وفاء عيد رئيس اتحاد النقابة المستقلة بشركة دولفين للملابس الجاهزة شابة عاملة على ماكينة خياطة. جاءت إلى المصنع منذ 16 عاما. وكان يمكن لها أن تكمل بقية سنوات عملها تحيك الملابس فى هدوء. لا تفتح فمها إلا لتأكل فى نصف الساعة الراحة المقررة لكل العمال فى منتصف النهار.ثم تكمل بقية الثمانى ساعات من مواعيد العمل الرسمية، لتعود لبيتها منهكة من هدة حيل المصنع. كان يمكن لوفاء أن تحافظ على أكل عيشها، الذى كان يأتى لها بـ270 جنيها عندما دخلت المصنع لأول مرة، حينها كان الدولار بثلاثة جنيهات ونصف الجنيه. والآن بفعل زيادة سعر الدولار أصبحت تتقاضى 950 جنيها.
ولكن وفاء، والتى لم أكن أستطيع أن اميزها عن زميلاتها الأخريات فى المصنع المنتقبات إلا من صوتها المتحمس والواثق، اختارها زملاؤها الرجال قبل السيدات كأول رئيس للنقابة المستقلة للشركة. وربما نفس هذا الصوت هو ما جعل صاحب العمل ينزل بنفسه إلى عنبر العمال بعد أن فصلها من العمل نهائيا ليقول لهم عنها «أنتم سلة تفاح، وهى تفاحة فاسدة فلابد أن تخرج من السلة».
وفاء لم تتعلم يوما أساسيات العمل النقابى ولكنها أصبحت رئيسا للنقابة «سمعت أن النقابات المستقلة بتجيب للناس حقوقها. وإحنا حقوقنا كلها كانت مهدرة. إحنا عارفين إن الرزق بتاع ربنا مش من رجل الأعمال، ولكن لازم نكافح علشان ناخده من صاحب العمل. إحنا لم نكن نحصل على حقنا فى الإجازات السنوية المنصوص عليها فى القانون. وكنا نعمل 8 ساعات. وكان يتم الخصم لأى سبب مهما كان». تقول وفاء واثقة.
«واحنا كنا صابرين وكنا بنطالبه بحقوقنا فى زيادة المرتبات مع زيادة الأسعار. ولم يكن يستجيب، فقلنا نشكل نقابة شرعية علشان نقدر نتفاهم مع صاحب العمل.. وأول ما عملنا النقابة ووصل لصاحب المصنع الخبر، قال لنا أنتم تفسدون المصنع.
«المستثمرون مش معترفين إن فى ثورة بجد، بيضغطوا على العامل علشان يمشى ويجيبوا غيره. وهم يدركون جيدا أن العامل سيضطر لقبول أى شروط لأن أصحاب الأعمال متفقون مع بعضهم على أنهم لا يشغلون عاملا ترك مصنعا آخر فى المنطقة الحرة.
«المال والسلطة يعطيان لرجال الأعمال قوة لا حدود لها» هكذا لخصت وفاء سر جبروت صاحب المصنع.