في وقت اختفت فيه أغنيتا بشرة خير لحسين الجسمي التي تدعو للمشاركة في الانتخابات، وتسلم الأيادي المؤيدة للجيش، شهد حي الهرم ـ أحد معاقل جماعة الإخوان المسلمين، والسلفيين، أيضا، توافد محدود للمواطنين، في ظل تراجع واضح لدور أعضاء حزب النور السلفي الذي أعلن تأييده للمرشح عبد الفتاح السيسي، والذي غابت وجوهه عن اللجان الانتخابية التي تجولت بها الشروق اليوم الاثنين.

السيدات كان لهن الحضور الأكبر في الماراثون الانتخابي الذي بدأ اليوم ويتنافس به كل من عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، في ظل توافد أكبر لكبار السن ممن هم فوق الخمسين عاما، معلنين تأييدهم للسيسي.

"أي حاجة بجنيه، قناع السيسي بجنيه، ماسك الجنرال بجنيه، البادج والميدالية للأسد بجنيه"، بتلك الجمل يعلو صوت البائع من أمام اللجان الانتخابية بمنطقة الطالبية حيث تواجد 3 مدارس، تحوى عدة لجان ومنها لجنة للوافدين.

بوستر السيسي حصل علي أعلى تسعيرة بعد علم مصر الذي بلغ سعره 5 جنيهات، بينما البوستر 3 جنيهات، في ظل توافد العشرات من المواطنين لشراء مختلف الأشكال للسيسي "ميدالية، كاب، بادج"، تحمل صورته وشعارات مؤيدة له.

محمد ورفيقه صلاح افترشا بناصية الطالبية ببضاعتهم التي حققت رواجا في الساعات الأولي من صباح اليوم، والتي اختفت منها أي بضائع ولو بنصف الثمن تحمل صور المنافس "حمدين صباحي"، وهو ما يعكس نوعية ناخبي اليوم، رغم محدودية عددهم إلا أن النسبة الأكبر منهم مؤيدة للمشير.

يقول محمد لـ"الشروق"، "الرزق يحب الخفية، وده الموسم بتاعنا يا أستاذة، والدنيا ماشية مع السيسي، عشان كده بضاعتنا كلها سيسي"، وهو نفسه السبب الذي برر به غياب صورة أو اسم أو شعار حمدين صباحي عن بضاعته التي افترشها أمام مدرسة أم الأبطال الثانوية التجريبية.

داخل اللجنة المشهد مختلف، الزغاريد حلت بالمدرسة بمجرد خروج السيدات عقب الإدلاء بأصواتهن، لصالح السيسي أيضا، اللائي يرون فيه مستقبل مصر.

وفي ركن بعيد هادئ، ينتظر قاضي لجنة الوافدين والمشرف عليها ما يزيد عن 6 آلاف وافد ممن وضعت أسماؤهم بالكشوف، يقابل المستشار المنوط به استقبال الوافدين بمدرسة الشهيد محمد محمود ، المصوتين الذين حال تصويت قرابة نصفه بسبب عدم صحة الإجراءات تارة، أو نسيانهم التسجيل في الشهر العقاري تارة، أو جهلهم بالتأكد من وجود أسمائهم تارة أخرى.

وتقول سيدة أحمد، المواطنة التي تقيم بالقاهرة بينما مازال رقمها القومي تابعا لمحافظة بني سويف، إنها تركت أبناءها لتدلي بصوتها، حاملة ورقة التوكيل من الشهر العقاري التي تعطيها حق التصويت للوفدين، إلا إن الأمر لم يفلح.

وتضيف السيدة الثلاثنية لـ"الشروق" أنها تريد أن تسجل لتنتخب السيسي، ورغم أن أمر الانتخابات برمته لا يعي لها شيئا إلا أنها تخشي الغرامة البالغة 500 جنيه، وهو ما دفعها للتواجد منذ الصباح أمام اللجنة.