ثلاث روايات لحدث - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثلاث روايات لحدث

طارق الصاوي
طارق الصاوي
طارق الصاوى
نشر في: الثلاثاء 28 يوليه 2015 - 9:14 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 28 يوليه 2015 - 9:14 ص

الرواية الأولى

حملت أسلاك الهاتف إلى أذن رئيس المصلحة ما تفوه به مدير الموقع فى حقه.. من فوره زار الموقع ووجهه كتلة من جمر الغضب.. ركل الباب بقدمه.. امسك ياقة قميص الجالس على المقعد خلف المكتب.. جذبه بعيدا، جلس مكانه وقف الرجل مطأطئ الرأس.. يستمع لوابل من التوبيخ وكلما هم بالرد ألقمته نظرات مدير المصلحة جبلا من الحجارة أغلق به فمه. مادت الأرض تحت أقدام مدير الموقع دار فى كل الاتجاهات قبل أن يتهاوى محتضننا ساق مكتبه، سقته زوجته ــ التى جاءت تتعثر فى جلبابها بعد أن سمعت الشجارــ ماء محلى بالسكر.. بكى على صدرها كطفل.. طلب منها أن تعود للسكن الادارى الملاصق للموقع.. دخل إلى غرفة العامل.. أشعل الموقد لإعداد شاى يطفئ نيران الألم فى جوفه.. تمدد على السرير أمسكت برأسه نوبة صرع قام يتخبط فى جدران الغرفة الضيقة الموصدة.

الرواية الثانية

رفع العاملون فى الفرع عريضة لرئيس المصلحة.. جاء بنفسه للتحقيق فى ما ذكر فيها من وقائعو اتهامات. انحنى مدير الموقع لرئيسه وهو يصافحه.. ترك مكتبه ليجلس عليه وقف أمامه كتلميذ مقصر فى حضرة ناظر المدرسة.ادخل أصبعه فى أذنه هربا من سيل الأكاذيب التى قرأها رئيس المصلحة من عريضة بين يديه.. ضرب كفا بكف تحرك فى الغرفة ليهدئ من انفعالاته.. ركل الحائط بقدمه ردا على وابل التوبيخ الذى سقط كالمطر فوق رأسه الأصلع، انفجر بالصياح فى وجه الرئيس بعد أن فاض به كيل التحمل وهو يستمع للوعيد بالنقل وسحب السكن الادارى الذى يأوى أولاده، صرخ فى وجه من أتى للشماتة به: آه يا أولاد..
اقتحمت زوجته الغرفة.. وضعت يدها على فمه.. توسلت بدموعها للرجل الكبير أن يعفو عنه لمرضه.. صفعها رجلها المطعون فى كرامته.. آمرها أن تعود للبيت.. استدعى مدير الموقع جميع موظفيه بعد أن سكنت العاصفة.. طلب منهم أن يقسموا على المصحف أنه سبهم.. لم يجبه أحد الإ الرجل الأشيب ذا الشارب الأحمر: لم يعد لك مكان بيننا بعد اليوم.
انفض الجميع من حوله.. جرى إلى غرفة العامل.. دفع صاحبها لخارجها.. حمل الموقد المشتعل سكب منه على ملابسه الوقود.

الرواية الثالثة

ذهب الرجل الأشيب ذا الشارب الأحمر إلى رئيس المصلحة، اصطحبه إلى الموقع فوجئ مدير الموقع بهما أقعده الذهول عن الترحيب بضيفه دفعته يد الرئيس عن مقعده.. أحس بالمهانة تطوقه.. رفع صوته مدافعا عن كرامته تبادل السباب مع رئيس المصلحة تدخل الموظفون لمنع الاشتباك بالا يدى فوجئ بزوجته تقف خلفه صرخ فيها و كفه يهبط على خدها المتورد: أشار لك.
ردت عليه: عيب.. صفعها للمرة الثانية.. استدارت وسبابه يطاردها.. استوقفها الرجل الأشيب ربت على كتفها مسح بأصابعه دموعها همس فى أذنها ابتسمت.. استند مدير الموقع على ساعد العامل دخل إلى غرفته تمدد على سريره.. دخل العامل وخرج.. دخل وخرج.. صمت صوت الموقد المشتعل.. سرت بين المكاتب رائحة شواء.. حوقل الرجل الأشيب، رفع سماعة الهاتف مطيرا الخبر لرئيس المصلحة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك