الشيخ الشافعي.. البريطاني «الصالح» الذي أصبح أخطر عناصر «داعش» - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 12:33 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشيخ الشافعي.. البريطاني «الصالح» الذي أصبح أخطر عناصر «داعش»

الشافعي ووالدته وشقيقه الأصغر
الشافعي ووالدته وشقيقه الأصغر
نجلاء سليمان
نشر في: الثلاثاء 24 مايو 2016 - 8:47 م | آخر تحديث: الثلاثاء 24 مايو 2016 - 8:47 م
- «الشافعي» أصبح أحد أفراد فريق «بيتلز داعش» الذي كان يضم «جون الجهادي»
- أم «الشافعي»: لاحظت تغيرات عليه بعد أن قدمه صديق قديم لإمام في غرب لندن عرف عنه التطرف
- «الشافعي» لوالدته في إحدى المناقشات: "هل تعلمين أن الله قال أمك ربما تصبح عدوك؟"
- والدة «الشافعي»: ابني كان مواطنا بريطانيا اعتياديا من أهل لندن يشجع فريق كرة القدم «كوينز بارك رانجيرز» ويعمل ميكانيكيا

الشيخ الشافعي، مواطن بريطاني فرت أسرته من السودان عام 1990، واحد من السجانين الأربعة المشرفين على تعذيب وقتل رهائن أجانب اختطفوا من قبل داعش، ويطلق عليهم لقب «بيتلز» من قبل المسجونين، بسبب لكنتهم البريطانية.

كان العضو الأبرز منهم هو محمد إموازي، 27 عاما، المعروف باسم «جون الجهادي»، الذي ظهر في فيديو قطع رؤوس الرهائن الأمريكان والبريطانيين، وأصبح معروف عالميا برمز وحشية التنظيم المتطرف، حيث قتل العام الماضي في أحد الغارات الأمريكية على سوريا، وتحددت هوية باقي أعضاء «البيتلز» وهم: «أليكس كوتي» ومكانه غير معلوم، و«إن دافيس» الذي ألقي القبض عليه في تركيا العام الماضي.


أطلق سراح عدد من الرهائن الأوروبيين المحتجزين لدى داعش بعد دفع حكوماتهم الفدية المطلوبة، ورووا أنهم تعرضوا لأنواع مختلفة من التعذيب على يد «البيتلز»، منها الضرب المتكرر ومحاولات الإغراق وإعدامات وهمية، ولم يتضح في تصريحاتهم إذا كان الشافعي هو الحارس المعروف باسم «رينجو» أم «جورج»، والذي وصفه الرهائن بأنه قائد المجموعة وأكثرهم شراسة.

تم تحديد هوية الشيخ الشافعي من خلال تحقيقات أجرتها صحيفة «واشنطن بوست»، وتم تأكيد اسمه من قبل مسؤول سابق في وحدة مكافحة الإرهاب، وعدد من المواطنين ممن لديهم علم بالبريطانيين الموجودين في سوريا، الذين أدلوا بمعلوماتهم في التحقيق الجاري بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

فيما أكدت عائلة الشافعي أنه مازال على قيد الحياة في سوريا، حيث ظل على تواصل مع أسرته وبعض أصدقائه عدا والدته كما تصرح، ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على كل ما سبق.

البريطانيون الأربعة ترعرعوا في نفس المنطقة غرب لندن، ولكن لم يتحدد حتى الآن إذا كانوا على معرفة ببعضهم قبل السفر إلى سوريا، يجمع بينهم انضمامه إلى تنظيم القاعدة في سوريا، ثم الانشقاق والانضمام إلى داعش.

ثلاثة من «البيتلز» مهاجرين وهم: «كوتي» اعتنق الإسلام مؤخرا وله خلفية غانية يونانية وقبرصية، و«إموازي» ولد في الكويت، و«دافيس» ولد غرب لندن واعتنق الإسلام مؤخرا.

مها الجيزولي والدة الشيخ الشافعي، قالت في مقابلة إن ابنها في معظم حياته كان مواطنا بريطانيا اعتياديا من أهل لندن، وكان مشجعا لفريق كرة القدم «كوينز بارك رانجيرز»، يعمل ميكانيكيا، ولا يميل لجذب الانتباه من قبل الحكومة، ويطلق عليه أصدقائه لقب «شاف»، وهو أحد أبنائها الثلاثة تربوا على يد والدتهم بعد انتقال عائلته إلى لندن.

عندما كان في الحادية عشر من عمره، انضم إلى «جيش الكاديت» وهي منظمة شبابية، قضى فيها 3 سنوات، وكان مستمتعا بوقته كما تقول والدته، مستطردة أنها حاولت حماية أبنائها من أي مشكلات، ولكن في عام 2008 ألقي القبض على ابنها الأكبر «خالد» مع اثنين آخرين بتهمة قتل عضو عصابة كان متورطا في مشكلات مع الشافعي.

في نهاية الأمر تمت تبرئة ابنها من تهمة القتل، ولكن أدين بتهمة حيازة سلاح ناري بقصد الاعتداء، بحسب تقارير إعلامية، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات.

"الأولاد أحبوا بعضهم حبا كبيرا، وكانوا مقربين جدا"، بحسب صديق مقرب للعائلة، الذي أدلى بشهادته تحت شرط عدم الكشف عن هويته لحساسية الموقف، قائلا: عندما دخل خالد السجن، ضاع الشقيقان الآخران، وأصبحا عرضه للتطرف".

تقول الأم إن الشيخ الشافعي تزوج في عمر 21 من «إثيو بيان»، وعاش في كندا، ولكنه أصيب بالإحباط عندما لم تتمكن من الانتقال للعيش معه في لندن، وبعد ذلك بعام لاحظت تغيرات على ولدها بعد أن قدمه صديق قديم لواعظ بغرب لندن، إمام عرف عنه معتقداته المتطرفة.

ووجدته في إحدى المرات يشاهد فيديو لهذا الإمام يتبنى فيه فضائل الموت والجهاد في سبيل الله، فسألت ابنها "هل تريد الذهاب وتصبح مسلم ميتا؟"، وكانت إجابته: "لا يا أمي".

تقول «الجازولي» إنها قابلت الإمام فيما بعد وصفعته على وجهه متسائلة: "ماذا فعلت بابني؟". وتجادل كل من الأم والابن لساعات حول تفسيراتهما المختلفة للإسلام، بحسب صديق العائلة، مستطردا أن الشافعي قال لوالدته في إحدى المناقشات: "هل تعلمين أن الله قال أمك ربما تصبح عدوك؟".

وتضيف أن الشافعي أثر على شقيقه الأصغر محمود، الذي بدوره اعتنق منهجا متطرفا للإسلام، وبدأ في ارتداء الجلباب، وأطلق لحيته، وأصبح مهتما بالجهاد العنيف كما تصف. "أبنائي كانوا ممتازين، ولكن فجأة حدث كل هذا، ولا أعرف إذا كان ابني أحد الأربعة الذين احتجزوا الرهائن الأجانب".

صلاح البندر ناشط اجتماعي، قال له الشافعي في فبراير عام 2012، إنه يرغب في السفر إلى سوريا، وإنه يعد نفسه بدنيا للانضمام للقتال هناك.

ويقول «البندر» إن الشافعي كان مصمما على السفر وقام بحضني وغادر، وعبر عن صدمته لرؤية هذا الشاب وأصبح متطرفا بهذه السرعة، وأن يلزم نفسه لهذا الطريق القاسي من الحياة.

الشافعي الذي يتحدث العربية بطلاقة، غادر إلى سوريا أبريل 2012، وتبعه شقيقه محمود بعد أشهر قليلة، برغم الجهود التي بذلتها والدته لإعادته إلى السودان، ولكنه لم يكن قادرا على الذهاب، ثم الأخ الأصغر محمود توفي العام الماضي في تكريت شمال العراق، بحسب والدته.

تقول الأم إن ابنها الشيخ الشافعي يعيش في حلب، ومتزوج من امرأة سورية وأنجب ابنة منها، كما التحقت به زوجته الكندية وأنجبت منه ولدا سمي باسم شقيقه الراحل.

بعد أن علمت «الجازولي» أن ابنها كان أحد «البيتلز» أخفضت رأسها إلى الأسفل، وانتحبت قائلة: "لا.. لا.. ليس شافعي، هذا الشخص الحالي ليس ابني، ليس هذا هو الابن الذي ربيته".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك