3 أخطاء تاريخية في فيلم «American Sniper» تشوه حقيقة الحرب على العراق - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:57 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

3 أخطاء تاريخية في فيلم «American Sniper» تشوه حقيقة الحرب على العراق

جانب من فيلم القناص الأمريكي
جانب من فيلم القناص الأمريكي
لينة الشريف
نشر في: الخميس 22 يناير 2015 - 2:02 م | آخر تحديث: الخميس 22 يناير 2015 - 2:02 م

بدأ عرض فيلم «القناص الأمريكي American Sniper» في دور العرض المصرية، الذي يحكي قصة القناص الأمريكي كريس كايل، الذي شارك في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ولكن هل يروي الفيلم القصة الحقيقية للحرب؟

يقول بطل الفيلم «برادلي كوبر» إن الفيلم «ليس نقاشًا سياسيًا عن الحرب»، ولكن يقول زاك بوشامب، في مقال على موقع Vox، إن المشاهدين يستمعون إلى رواية سياسية عن الحرب على العراق، وهي تحرف حقيقة الحرب.

ويسرد بوشامب 3 أخطاء توضح تشويه حقيقة الحرب على العراق:

الفيلم يشير بشكل خاطئ إلى أن أمريكا اقتحمت العراق بسبب أحداث 11 سبتمبر

في الفيلم، يظهر من البداية أن مهمة كريس كايل العسكرية استجابة للإرهاب، فهو ينضم للجيش بعد تفجيرات القاعدة للسفارات الأمريكية في كينيا وتنزانيا في 1998، كما نرى ردود أفعاله المذهولة هو زوجته تجاه أحداث 11 سبتمبر، ثم فجأة نجد كيلي في الحرب على العراق.

يقول بوشامب، إن الفيلم لا يحتوي على أي إشارة للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أو أسلحة الدمار الشامل، الفيلم يشير إلى أن الحرب على العراق كانت استجابة مدروسة لأحداث 11 سبتمبر.

ويوضح بوشامب أن الحرب على العراق في الواقع لم تكن بسبب 11 سبتمبر، والأهم أنه اتضح عدم وجود أسلحة الدمار الشامل العراقية، التي كانت أساس الحرب، مضيفًا أن الفيلم يشير إلى أن أحداث 11 سبتمبر لم تمنح أمريكا خيارًا سوى غزو العراق، وأن الغزو الأمريكي عام 2003 كان شيئًا حدث للأمريكيين، وليس باختيارهم.

يستكمل بوشامب «يوضح كايل مرارًا وتكرارًا أنه يحارب لحماية أسرته، مما يشير مجددًا إلى أن الغزو كان دفاعًا وقائيًا ضروريًا ضد الإرهابيين العراقيين، على الرغم من أنه لم يكن هناك أي تهديد بالفعل».

الفيلم يصور الحرب ردًا للقاعدة، في الواقع العكس هو الصحيح

في رواية الفيلم، تبدأ الحرب على العراق مع مهمة كايل الأولى ضد تنظيم القاعدة في العراق، وعلى مدار أربع جولات، يحارب كايل عددًا من المنضمين الأشرار للتنظيم.

ويُترك المشاهدون مع انطباع أن الحرب على العراق كانت ضد القاعدة في البداية، وكان القتال خاصة ضدهم، ولكن يقول بوشامب، إن الواقع هو أن العراق أصبحت بؤرة لعمليات القاعدة، ولكن ذلك لم يحدث سوى بعد الغزو، وفي الواقع كان الغزو والاحتلال الأمريكي الفاشل هو ما سمح بهذه الأرض الخصبة، حسب وصف بوشامب.

يقول بوشامب، إن الفيلم يصور الغزو الأمريكي ضربة صالحة ضد شر القاعدة، بينما في الحقيقة كان الغزو واحدًا من أفضل الأشياء التي حدثت للقاعدة، ومن ثم الفيلم لا يتجاهل هذا التاريخ، ولكنه يشوهه بنشاط.

الفيلم يصور العراقيين «متوحشين» وإرهابيين معظمهم من الأشرار

يرى بوشامب، أن الرواية تصور الحرب كمسرحية أخلاقية: هناك إرهابيون أشرار، ويحتاج كريس كايل لقتلهم. وفي كلمة توضح سياسة الفيلم يقول والد كايل، إن هناك ثلاث أنواع من البشر: الأغنام، والذئاب التي تفترسهم، وكلاب الراعي التي تحميهم، ويوضح لابنه أن العائلة لا تقوم بتربية أي أغنام، وأنه سيعاقبه إذا أصبح ذئبًا، وهذا يعني أن كايل كلب الراعي، وهو وزملاؤه رجال صالحون يقومون بقنص الإرهابيين.

ويشير كايل مرارًا وتكرارًا إلى العراقيين، أنهم «متوحشون»، ولا يبذل الفيلم أي جهد لإثبات خطأه، ويظهر طفلان من أصل ثلاثة في الفيلم وهما يحملان الأسلحة، على الرغم من أن أحدهما يتركه قبل إطلاق النار، بينما يتعرض الثالث للتعذيب على يد رجل عراقي.

يقول بوشامب، إن آلاف العراقيين قتلوا أثناء محاربة القاعدة، ولم تكن ستنجح هزيمة القاعدة إذا لم تحدث صحوة الأنبار في 2005، حيث حمل العديد من المجتمعات المحلية العراقية في بؤر القاعدة، الأسلحة لاستئصال التنظيم.

كما يتجاهل الفيلم واحدة من أبشع وأهم جوانب الفيلم، وهو الانقسامات بين السنة والشيعة في العراق، اللذين حاربا أمريكا وحاربا بعضهما البعض أيضًا، مما أدى إلى الحرب الأهلية.

يتفهم بوشامب عدم رغبة فيلم أمريكي الخوض في السياسة الطائفية، ولكن بدلًا من مجرد تجنب الصراع الطائفي في العراق، يسرد الفيلم رواية أن الحرب كانت عن مواجهة أمريكا للقاعدة، وهو الأمر غير الصحيح والمضلل.

الآثار الخطيرة لتشوهات الفيلم

يقول بوشامب، إنه بمجرد أن وضع الفيلم الغزو كاستجابة صالحة لأحداث 11 سبتمبر، وهو الأمر الخاطئ، وأن الحرب نفسها معركة ضد إرهابي القاعدة الأشرار، بينما الحقيقة أكثر قتامة بكثير، فهو بذلك يحمل هذا السرد إلى نهايته المنطقية وهي أن «معارضة حرب العراق، أو التأييد غير الكافي لمجدها، هو بمثابة خيانة».

يرى بوشامب، أنه بدون استكشاف لماذا يقاتل العراقيون، الأخطاء الأمريكية و دينامية الطائفية السنية الشيعية، لا يمنحنا الفيلم أي مصادر لرؤية ما وراء منظور كايل عن «الخير في مواجهة الشر»، مضيفًا أنه في الفيلم، لا تبدو الحرب على العراق سوى مجرد حرب ضد القاعدة، وأن الضحايا الوحيديين هم الجنود الأمريكيون.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك