لا تزال وسائل الإعلام الإنجليزية تضغط بقوة على الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بشأن القرار المثير للجدل بإسناد تنظيم كأس العالم 2022 لدولة قطر، حيث نشرت صحيفة "ديلي ميل" تقريرًا مطولاً تشير فيه إلى أن المسؤولين في الدوحة دفعوا مبالغ خيالية قيمتها 17.7 مليار جنيه إسترليني لإقناع أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا بالتصويت لقطر على حساب الولايات المتحدة الأمريكية.
وحدد التقرير جهات الصرف التي وجهت قطر لها أموالها، وأضاف أنها كانت عبارة عن رشاوي مقننة تضمنت صفقات تجارية مشروعة وعقود رعاية لأندية وشراء طائرات، لتنجح قطر في الحصول على 14 صوتًا مقابل 8 للولايات المتحدة في سباق تنظيم هذا المونديال.
ولفتت "ديلي ميل" إلى أن هناك رشاوي صريحة عبارة عن أموال نقدية دفعها محمد بن همام عضو اللجنة التنفيذية -الذي يعتبر دينامو هذه العملية- وقتها لعدد كبير من المسؤولين عن إدارة الكرة في الاتحادات القارية المختلفة، وهو ما كشف عنه كتاب "اللعبة القذرة" الذي صدر الأسبوع الماضي لصحفيين يعملان بالتحقيقات هما هايدي بليك وجوناثان كالفيرت.
وفقًا للتقرير، احتلت فرنسا وممثلها ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي صدارة الرشاوي القطرية لتنظيم المونديال بإجمالي استثمارات قيمتها 14.72 مليار إسترليني عبارة عن صفقة شراء طائرات "إير باص" وشراء نادي باريس سان جيرمان وإعادة هيكلة قنوات "بي إن سبورتس" وشراء حقوق بث الدوري الفرنسي وذلك عقب اجتماع بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والشيخ تميم في نوفمبر 2010 بحضور بلاتيني الذي خرج وقتها ليعلن أن صوته لقطر ومتفائل بقدرتها على الفوز بتنظيم كأس العالم.
كما دفعت قطر لباراجواي (1.33 مليار إسترليني) قيمة استثمارات في مجال الطاقة بعقد موقع بين محمد بن همام والرئيس البارجوياني فرناندو لوجو، حيث حول بن همام رحلته إلى باراجواي لملاقاة عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا نيكولاس ليوز إلى مهمة حكومية على حد وصف التقرير.
كما وقع بن همام صفقة للبترول مع ورواي ماكودي رئيس الاتحاد التايلاندي بقيمة (1.23 مليار إسترليني) في أغسطس 2010 بالدوحة، إضافة إلى 150 مليون إسترليني لإسبانيا مقابل رعاية شركة الطيران القطرية لنادي برشلونة، كما حصل بعض المسؤولين الأفارقة وقارة أوقيانوسيا على 99 مليون إسترليني.
كما أنقذت قطر رئيس الاتحاد الأرجنتيني خوليو جروندوندا من ديون الكرة في بلاده والتي وصلت إلى 59 مليون إسترليني، إضافة إلى تنظيم مباراة ودية بين الأرجنتيني والبرازيل في نوفمبر 2010 بالدوحة، حصل خلالها ريكاردو تيكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي على 6.7 مليون إسترليني .. أما القبرصي ماريوس ليفكاريتيس اعترف بحصوله على 27 مليون إسترليني قيمة استثمارات قطرية بشراء قطعة أرض لبناء مصنع في نيقوسيا.
كما وقع بن همام على شيكات أخرى قيمتها 4.8 مليون إسترليني موزعة على مسؤولين بأفريقيا (5 مليون إسترليني) و1.7 مليون إسترليني .. بخلاف مليون إسترليني حصل عليها عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ومثلها لنائبه الإيفواري جاكس أنوما، بينما حصل التريندادي جاك وارنر على 933 ألف جنيه إسترليني لدعم الكرة في بلاده مقابل السكوت عن الفساد بشأن هذا الملف.
واختتم التقرير المطول بأن هناك أصوات نالتها قطر دون الحاجة لدفع مبالغ مالية مثل القطري بن همام الذي صوت لبلاده، والكوري الجنوبي تشونج مونج يون مقابل احتفاظه بمنصب النائب الشرفي لرئيس الفيفا، والياباني جونجي أوجورا الذي وصفه التقرير ب"النزيه للغاية" حيث صوت لقطر بعد خروج بلاده من السباق، والتركي سينسي إيرزيك لقوة العلاقات بين بلاده وأمير قطر، وأخيرًا المصري هاني أبوريدة الذي لازم بن همام طوال جولاته.