عروض مهرجان المسرح العربى تدعو إلى تغيير الوجوه - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:37 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عروض مهرجان المسرح العربى تدعو إلى تغيير الوجوه

كتب ــ أحمد السنهورى :
نشر في: الإثنين 27 أبريل 2015 - 8:50 ص | آخر تحديث: الإثنين 27 أبريل 2015 - 8:50 ص

بين صراعات اجتماعية وفوارق بين الشعوب ودعوة كبرى للسلام مع النفس، ولغة تجريب مسرحية طاغية.. تدور معظم العروض العربية التى تشارك فى فاعليات فى دورته الـ13 التى تقام على مسرح ميامى بوسط البلد.
المملكة العربية السعودية قدمت فى المهرجان مسرحية بعنوان «القناع» من إنتاج فرع جمعية الثقافة والفنون بمدينة الإحساء، والعرض تأليف قاسم محمد، وسينوغرافيا وبطولة خالد الخليفة وعبدالله الفهيد ومحمد الحمد وتأليف موسيقى محمد الحمد وإخراج نوح الجمعان.
وعن العرض يقول مخرجه: مسرحية «القناع» حققت نجاحا كبيرا أثناء عرضها على مسارح مدينة الإحساء بالسعودية، وهو ما دفعنا للمشاركة بها فى هذا التجمع المسرحى الكبير.
وأضاف ان العرض يناقش الكثير من الأمور التى تشغل الرأى العام فى السعودية والدول العربية، ومنها استنزاف الطاقات الدول والشعوب لتحقيق بعض الأغراض والمصالح الشخصية وهو الامر الذى ينتج عنه تهميش أبناء الوطن واضطهادهم.
وتابع الجمعان: كتب النص الخاص هذا العرض منذ أكثر من 15 سنة، ولكنه مازال عصريا يواكب الأحداث السياسية والإجتماعية التى تمر بها معظم الدول العربية.
فيما أكد على عبدالرحمن الغوينم رئيس جمعية الأحساء للفنون أن العرض يستوفى كل الشروط التى تميزه وتجعله أقرب ما يكون إلى الاحتراف المسرحى ابتداء من النص المميز للكاتب العراقى قاسم محمد، ومرورا بتجسيد الفنانين لأدوارهم بحرفية على خشبة المسرح، وبأسلوب يميل إلى الواقعية، وانتهاء بالرؤية الإخراجية للجمعان والتى استخدم فيها فنون السينوغرافيا المسرحية بشكل مميز، مما يصنف العرض من ضمن العروض التجريبية المتطورة.
وأشار إلى ان المسرحية تدور حول تغير الإنسان وتغير الوجوه تبعا للمراحل العمرية، ومرور السنوات واختلاف الأمزجة، ولذا سميت بـ«القناع» لأنها تؤكد أن بعض ما يظهره الكثير يختلف عن ما يخفونه، كما تنصهر كل تلك المعانى فى قالب حكاية درامية يؤديها الشباب على خشبة المسرح بمنتهى التمكن.
فى محاولة للانخراط فى الوضع العربى الراهن واستيعاب التحولات والتغيرات التى طرأت بشكل مفاجئ ومنها هشاشة الوضع الوضع الراهن، وفى دعوة إلى ضرورة إيجاد الحلول السلمية لتحقيق التغيير، عرضت دولة المغرب مسرحية «حلم ليلة دم» ضمن فاعليات المهرجان.
عبدالمجيد شكير مؤلف ومخرج العرض قال لـ«للشروق»: المسرحية تحكى لقاء يتم ليلا عن طريق المصادفة بين «نسيم» و«بسيم» على مشارف مدينة أغلقت أبوابها، وأحدهما مطرود من المدينة والثانى يرغب فى اللجوء إليها، يختلفان ثم يتفقان على التعاون من أجل تنفيذ مخطط لدخول المدينة بحيث يقوما بقتل الوالية والقاضية والسجانة باعتبارهن رءوس الفتنة وسبب البلاء.
وأضاف: يتحمس الأول الذى يبدو مثقفا حاملا لوعى ثورى بينما يتراجع الثانى الذى يبدو شخصا بسيطا فطريا وتلقائيا بينما تلقى السجانة بالقبض عليهما بتهمة تهديد أمن الدولة ويسجنان بعد محاكمة صورية.
وتابع شكير: هنا يحدث التحول فى المواقف، حيث يبدل المثقف «نسيم» جلده ويتنكر لمبادئه وينظم قصائد شعرية يتملق فيها السلطة باسم الدبلوماسية، لكن «بسيم» تقوده قناعاته الفطرية إلى تنفيذ مشروع القتل لتخليص المدينة من تسلط الوالية والقاضية والسجانة فينخرط معه «نسيم» بعد مواجهة عنيفة بينهما، لكنهما يكتشفان أنهما لم يتحررا بالفعل ويخلصان إلى أن القتل والدم لا يمكن أن يكونا وسيلتين للتغيير الإيجابى.
وأشار إلى ان العرض من إنتاج فرقة مسرح أبعاد، ويلعب بطولته منير أوبرى وأسامة محمود لغضفى وفوزية انجيمى ويونس ناجى وعبده الفيلالى وسينوغرافيا عبداللطيف مفيد.
من ناحية أخرى قدمت دولة العراق خامس أيام المهرجان عرض «الصامتات» لفرقة محترف بغداد المسرحى تأليف وإخراج د.عواطف نعيم التى تقدم عرضها برؤية إخراجية مشاكسة لنص «الخادمات» للكاتب الفرنسى «جان جينيه» فى محاولة منها لتسليط الضوء على المواجع والأحزان التى تعانى منها روح وجسد المرأة العراقية فى مقاومة البرجوازية المتسلطة.
وتقول د. عواطف نعيم عن عرصها: تدور الأحداث بالمسرحية داخل حلقة مفرغة تتكون من ثلاث سيدات عراقيات مضطهدات ومستغلات من قبل السلطة الذكورية الظلامية التى توصلهن إلى الانتفاضة ضد واقعهن الأليم.
وأضافت: استخدمت ديكورا دائريا بسيطا مغلقا يمكن بطلات العرض الثلاث إقبال نعيم وسمر محمد وسوسن شكرى للحركة بشكل دائرى مفرغ ينتهى فى كل مرة إلى نقطة الصفر، بحيث تمثل نهاية كل مأساة بداية لمأساة جديدة.
وعن دورها فى العرض قالت سمر محمد: أجسد شخصية سيدة مقهورة تحت سلطة أحد الرجال البورجوازيين الذى يسعى لتحويل كل النساء حوله من خادمات إلى جاريات وعبيد حتى أنه أنزل زوجته إلى صفوف الخادمات خضوعا وانصياعا لأوامره وشهواته وأنانيته.
واستطردت سمر قائلة: تنتهى أحداث «الصامتات» عند مشهد تنكسر أمامه انتفاضة الخادمات الصامتات فى أوج اشتعالها وثورتها وفى نقطة الصفر التى تظن فيها الخادمات أنهن انتصرن على صمتهن وأنهن خرجن من بوتقة الاستغلال من خلال إعدام السيد الظالم المغتصب الشهوانى يخرج الوريث الجديد للسلطة وريث التركة الآدمية لتعود الخادمات إلى نقطة البداية نقطة الصمت والخضوع الذى قد يحيلهن يوما إلى ثورة جديدة.
وقدمت فرقة فكرة المسرحية العرض المصرى «مأساة الحلاج» من إنتاج فرقة فكرة المسرحية وتأليف صلاح عبدالصبور وبطولة ايه كريم وهاجر البصيلى وأسماء طلعت وايهاب شعبان، وإخراج محمد زكى، والذى تدور اجواءه فى حالة صوفية خاصة.
ويقول مخرج العرض: «مأساة الحلاج» من النصوص العالمية التى تناول فيها الشاعر صلاح عبدالصبور مواجيد الصوفية وأراءهم بشكل مختلف وجديد متخذا من «الحلاج» بطل المسرحية نموذجا لذلك الاتجاه، حيث يحكى قصته مع التدين والبحث عن الحقيقة والمرور على نماذج التدين المختلفة.
وأضاف محمد زكى: المشهد الأهم فى العرض هو مشهد محاكمة الحلاج فى يومه الأخير، حيث شكل له الوالى مجلسا من الفقهاء للبحث فى تهمتين مختلفتين الأولى هما إفساد العامة وتحريضهم لكى يثوروا، والثانية هى زندقته وفساد معتقده وقد حاولت أن أضفى على ذلك المشهد بعض فنون السينوغرافيا كى اتمكن من تنفيذه بشكل جديد إخراجيا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك