فورن بوليسي: السيسى.. المرشح في متاهته - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فورن بوليسي: السيسى.. المرشح في متاهته

بوابة الشروق
نشر في: الخميس 24 أبريل 2014 - 7:39 م | آخر تحديث: الخميس 24 أبريل 2014 - 7:39 م

نشرت مجلة "فورن بوليسي" مقالا مطولا بقلم مراسها فى القاهرة، إريك تراجير، عنونته «المرشح فى متاهته»، واستهل الكاتب الموضوع، متسائلا: "إذا كان رئيس مص المنتظر عبدالفتاح السيسى يقول إنه يتمتع بشعبية واسعة فلماذا ينام فى مكان غير معروف ويخشى على حياته؟".

ويستهل الكاتب موضوعه بوصف مقر حملة السيسى فى التجمع الخامس، ونقاط التفتيش التى تحيط بالشوارع المؤدية إلى مقر الحملة ذات الأربعة طوابق، ويقول: "لإن نصف دستة من الحرس المدجج بالسلاح بما فيهم حارس يحمل سلاحا نصف آلى يحيطون بالمدخل".
وللسماح لك بالدخول عليك تقديم بطاقة العرف، ثم المرور عبر بوابة إلكترونية وتقدم إليك بطاقة ملونة تعرف بك قبل أن تقاد إلى حيث أعضاء الحملة.

المشهد يناقض بشكل كبير مناخ انتخابات 2012، عندما كانت مقار حملات المرشحين فى الانتخابات الرئاسية يحرسها فى أفضل الأحوال مجرد موظف لا يحمل أى سلاح.

ويمضى الكاتب قائلا: "لكن لا يجب إغفال أن الكثير من أعضاء جماعة الإخوان يريدون موت السيسى خاصة الشباب منهم، وكما قال لى عضو شاب من الجماعة يبلغ من العمر 18 سنة لا بد من إعدامه عندما ينتهى الانقلاب".

وعندما التقيت بجمال حشمت، أحد قيادات جماعة الإخوان فى تركيا، حيث لجأ فى أعقاب 3 يوليو قال: "إن نهاية السيسى قد تأتى من المحيطين به، فى محاولة لإنهاء الأزمة الراهنة".

ويقول الكاتب: "بالرغم من صور السيسى المنتشرة فى كل مكان، وحتى وجود صورته على قطع الحلوى والملابس الداخلية فإن الحديث عن «جنون السيسى» أو أمانيه ليست إلا مجرد أسطورة، فالساحة السياسية المصرية تسودها مشاعر التسليم بأنه لا يوجد شخص آخر مناسب، ولذا وبالرغم من أن كثيرا من المصريين يرون فى السيسى الأمل أخير وينتوون مساندته إلا أنهم لا يشعرون بالأمن، ولكنهم يرون أن وصول السيسى إلى الحكم هو أفضل من حالة الفراغ التى قد تعيشها مصر بدونه".

ويمضى المراسل قائلا: "عندما سألت مدير الحملة عن الاعتبارات الأمنية كان رده واضحا تماما: لقد نصحته بعدم السفر داخل البلاد، ويقول الجنرال المتقاعد سامح سيف اليزل، إنه ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين مصرى على الأقل يكرهون السيسى، مضيفا، الجميع يعرف أنه مستهدف".

ونتيجة لذلك فإن السيسى ينام فى مكان غير معروف، ويرسل ممثليه بالنيابة عنه فى المناسبات المختلفة، لكن علينا الانتظار قبل أن نحكم ما إذا كان بالفعل بإمكانه أن يحكم مصر دون مغادرة العاصمة".

ويقول الكاتب: "إن مصدر الدعم الرئيسى للسيسى خارج المدن الكبرى يأتى من تلك الفئة المعروفة باسم الفلول، وهم معنيون بشكل أساسى لتدعيم مكانتهم وسيطرتهم على المجتمعات المحلية وبالقضاء على أى وجود للإخوان المسلمين".

ويقول عاطف هلال، وهو أحد نواب الحزب الوطنى سابقا فى محافظة المنوفية: "إن القول بأن كل أعضاء الحزب الوطنى فاسدون هو خطأ، وكان الخطأ الأكبر الذى ارتكبه الإخوان".

ويقول عضو آخر من أعضاء الحزب الوطنى: "لم نكن نرغب أبدا فى حاكم عسكرى، ولكن القوتين الأساسيتين فى المجتمع هما الآن فى السجن: الحزب الوطنى محاصر، والإخوان قيد الحبس، ولذا لم يبق لدينا إلا الجيش".

ويقول الكاتب: "إن الكثير من المصريين يحترمون السيسى، كما إنه يحظى بدعم جماعات رجال الأعمال من غير الإسلاميين، ويقول أحدهم: لا أريده (أى السيسى) أن يعتقد أننى ضده. ثم ماذا لو فشل؟ ستكون تلك نهاية مصر".

ويستعرض الكاتب بعضا من المشاكل الملحة التى سيكون على السيسى موجهتها بعد انتخابه، وعلى رأسها مشكلة الطاقة، غير أنه يقول إنه لا يتوقع احتجاجات واسعة ضد السيسى على الفور، فالمصريون قد أرهقتهم الاحتجاجات خلال السنوات الثلاث الماضية، وبالتالي هم على استعداد لمنحه فرصة.

ورغم ذلك، فإن هناك سببين رئيسيين من المرجح أن يساهما فى استمرار حالة السيولة السياسية فى البلاد لفترة طويلة.

السبب الأول أن خطر الاغتيالات هو خطر حقيقي وقائم، والدليل على ذلك أن أنصار جماعة الإخوان هددوا أعضاء حملة السيسى مؤخرا بوضع صورهم وبياناتهم الشخصية على شبكة الإنترنت.

والسبب الثانى أن الخوف من عودة الإخوان للحكم قد أدى إلى أن التضييق على الأصوات المعارضة طال الجميع، وخلال الأشهر القليلة الماضية تم إلقاء القبض على عدد من نشطاء المعارضة، كما تم إيقاف عدد من مؤيدى حمدين صباحى، وهناك من النشطاء من يقبع فى السجن حاليا لأنه عارض الدستور.

وينهى الكاتب مقاله قائلا: "عشية الانتخابات الرئاسية الثانية فى مصر فى غضون عامين، تبدو الساحة السياسة المصرية كارثية، وتنتظرها كارثة أكبر، ويرى النظام الحالى الجهود الرامية إلى دعم العملية الديمقراطية وكأنها مؤامرة ضد السيسى، وبينما يعتقد الإخوان ومؤيدوهم أن واشنطن تتآمر ضد مرسى، وهم بالتالى يعتبرون الدعوات الأمريكية لدعم حقوق الإنسان دعوات غير حقيقية".

ولهذا السبب، فأن واشنطن لن ترى قريبا فى مصر الدولة التى أرادتها فى أعقاب الربيع العربى، وللأسف الشديد لن يراها أيضا المصريون أنفسهم".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك