ناجون من «موكب الرسول» يروون تفاصيل جديدة لـ«الشروق»: أصحاب المركب طلبوا رمي جثث الأفارقة لتخفيف الحمولة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:23 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ناجون من «موكب الرسول» يروون تفاصيل جديدة لـ«الشروق»: أصحاب المركب طلبوا رمي جثث الأفارقة لتخفيف الحمولة

كتب- محمد نصار:
نشر في: الإثنين 26 سبتمبر 2016 - 2:48 م | آخر تحديث: الإثنين 26 سبتمبر 2016 - 2:48 م

- إجبار المهاجرين على توقيع إيصالات أمانة بـ25 ألف جنيه مستحقة السداد عقب الوصول.. و2000 دولار سعر السوري أو الأفريقي
- صاحب المركب أخفى 150 شخصا في الثلاجة.. .وهرب مع مساعديه فى زورق إنقاذ
- عبدالدايم: اتصلنا بأهلنا فجرا لإنقاذنا من الغرق.. ومحمود: شاهدت جثث الأطفال ووالديهم عاجزين عن مساعدتهم
- مدثر السوداني: فقدت أكثر من 20 صديقا في الحادث.. وسعيد بامتناع زوجتي وأولادي عن الرحلة
- البهلوان: المهربون يشترون مركبا متهالكا بـ200 ألف جنيه ولا يطلبون من الركاب إعادته لأنه غالبا ما يغرق
- ملابس الصيادين وتبديل المراكب سبيل الهروب من أعين حرس السواحل.. والسماسرة الأجانب يستغلون ثغرات الحدود لنقل ضحاياهم
كشف ناجون من مركب الهجرة غير الشرعية «موكب الرسول» تفاصيل غرق المركب على بعد 12 ميلا بحريا أمام سواحل مدينة رشيد فى محافظة البحيرة فجر الأربعاء الماضى، ووفاة 168 شخصا على متنه، موضحين أن المهربين اتفقوا معهم على توقيع إيصالات أمانة لغير القادرين على تسديد نفقات الهجرة.

وقال سامح عبدالدايم، 18 سنة، طالب من الجزيرة الخضراء فى مركز مطوبس بمحافظة كفرالشيخ، وأحد الناجين من المركب المنكوب، "كان المركب قادماً من دمياط، وظل بقرية مسطرو فى البرلس لمدة يوم تجمع فيه 12 شابا من مركز البرلس والحامول، ونقلونا فى قارب ومنه إلى ثان وثالث، هربا من قوات حرس السواحل، وأخيرا اتجهوا إلى المركب الذى غرق بنا".

وأضاف عبدالدايم لـ«الشروق»: «وصلنا إلى قبالة سواحل برج مغيزل فى مركز مطوبس، وظل المركب يوما آخر نقل فيه 20 شاباً ورجلاً وطفلاً من قرى الجزيرة الخضراء والسكرى وأبو خشبة وبرج مغيزل، دون أن ندفع أموالاً لصاحب المركب الذى لا نعلم اسمه، ولا نعلم عنه سوى أنه من دمياط».

وواصل «أخذ صاحب المركب منا ومن أولياء أمورنا إيصالات أمانة على بياض، ووضع فيها 25 ألف جنيه، علينا دفعها فور وصولنا إلى وجهتنا».

وأكد الطالب أن صاحب المركب و7 آخرين من مساعديه أخفوا عنهم أن قاع المركب به أكثر من 150 شخصا موضوعين فى ثلاجته، حيث تعمدوا إغلاق الدور الخاص بالقاع حتى لا يعلموا شيئا عن الآخرين، ولم يعرف الركاب حقيقة الأمر إلا قبل دقائق من الغرق نتيجة تمايل المركب المتهالك على جانبه الأيسر.

وأردف: «طلبنا من مسئولى المركب إيجاد حل لأزمة الحمولة الزائدة، فخرج أحدهم وطلب من صاحب المركب رمى جثث السودانيين والصوماليين والإثيوبيين الموجودين فى القاع وفى الثلاجات، ما أحدث هرجا ومرجا بين الركاب، وتسبب فى النهاية فى غرق الجميع».

واستكمل: "اتصلنا بأهلنا فجرا وأخبرناهم أن المركب يغرق بنا، وطلبنا منهم أن ينقذونا، بينما ظللت أشاهد الموت بعينى قرابة 4 ساعات، وسط صراخ وعويل الأطفال والغرقى، حتى وجدنا مركب صيد أنقذ من ظل حياً فى مياه البحر، بينما هرب أصحاب المركب فى زورق إنقاذ".

وقال مدثر حسن، 29 سنة، سودانى الجنسية ويعمل فنى ميكانيكى، إن محام فى محافظة أسوان يدعى «أحمد م» هو من ساعدهم على دخول الأراضى المصرية بطريقة غير شرعية، كما أعطاهم أوراقا رسمية للإقامة فى البلاد بصورة طبيعية.

وأضاف مدثر أنه دخل مع عائلته إلى مصر فى عام 2015، هربا من المجاعة والحرب التى تشهدها بلادهم بين الحكومة والمتمردين، ودفعته ظروف المعيشة الصعبة إلى العمل وعائلته، حتى نصحه أحد أصدقائه السودانيين بضرورة الهجرة إلى دولة أوروبية، وعندما أخبره بعدم استطاعته السفر لعدم توافر المال، أرسله صديقه إلى أحد المقاولين فى الإسكندرية ويدعى «محمد ح».

وأردف: «اتفقت مع المقاول على الهجرة إلى إيطاليا مع أسرتى مقابل سداد 100 ألف جنيه بعد وصولنا، والتأكد من حصولنا على عمل لجلب المال، وبدأنا الرحلة عصر 20 سبتمبر فى باخرة ظلت تسير بشكل غريب أكثر من 8 ساعات بالقرب من الموانئ المصرية، ولم نعرف السبب حتى اقترب من مركب آخر فى منتصف الليل، وتم نقلنا جميعا عليه حتى زادت الحمولة وانقلب المركب ومات أغلب من على متنه».

واستطرد «فقدت أكثر من 20 صديقا استقلوا مركبة الهجرة معى، لكننى سعيد بامتناع زوجتى وأولادى عن السفر معى، فالطريقة التى استخدمها معنا المهربون فى السفر خطيرة وتحمل كوارث كبيرة، وكنا جميعا نعرف أن نهايتها الموت المؤكد، لكننا لم نبال بذلك فى سبيل الحصول على الاستقرار والبعد على المشاكل والحروب والأزمات التى نواجهها فى بلادنا».

وكشف أحد الصيادين - فضل عدم ذكر اسمه – عن تعامله سابقا مع عدد من سماسرة الهجرة غير الشرعية، قبل أن يتركهم بعد وفاة العديد من المهاجرين والشباب، لافتا إلى أن سواحل مصر منطقة تجميع لضحايا عمليات السفر غير الشرعى، خاصة من السودانيين والإثيوبيين والصوماليين والسوريين.

وأشار الصياد إلى وجود تنسيق بين السماسرة المصريين وآخرين أجانب، وجميعهم يمتلكون مراكب صيد كبيرة ولهم علاقات بالصيادين، حيث يتم نقل المهاجرين من بلادهم إلى مصر عبر ثغرات الحدود، بعدها يتم استخراج بطاقات تنقل لهم داخل البلاد ويعيشون فيها من 5 أشهر إلى سنة، ثم يتم نقلهم إلى محافظتى دمياط والإسكندرية، وتبدأ رحلاتهم من قريتى برج البرلس أو برج مغيزل فى محافظة كفر الشيخ، حيث يتم إلباسهم ملابس صيادين ونقلهم عبر مراكب صيد صغيرة إلى مركب يبعد4 أميال ثم إلى مركب صيد آخر على بعد 10 أميال معد لهجرتهم.

وأضاف «رسم هجرة الأفريقى والسورى 2000 دولار، بينما يدفع المهاجر المصرى 25 ألف جنيه، حيث يتم تسفير مسددى الأموال، بينما يوقع غير القادرين على الدفع على إيصالات أمانة عليهم وعلى أسرهم تستحق الدفع عقب وصولهم إلى إيطاليا».

وأكد الطالب على محمود، 16 سنة، وأحد الناجين من الحادث، أن الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد وفشله فى الحصول على وظيفة دفعاه إلى المغامرة بحياته وتعريض نفسه للموت فى عرض البحر لتوفير لقمة عيش وحياة كريمة له ولأسرته».
وأكمل الشاب الناجى من مأساة غرق المركب باكيا «هذه هى المرة الأولى والأخيرة لى محاولا الهجرة غير الشرعية، خاصة عندما رأيت جثث الأطفال تطفو على المياه، ووالديهم عاجزين عن مساعدتهم».

وأشار سعيد البهلوان، صياد من قرية برج مغيزل، إلى أنه قريته تضم أكثر من 800 مركب وسفينة يعمل أصحابها فى الصيد على سواحل أوروبا وتونس والمغرب وليبيا، نظرا لعدم وجود أسماك فى شواطئ مصر لعدم وجود خليج بحرى.

وأضاف «سماسرة الهجرة غير الشرعية يشترون مركب صيد متهالك بـ200 ألف جنيه، ويجمعون ما يقرب من مليونى جنيه من 60 شابا على الأقل بواقع 30 ألف جنيه من كل شخص، مقابل السفر إلى جزيرتى مالطة أو قبرص، وحصل المهاجرون على المركب دون أن يصلب صاحبه إعادته لأنه غالبا ما يغرق فى عرض البحر بسبب تهالكه، حيث إن حمولته الرسمية لا تتعدى 7 أشخاص، بينما يتم شحنه بالمئات من المصريين والسوريين والأفارقةن ولا ينجو منهم إلا القليل.

وأوضح خالد متولى، صياد عائد من رحلة الموت، أن زميلا أخبره بوجود سمسار من محافظة الشرقية يدعى حركيا «أبو المصرى المهاجر»، يقوم بالتسفير إلى أوروبا مقابل 30 ألف جنيه، فوافق وباع له كل ما يملك واستدان المبلغ الباقى للهجرة.

ولفت متولى إلى أن المهربين يتحايلون على قوات حرس الحدود فى قرية برج مغيزل عن طريق إلباس المهاجرين ملابس صيادين للسماح لهم بالعبور، على أن يتم نقلهم بعدها إلى مركب صيد على بعد ما يقارب من 4 أميال، ثم إلى مركب آخر صغير متهالك يقود المسافرون رحلتهم من داخله.

وواصل «يتم ترك الركاب فى بعض الأحيان من دون قبطان، حيث يقوده أحد المسافرين ما يجعله أكثر عرضة للخطر، وإذا كان حالهم جيدا يعترضهم مركب بضائع أو آخر تابع لقوات البحرية الإيطالية أو اليونانية، ثم نقلهم إلى شواطئ أوروبا».

واستكمل «عدت من تجربة مميتة، بعدما تركنا السمسار مع 30 شخصا آخرين من دون أى طعام أو شراب وسترات نجاة فى عرض البحر، غرق منا 8 أشخاص كاد الأخرون أن يغرقوا، لولا مرور مركب بضائع مصرية فى عرض البحر، قامت بإنقاذنا».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك