«لوفتهانزا» تسعى إلى زيادة عدد النساء في قمرة القيادة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:46 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«لوفتهانزا» تسعى إلى زيادة عدد النساء في قمرة القيادة

فرانكفورت- د ب أ:
نشر في: الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 - 11:41 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 - 11:41 ص

اعتادت الطيارة «إلكه هيبر» على أن تثير وظيفتها وزيّ عملها انتباه الناس.

«هيبر» -البالغة من العمر 53 عاما- تقود أكبر طائرة ركاب في العالم إيرباص «إيه 380»، لدى شركة «لوفتهانزا» الألمانية العملاقة للطيران.

وتحكي «هيبر» عن بداية مشوارها المهني، قائلة: «بالطبع كانت مشكلة في البداية أنني كامرأة أردت أن أكون في قمرة القيادة»، إلا أنها أضافت أنها لم تشهد أي تحامل أو محاباة في حياتها المهنية.

بدأت النساء في قيادة الطائرات بأكبر شركة طيران في أوروبا منذ 30 عاما، وكانت «هيبر» المتدربة النسائية العاشرة في الشركة. أما أول من أقلع بطائرة من النساء لدى الشركة فكانت «نيكولا ليزي» و«إيفي هيتسمانسيدر» في 23 أغسطس عام 1988، وكانتا في ذلك الحين مساعدتي طيار.

ومع ذلك، فإن 6% فقط من أطقم القيادة في «لوفتهانزا» من النساء. وعلى الرغم من وجود أكثر 600 قائدة طائرة لدى الشركة، لاتزال «لوفتهانزا» مثل باقي شركات الطيران في العالم تواجه مشكلة ما كان ينبغي أن يكون لها وجود في عصر المساواة بين الجنسين، وهي أن الذكور لازالوا مهيمنين على عصا التحكم.

وتقدر جمعية الطيارين الدولية «ألبا» نسبة الطيارين الإناث في جميع أنحاء العالم بنحو 5%، وقد لا تتجاوز النسبة في بعض الشركات، مثل شركة «العال» الإسرائيلية، 1%.

عندما بدأت «لوفتهانزا» بقبول النساء في مدرسة الطيران في أبريل 1986، كان يُنظر إلى الخطوة على أنها متأخرة. ولم تكن شركة الطيران المحافظة رائدة في مجال المساواة بين الجنسين بأي حال من الأحوال. وحذر كثيرون من احتمال حدوث منافسة غير صحية بين الجنسين، مدفوعة بطموح النساء الطيارات.

وكان من الأقوال المشهورة لمدير مدرسة الطيران في الشركة في ستينيات القرن الماضي، ألفريد فيرماتن: «أن تصبح المرأة بطلة العالم في الوزن الثقيل أمر مرجح حدوثه أكثر من أن تصبح قائدة في لوفتهانزا». وفي المقابل، فإن الشابات مرحب بهن دائما للعمل كمضيفات، ويشكلون حتى اليوم 4 أخماس أطقم الضيافة في «لوفتهانزا».

ماجدالينا جرون، 29 عاما، تقدمت بطلب الالتحاق بمدرسة «لوفتهانزا» للطيران بعدما ألهمها بذلك سائق «فورمولا 1» السابق، النمساوي نيكي لاودا، الذي تحول إلى منظم مشروعات طيران.

وكانت «جرون» حلقت في رحلة ممتعة فوق النمسا مع «نادي نيكي للأطفال» التابع لشركة «لاودا آير» للطيران عندما كانت في الـ6 من عمرها، وقد سحرها الطيران منذ ذلك الحين.

تقول «جرون»: «كنت ألعب أحيانا محاكاة الطيران على الكمبيوتر مع شقيقي الكبير». وعلى الرغم من شغفها لأن تكون ضمن عناصر التحكم بالطائرة، درست «جرون» في البداية إدارة الفنادق الدولية بهدف أن تصبح مضيفة طيران. ولكن بعدما تعرفت على «مساعدة طيار شابة ورائعة» خلال عملها كمضيفة لدى شركة طيران خاصة صغيرة، قالت لنفسها: «يمكنني أن أفعل ذلك أيضا». وأضافت: «لم أفكر من قبل أن أكون طيارة».

وحصلت «جرون» على كثير من الدعم من عائلتها وأصدقائها بعد هذا القرار. وتقول: «ببساطة كلهم سعداء بذلك».

لكن هذا ليس الحال دائما، مثلما يتضح من تجربة أندريا أمبيرج، التي عارضت أسرتها طموحها في أن تصبح طيارة عام 1986. فقد قامت «أمبيرج» بتمويل تدريبها بنفسها من خلال العمل بدوام جزئي، حتى حصلت في النهاية على وظيفة في «لوفتهانزا».

ولأن الطيارين يتم ترقيتهم وفقا للخبرة، لا تضطر النساء للخوف على سيرتهن المهنية من عواقب إنجاب طفل. تقول الطيارة «هيبر»، التي حصلت على إجازة لرعاية طفلين لمدة 18 شهرا لكل منهما وعملت بأنماط دوام جزئي مختلفة: «قيادة الطائرة مهنة مثالية، لأن هناك دائما بديلا لك. عندما لا أقدر على ممارسة المهنة، يحل محلي شخص آخر بنفس كفاءتي».

في عشرينيات القرن الماضي، كانت «لوفت هانزا» -كما كانت معروفة آنذاك- في طليعة شركات الطيران، وسمحت للأرستقراطية الشابة مارجا فون أتسدورف لأن تكون على الأرجح أول طيار مساعد على مستوى العالم على متن طائرة «يونكرز إف 13».

وعندما كان يشكر الركاب «السادة الطيارين» بعد الرحلة، كانت ترد «فون أتسدورف» بالانحناء لهم في صمت، حسبما كتبت صحيفة «دي تسايت» الألمانية في ملف تعريفي بها. ونقلت الصحيفة عن «فون أتسدورف» قولها: «كنت حذرة دائما من أن أبدد لهم هذا الوهم عبر صوتي».

ولم تبق «فون أتسدورف» مع الشركة طويلا، حيث اشترت طائرة خاصة لتجوب بها العالم.

هيلين ريتشي، أصبحت أول امرأة يتم تعيينها كطيار تجاري في الولايات المتحدة عام 1934، عندما وظفتها شركة الخطوط الجوية المركزية. ومع ذلك، أُجبرت ريتشي على التخلي عن وظيفتها عقب 10 أشهر فقط عندما رفضت نقابة الطيارين عضويتها.

وفي عام 1947، انتحرت الطيارة السابقة بعدما أصبحت معدمة تماما، مثلما فعلت مارجا فون إتسدورف عام 1933.

وبعد مغادرة رئيسة الشؤون المالية زيمونه مينه مجلس إدارة «لوفتهانزا» عام 2016، انخفضت نسبة النساء في مجلس الإدارة من 40 إلى 20%. إلا أن «لوفتهانزا» حريصة تماما على إشراك النساء في الإدارة كما هو الحال في قمرة القيادة، حسبما ذكرت عضوة مجلس الإدارة المتبقية، بيتينا فولكنز.

وفي الوقت الحالي، تمثل النساء نسبة 15% من المتدربين في «لوفتهانزا»، إلا أن الشركة تقول إنها لاتزال تتلقى طلبات أكثر من الرجال. ولا تخطط الشركة لتحديد حصة للنساء العاملات لديها، لكنها تخطط لحملة لتوظيف المزيد من النساء.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك