العلب من تشكيلة تشمل أقراص السمسمية والحمصية والفولية والدومية والبسيمة والملبن، وبعض الزبائن من الفقراء يأتون ليأخذوا بالقطعة حتى لا يحرموا أطفالهم من المولد، ونراعى ذلك أثناء بيعنا لهم.

مصطفى على، صاحب محل بمنطقة الدقى، يقيم كل عام شادرا لبيع حلوى المولد أمام المحل، يقول: أعمل فى هذه الحرفة أبا عن جد، وباقى أيام العام نعمل فى تصنيع وبيع الحلاوة الطحينية، وهذا العام الإقبال ضعيف جدا على شراء الحلوى، فقد ارتفعت أسعار الخامات المستخدمة فى صناعة الحلوى.

ويضيف: سعر قرص السمسم كان فى العام الماضى 7 جنيهات، وصل هذا العام إلى 9 جنيهات، وكذلك جوز الهند والملبن السادة كان سعره العام الماضى جنيها ونصف الجنيه للقطعة، وصل هذا العام إلى جنيهين، ووصلت أقراص اللوز هذا العام إلى 9 جنيهات بعد أن كانت العام الماضى تباع بـ6 جنيهات للقرص.

وتابع مصطفى: الجديد هذا العام الملبن بالشيكولاتة هو آخر الابتكارات وهو معجون بالكاكاو ومغلف بالشيكولاتة الفارماسيل، ويصل سعر الكيلو منه إلى 12 جنيها والملبن المحشو بالمكسرات سعر الكيلو 27 جنيها، وكذلك النوجة السورى وهى قطع صغيرة مقسمة إلى أربع أجزاء بها سمسم ونوجة وقمر الدين يصل سعر الكيلو منها إلى 13 جنيها، وسعر العلبة اللوكس وصل إلى 100 جنيه، ولدينا علب صغيرة تبدأ من 15 جنيها، وبها عينات بسيطة يقبل عليها الزبائن محدودة الدخل.

وقال ياسر أحمد مدير أحد محال بيع حلاوة المولد الشهيرة فى وسط البلد إن الإقبال هذا العام بمناسبة عيد المولد النبوى الشريف ضعيف جدا مع ارتفاع أسعار الخامات، لذلك فالزبائن تأخذ نصف الكميات التى اعتادت عليها كل عام بمجرد اقتراب المولد النبوى. وتابع: هناك زبون يشترى علب لوكس لبيته ولأولاده فى بيوتهم، حيث وصل ارتفاع الأسعار إلى 30% على العام الماضى، وهناك زبائن ينظرون إلى فاترينات العرض والأسعار من الخارج، ولا يدخلون للشراء؛ لذا قللنا الكمية المصنعة اكتفاء بحجم الطلبيات الضعيفة، وحاولنا أن نصل إلى أسعار متوسطة فى المولد النبوى لإرضاء جميع الأذواق.

أسعار المحل، وفقا له، تشمل علب لوكس بسعر 110 جنيهات، وعلبة بسعر 25 جنيها تحتوى على قرص حمص وسمسمية وعلف كيزان ومقصوصة وفولية وسميمية وفندام فواكه ودومية فول سودانى وملبن جيلى وفخفخينة وهريسة وجوز هند ونوجة، لكن كل المميزات الأخرى وبالذات «الفواخر» التى تحشى بالمكسرات فتعد للعلب اللوكس الفاخرة لأننا نحاول إرضاء جميع الأذواق.

واشتكت منال عبدالجواد، موظفة بإحدى المديريات التابعة لمحافظة الجيزة: حلاوة المولد هذا العام أسعارها مرتفعة، ويسرى هذا الارتفاع على جميع المنتجات، وليس على حلويات المولد النبوى الشريف فقط، لذلك قمت بتقليل الكمية عن العام الماضى حتى لا نحرم نفسنا من العادات الجميلة للاحتفال بالمولد النبوى الشريف.

كما اشتكت هيام حسنى ربة منزل بمنطقة بين السرايات من الأسعار هذا العام، قائلة إنها مرتفعة جدا، وأغلب الناس يعجزون أمام هذه الارتفاعات المستمرة فى كل السلع، ومن كان يشترى أكثر من علبة سيشترى علبة واحدة.

وقال مؤمن عبدالله، وهو محاسب ورب أسرة: جئت أنا وزوجتى من بولاق الدكرور لنشترى الحلوى الخاصة بذكرى المولد النبوى الشريف من الجيزة؛ لأن المحال فى بولاق أغلى من هنا، واشتريت لى ولوالدتى وحماتى ووجدنا الأسعار ارتفعت بشكل كبير جدا على العام الماضى، فاشتريت نصف الكمية تقريبا لكل بيت؛ بسبب ارتفاع الأسعار، أما بالنسبة للحلوى الغالية مثل الجوزية واللوزية وغيرها فنتفرج عليها فقط «من بعيد لبعيد».

من جانبه، قال صلاح العبد، رئيس شعبة الحلويات باتحاد الغرف التجارية، إن الأسعار تشهد ارتفاعا مقارنة بالعام الماضى، تأثرا بارتفاع تكاليف الإنتاج والزيادة الموجودة فى الفاتورة الاستيرادية، خاصة بعض المواد الخام مثل السكر، الذى وصل سعر الطن فيه إلى 4300 جنيه.

وأضاف العبد أن أسعار بعض أنواع المكسرات شهدت ارتفاعات بنسبة كبيرة، مثل السمسم، والذى ارتفعت أسعاره من 14 إلى 23 جنيها خلال العام الجارى، ووصل سعر الحمص إلى 22 جنيها بدلا من 13 جنيها خلال العام الماضى والفستق وصل سعره إلى 180 جنيها للكيلو، نتيجة تعثر عمليات استيراده من سوريا، منوها إلى أن أغلب أنواع المكسرات يتم استيرادها من تركيا.

وأرجع العبد الزيادة فى الأسعار لهذا العام لارتفاع سعر الدولار خلال الأشهر الماضية مما جعل المستوردين يقومون بالاستيراد بأسعار مرتفعة وأيضا وارتفاع أسعار الخامات والمكسرات والسمسم والدقيق التى تصنع بها حلوى المولد فى الأسواق العالمية، خاصة أن نسبة المستورد فى المنتج النهائى تصل لـ90% من خامات الإنتاج.