في بلد البنات.. كل البنات تهتم بحمالها والتفاصيل الصغيرة التي تشكل مظهرها وإطلالتها الدائمة، منهن من استطاعت أن تتعلم بنفسها كيف تتأنق، ومنهن من تحتاج إلى مساعدة دائمة.

سارة حلمي دكتورة جلدية، لديها شغف كبير بكل ما يتعلق بجمال الفتاة وإطلالتها، ما ترتديه وما يليق بها، وبعد سنوات من البحث والمعرفة قررت أن تنقل ما تعلمته وفهمته لغيرها من الصبايا الراغبات في إظهار جمالهن.

تقول سارة حلمي إنها قررت البدء في مدونتها الخاصة لتداول المعلومات التي تكونت لديها، ثم تطور الأمر لإصدار صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» باسم «مريلة كحلي» على غرار الأغنية الشهيرة للفنان محمد منير، ومن خلالها تقدم النصائح للبنات: «كيف تتألق وتواكب الموضة ومعايير الجمال بما يناسبها ويليق بها»، ويتبع الصفحة حاليا ما يزيد عن 300 ألف متابع ومتابعة.

وصفت سارة لـ«الشروق» شغفها الكبير بالموضة، والبحث الدائم عن كل جديد من صور وكتابات في هذا المجال حتى يكون لديها مخزونا معلوماتيا يحتاج إلى مشاركته مع غيرها، وهو ما نجحت فيه وتلقت عليه ردود فعل كبيرة دفعها إلى تقديم نصائحها في مقاطع فيديو متتالية.

زوج سارة ساعدها كثيرا في تطوير عملها، ونقل مشروعها لأصدقائه في إحدى شركات الإنتاج التي كانت مهتمة بتقديم محتوى عن الموضة، وتم الاتفاق على إنتاج برنامج مصغر عبر الإنترنت لتقديم أفكار مبتكرة ومختلفة عن الموضة ومعايير الجمال في دقائق قليلة، لكن كان لها صدى كبير.

عمل سارة حلمي كطبيبة جلدية أفادها في عملها الجديد، فرغم عدم دارستها للموضة والفاشون إلا أن دراستها للجلدية ساعدتها في تقديم نصائح للفتيات عن بعض الأمور التي تقلقهن دائما منها "التجاعيد"، أما عن الموضة فالقراءة الكثيرة، والبحث المستمر كانا خير عون لها في تقديم معلومات مبسطة ومناسبة.

تقول سارة حلمي إن الموضوعات التي تقدمها "بعضها هي اقتراحات مقدمة من المشاهدين والمتابعين، وتقديم هذه الموضوعات من خلال الفيديوهات ساعد كثيرا في زيادة التفاعل مع الفتيات".

ما يميز «مريلة كحلي» أنها تقدم محتوى موجه للمرأة العربية، وتقول سارة: "معظم الملابس المطروحة في المحلات لم تصنع للمرأة المصرية والعربية وخاصة المحجبة، وظلت الفتيات تعاني طوال سنوات لاختيار المناسب لها".

استطاعت «مريلة كحلي» خلال عامها الأول إثبات أن "الموضة غير مكلفة"، ولا يتعلق بالعلامات الشهيرة والأسعار الغالية، بل يحتاج المجتمع العربي فقط لمن يرشده، وخلال وقت قليل تعلمت الفتيات من سارة حلمي كيف تتبادل أذواق الملابس وتناسق الألوان.

دائما تنصح سارة الفتيات اللاتي يتابعن عملها أن يخترن ما يناسب شكلهن وطبيعة أجسامهن، وأن الموضة تتعلق بارتداء ما يناسبها، وليس اتباع كل جديد حتى وإن لم يكن لائقا، وأن البساطة في الاختيار دائما تفوز وتليق بالمناسبات المختلفة "كل ما كنتي أبسط كل ما هتبقي أشيك".