النيل.. بنية أساسية «مجانية» للنقل النهرى - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 2:26 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

النيل.. بنية أساسية «مجانية» للنقل النهرى

النقل النهرى
النقل النهرى
كتبت ــ حياة حسين:
نشر في: السبت 28 مارس 2015 - 3:27 م | آخر تحديث: السبت 28 مارس 2015 - 3:27 م

• توزيع مسئولية النهر بين وزارتى النقل والرى أضر بإمكانية استغلاله


«منحنا الله نهر النيل، وهو بنية أساسية فى النقل النهرى بدون تكلفة»، بهذه الجملة، بدأ عبدالقادر لاشين، خبير النقل السابق فى الأمم المتحدة، حواره مع (الشروق)، حول عوائق وفوائد استغلال «المنحة الربانية» فى مجال النقل، سواء للبضائع أو الأفراد.

يتسم النقل النهرى بعدة فوائد، منها انخفاض تكلفة الوقود، حيث إنه يستهلك ثلثى كمية الوقود التى تستخدمها اللوريات فى النقل البرى، كما ان الوحدة النهرية، أو ما يسمى بالصندل، تزيد قدرتها فى النقل إلى 1200 طن، وهو ما يعادل حمولة 40 لوريا، «هذا رغم محدودية قدرة النيل مقارنة بأنهار أخرى، مثل المسيسبى فى أمريكا، والذى تصل حمولة الصندل فيه إلى 10 آلاف طن»، يقول لاشين.

وتصنع الوحدات النهرية فى مصر من خلال ورش متخصصة، ويتم استيراد المحرك فقط، وهو ما يعنى إن تنشيط النقل النهرى سيؤدى إلى توفير عدد كبير من فرص العمل، كما أنه سيوفر عملات صعبة، من خلال تقليل الاعتماد على وسائل النقل الأخرى البديلة مثل اللورى.

ويرى لاشين إن توزيع مسئولية النهر بين وزارتى النقل والرى، أضر بإمكانية استغلاله بشكل أمثل فى النقل، «فقد ركزت الرى على توفير المياه للزراعة«، ويقول أنه مع زيادة عدد السكان ارتفعت مساحات الأرض الزراعية، وتوسع المصريون فى استغلال ماء النهر، وهو ما انعكس سلبا على نهايته فى الوجه البحرى، حيث تقل المياه تدريجيا فى أطراف النيل وتؤثر سلبا على العمق المناسب للنقل النهرى، ويضاف لذلك إنه بعد انشاء السد العالى أصبحت مياه النيل «رائقة» لأن السد حجب الطمى، وبدأت مياه النهر تنحر مناطق، وترسب ما نحرته فى مناطق أخرى، وهو ما أدى إلى تكوين جزر حول النهر مما أثر سلبا على تدفق المياه وعمقها.

ومع ذلك، يعتقد لاشين أن هذه الأمور ليست صعبة الحل، ويمكن معالجتها بطرق سهلة وغير مكلفة. ويقول إن عمل خرائط ملاحية تحدد تحركات الصنادل بدقة فى النهر، ستساعد فى تجنب أزمات النهر الحالية، «فهى حاليا تعتمد على خبرة قائد الصندل فقط، مما قد يعرضها للحوادث»، ويضيف أنه يمكن أيضا تحديد وقت التحرك بساعات النهار، حتى يتمكن القائد من رؤية تلك الجزر، حيث يحتاج التحرك ليلا لتوفير وسائل إضاءة مناسبة للطريق النهرى.

وأوضح لاشين، إن النقل النهرى فى مجال البضائع لا يحتاج أكثر من هذين العنصرين، إذا أرادت مصر تفعيله بسرعة، لكن بالنسبة لنقل الركاب، وهو المشروع التى تعتزم الدولة طرحه خلال الفترة المقبلة، يحتاج إلى استعدادات أكبر وأكثر تعقيدا، لأنه لابد من تجهيز محطات للأتوبيس النهرى أو التاكسى النهرى، وربطها بمحطات النقل البرى حتى يكون الأمر ناجحا، «فالراكب يحتاج أن يقطع مسافة معينة بالنهر، ثم سيعود لاستكمال رحلته بريا، وبالتالى يجيب تهيئة النقل البرى من محطات النيل ليصل الراكب لكل الأماكن التى يريدها بسهولة، لأن الانتقال إلى العمل مثلا مختلف عن استخدام الأتوبيس النهرى للترفية».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك