افتتاح المسرح القومى مبهر أم متواضع؟ - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:31 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

افتتاح المسرح القومى مبهر أم متواضع؟

المسرح القومي
المسرح القومي
كتب ــ أحمد السنهوري:
نشر في: الأحد 21 ديسمبر 2014 - 8:29 م | آخر تحديث: الأحد 21 ديسمبر 2014 - 8:29 م

انقسام بين رواد حفل الافتتاح.. الاستبداد السياسي والتطرف الديني أعداء للإبداع المسرحي

محلب يدعو الفنانين لاستمرار العطاء ويوقع أول طابع تذكاري لبداية العمل بالمسرح

وأخيرًا.. رفع الستار عن المسرح القومي بعد سنوات من الانتظار والترقب والحزن والوعود وتعاقب المسؤولين ووزراء الثقافة والأنظمة الحاكمة.

افتتح المسرح القومي، مساء أمس، في احتفالية وصفها البعض بالمبهرة والراقية لما تضمنته من تنظيم عالي المستوى، بينما أكد البعض الآخر أنها متواضعة لا ترقى لمستوى ومكانة وعراقة المكان في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه المزيد من الإبهار.

استطاع المهندسون المختصون في ترميم الأجزاء التاريخية بالمسرح أن يعيدوا له طابعه القديم بما يحتويه من نقوشات إسلامية رائعة بدت وكأنها لم تتغير منذ إنشاء المسرح خاصة حوائط وجدران القاعة الرئيسية فضلا عن نجفة القاعة الرئيسية التي أثارت إبهار الحضور لما تحويه من كريستالات قيمة بلغت نحو 80 ألف كريستالة، غير أن المبنى الإداري المواجه للبوابة الرئيسية أثار استياء بعض الحضور بسبب كسائه بالزجاج العاكس مما دفعهم لتشبيهه بالقرية الذكية.

قبل بداية الحفل وقف الفنان فتوح أحمد، أمام بوابة المسرح الرئيسية؛ لاستقبال ضيوف الحفل من الفنانين والمكرمين، بينما حرصت الفنانة الشابة لقاء سويدان على استقبالهم داخل القاعة الرئيسية ابتداء من البوابة الخلفية وحتى الكرسي المخصص لكل فنان، وكانت فرقة الطبل البلدي والمزمار في استقبال الحضور في حديقة المسرح حتى الوصول إلى المبنى الرئيسي لتستقبلهم فرقة العزف المنفرد للمايسترو صلاح غباشي.

بمجرد وصول المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، ووزير الثقافة الدكتور جابر عصفور إلى مقر المسرح، قاما بجولة تفقدية فيه شملت المبنى الإداري والمتحف الذي يحتوي على مقتنيات المسرح ونجوم الزمن الجميل التي نجت من التهام النيران أثناء الحريق؛ منهم الفنانون «إسماعيل ياسين وعلي الكسار وزكي طليمات ويوسف وهبي وعبد المنعم إبراهيم وكرم مطاوع وغيرهم».

وما أن استقر محلب وعصفور داخل الصالة الرئيسية للمسرح حتى عزف السلام الجمهوري ثم عرض فيلم وثائقي أعده المركز القومي للسينما يتحدث عن تاريخ المسرح منذ تأسيسه في عهد الخديوي إسماعيل وحتى إعادة تطويره على يد الزعيم طلعت حرب، وتأسيس فرقة أولاد عكاشة، ثم فرقة سلامة حجازي، وحتى حريقه المأساوي عام 2008 وانطفاء أنواره على مدى 6 سنوات كاملة.

وأكد الدكتور جابر عصفور في حديثه للحضور على أهمية المسرح القومي باعتباره منارة الفن الأولى وإشعاع الحضارة والثقافة المصرية على مر العصور، وقال: كان لاهتمام الحكومة الحالية بضرورة الإسراع في افتتاح ذلك المنبر الثقافي المهم فضلا كبيرا فيما أحدثه المسؤولون من إنجازات في وقت قياسي تسبب في أن يفتتح المسرح القومي نهاية 2014، وهو العام الذي تولى فيه المشير عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر.

وأضاف عصفور أن هذا المشروع لا يقل أهمية عن مشروع حفر قناة السويس الجديدة التي تنفذ أيضًا في وقت قياسي بأموال وبأيادٍ مصرية خالصة، مشيرًا إلى أن اهتمام الدولة بالثقافة في الوقت الراهن دفع رئيس الوزراء لمضاعفة ميزانية وزارة الثقافة في العام المالي القادم حتى نتمكن كمصريين من أن نعود إلى صدارة المشهد الثقافي والفني كما كنا على مر العصور، وحتى يتسنى للشباب أن يبرزوا طاقاتهم الفنية والثقافية من خلال تلك القنوات والمسارح والمؤسسات.

وأشار عصفور إلى أن للمسرح عدوين رئيسيين هما الاستبداد السياسي والتطرف الديني، مؤكدًا أن الشعب المصري الأصيل استطاع أن يتخلص من العدو الأول عقب ثورة 25 يناير ومن العدو الثاني عقب ثورة 30 يونيو، بينما يبقى التحدي قائمًا حتى يستطيع المسرح أن يسترد كامل إرادته وحريته اللامتناهية؛ لأن المسرح بطبيعته يدعو للحوار بين كل الأطراف واحترام الرأي الآخر، وهو ينضم لكتيبة المحاربين ضد الإرهاب باعتباره شعلة للتنوير. ثم شكر القوات المسلحة على دورها في حماية مصر من الإرهاب واختتم حديثه بـ«تحيا مصر».

«بسم الله نفتتح المسرح القومي» قالها المهندس إبراهيم محلب، قبل تكريمه لرموز المسرح العريق، وبعد أن طالب وزير الثقافة بشكر المهندسين المشرفين على المشروع والعمال مما دفع عصفور لمداعبته قائلا «طبعا مهتم بالمهندسين عشان أنت مهندس».

ثم قام محلب بتسليم دروع المسرح القومي للمكرمين أشرف عبد الغفور وحسن يوسف وحسين فهمي ورشوان توفيق وسميحة أيوب وسمير العصفوري وسميرة عبد العزيز وسهير المرشدي وعايدة عبد العزيز وعبد الرحمن أبو زهرة وعزت العلايلي وفردوس عبد الحميد ومحسنة توفيق ومحمد وفيق ومحمود الحديني ومحمود ياسين ونبيل الحلفاوي ونور الشريف ويحيى الفخراني.

ثم طبع المهندس محلب طابعًا تذكاريًّا إعلانًا بانطلاق أول أيام العمل الرسمي بالمسرح القومي. وقال كلمة قصيرة أكد فيها على ضرورة الاهتمام بالفن باعتباره القوة الناعمة التي تؤثر في نهضة ونمو المجتمعات من خلال رسائله السامية موجها التحية للحضور ومطالبًا إياهم بالاستمرار في مسيرة العطاء التي أثروا مصر بها على أن يساعدوا الأجيال الصاعدة في تسلم الراية ومواصلة المشوار.

عرض «وبحلم يا مصر» تأليف نعمان عاشور وبطولة على الحجار ومروة ناجى وإخراج عصام السيد لم يكن جاهزا للعرض بينما دعا عصفور الجميع لحضور افتتاحه 28 القادم كأول عرض يقدم على خشبة القومي بعد تجديده.

المكرمون في لحظة العمر

يحيى الفخراني: سعيد بالتكريم وبعودة «أبو المسارح».. وأنتظر الوقوف على خشبته

رجاء حسين: قضيت به أجمل سنوات عمري

محمود ياسين: أعاد لنا ذكريات أيام طويلة طالما قضيناها في أروقة المسرح

«الشروق» التقت المكرمين عقب انتهاء الحفل؛ حيث أعرب الفنان يحيى الفخراني عن سعادته الغامرة بعودة «أبو المسارح» القومي إلى العمل وبتكريمه على الرغم من أنه ليس من أبناء القومي، وتذكر الفخراني جانبًا من كواليس عرضه الشهير «الملك لير» الذي قدمه على القومي قبل حريقه قائلا: كانت أيامًا جميلة جدًّا أتمنى أن تعود في أقرب وقت برواية قوية تحمسني لأن أعود للوقوف على خشبة القومي مرة أخرى كما يتمنى كل فنان في مصر، كبيرًا كان أم صغيرًا.

فيما أعربت الفنانة رجاء حسين عن مكانة القومي في قلبها وقالت: اليوم سعادتي لا توصف بعودة بيتي الكبير والذي عشت في كل زاوية من زواياه أجمل سنوات عمري، وأضافت: بدأت أعمالي المسرحية كمحترفة على خشبة مسرح الريحاني في أواخر الخمسينيات بمسرحية «كفر البطيخ» ومسرحية «الجسر» و«كوبري الناموس» وأخيرًا مسرحية «سكة السلامة» تأليف الفنان سعد الدين وهبة، ثم انتقلت إلى المسرح القومي ولكني واجهت الكثير من النقد من قبل الصحافة والنقاد الفنيين؛ لأنني كنت الممثلة الصغيرة الوحيدة في المسرح القومي بين نجوم الفن الكبار، حسين رياض وأمينة رزق وميمي شكيب وماري منيب، ولكن التحدي الذي وضعني فيه ذلك النقد جعلني أصر على النجاح وصناعة اسمي ومكانتي بين هؤلاء العمالقة.

فيما أكد الفنان محمود ياسين على أن أساس الرقي والتاريخ والحضارة والتطور في مصر تكمن كلها في هذا المسرح العريق الذي يحمل في جنباته رائحة العظمة والمجد الفني الذي لا يوازيه أي مكان في العالم العربي وربما في العالم كله، وتابع: أنا سعيد جدًّا وفخور بهذه العودة الرائعة وبهذا الحفل المبهر الذي أعاد لنا ذكريات أيام طويلة طالما قضيناها في أروقة المسرح الذي أعتبره أساس كل الحياة والقيم العليا والخير في أي مجتمع.

الفنانة المعتزلة شهيرة، زوجة الفنان محمود ياسين، إحدى المكرمات، ظهرت في الحفل بإطلالة رائعة أثارت إعجاب الحضور، وقالت «للشروق» عقب انتهاء الحفل: المسرح بالنسبة لنا جميعًا كعائلة فنية له مقدار كبير وعظيم، فهو البيت الذي نعيش في كواليسه أيامًا كثيرة قد تفوق الأوقات التي نقضيها في منازلنا، وواصلت شهيرة: تكريم المسرح القومي لزوجي الفنان محمود ياسين في هذا اليوم التاريخي وسام نضعه جميعًا على صدورنا؛ لأنه كان بحق أحد عشاق هذا المسرح العريق وواحد من أهم الفنانين الذين قدموا على خشبته عروضًا عالمية أذكر منها مسرحية «وطني عكا» و«عودة الغائب» و«واقدساه» و«سليمان الحلبي» و«الخديوي» و«الزير سالم» و«ليلة مصرع جيفارا» و«ليلى والمجنون» وغيرها الكثير من العروض التي توصف بالعالمية.

حضر الحفل من الفنانين ليلى طاهر وإلهام شاهين وماجد الكدواني وخالد النبوي وشريف منير وأحمد عبد العزيز وصابرين وأحمد بدير وأحمد راتب وجلال الشرقاوي وخالد جلال وسامح حسين وحنان مطاوع ومحمد أبو داود وأحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، والشاعر فاروق جويدة ومحمد أبو سعدة والدكتورة هدى وصفى، رئيسة مركز الهناجر سابقًا.

ومن السياسيين عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، ووزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، وعادل لبيب، ونقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد.

وأعرب الفنان رشوان توفيق عن سعادته بالتكريم الذي وصفه بالمهم الذي جاء في وقته؛ لأن الفنان دائمًا ما يحب أن يقدر فنه وعطاؤه كل من حوله، خاصة أن هذا التكريم جاءه من المسرح القومي الذي يعتبره بيته الكبير الذي ترعرع في أروقته بين العروض المسرحية العلمية والبروفات التي استغرقت من عمره الكثير، خاصة عرض «هاملت»، الذي شارك فيه قبل الحريق مع الفنانة ليلى طاهر وفتحي عبد الوهاب وأحمد مراد وريهام عبد الغفور.

كما أكد الفنان محمد وفيق أنه كان ينتظر افتتاح المسرح بفارغ الصبر، وقال: لم أكن أتوقع أن أكون من المكرمين اليوم ولكني فوجئت باتصال الفنان فتوح أحمد ليخبرني بأنني أحد المكرمين في الحفل وهو ما جعلني سعيدًا بذلك التقدير الذي طالما انتظرته طويلا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك